العودة الى الصفحة السابقة
24 كانون الأول - ديسمبر

24 كانون الأول - ديسمبر

جون نور

2024


مرقس 12:15 – 14

«12 فَأجَابَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ: «فَمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ أَفْعَلَ بِالَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ الْيَهُودِ؟» 13 فَصَرَخُوا أَيْضًا: «اصْلِبْهُ!» 14 فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «وَأَيَّ شَرّ عَمِلَ؟» فَازْدَادُوا جِدًّا صُرَاخًا:«اصْلِبْهُ!».

اقرأ أيضاً يوحنا: 28:18 – 40.

تأمل: دائماً ما يكون الأمر صادماً عندما يفشل القادة الدينيون في التصرف بتقوى. لكننا نشهد مثل هذا الفشل على الدوام. علينا أن نتذكر أن القادة الدينيين هم في النهاية بشر، وجميعنا عرضة للخطية. نحن نتخذ قرارات بائسة، وكثيراً ما نضع مصالحنا قبل كل شيء. لذا فليس من المستغرب أن يفشل القادة الدينيون في التصرف بسلطتهم بحكمة.

كان القادة الدينيون في أيام يسوع المسيح من الأمثلة المتطرفة على ذلك. فقد كانوا قلقين أنهم سيتنجسون بدخولهم منزلاً أممياً، حتى إنهم ما كانوا يريدون دخول القصر. لكنهم كانوا لتوهم في محاكمة غير قانونية (تعسفية)، بعد التخطيط لمؤامرة قتل إنسان بريء، إذ قادهم الحسد إلى قتل يسوع. لقد خافوا أن يفقدوا السلطة، فمضوا إلى هذا التطرف للحفاظ عليها.

علم بيلاطس أنه جرى غض البصر عن الحقيقة هنا، وهو لم يدرك أنه كان ينظر بعينيه إلى الحق نفسه؛ فقد كان أعمى ساعياً إلى تحقيق أجندته، حاله حال الجموع التي كانت تصرخ «اصلبه». إن القدرة على القيام بشيء نعرف أنه خاطئ، لكننا نعمل على تبريره هو أمر يبين قوة الجسد وخداع الذات. سيعمل الحسد والسعي إلى السلطة دائماً على قتل المسيح فينا، وسيعمينا عن الحق. فلنصل ألا نكون مثل أولئك القادة الدينيين (في ممارستهم الخاطئة)، وألا نفوت فرصة أن نرى الحق ونكرمه.

صلاة: أيها الرب يسوع، أنت الحق، وأنت تجلب الحياة والرجاء والهدف والإشباع والقوة إلى جميع من يخضعون أنفسهم لسلطتك. أنت من حققت النبوات المسيانية، وبعملك الفدائي نلت لقب مخلص العالم. وستأتي بالتأكيد لتدين العالم وتحكم بالبر. وحتى ذلك اليوم، أريد أن أكون مخبراً بملكوتك، الذي سيأتي يوماً بملئه. وأعلم أني لن أستطيع تحقيق ذلك إلا إذا خضعت لربوبيتك. أريد أن أكون وكيل تغيير إيجابي في العالم بإطاعة وصاياك والسير بقوتك، رغم أن قيم ملكوتك تبدو مقلوبة في أعين الذين اعتادوا النظر إلى هذا العالم. أنت تعلم أن علينا أن نكون جميعاً خداماً، فيصير الأخير أولاً، والمتواضع مرتفعاً، والمسكين بالروح غنياً، كما تعلم أن المعطي سيُعطى. افتح عيني اليوم لأراك. أطلب هذا بقوة اسمك. آمين.