العودة الى الصفحة السابقة
21 كانون الأول - ديسمبر

21 كانون الأول - ديسمبر

جون نور

2024


مزمور 1:42 – 3، 9 – 11

«1 كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ. 2 عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ، إِلَى الإِلهِ الْحَيِّ. مَتَى أَجِيءُ وَأَتَرَاءَى قُدَّامَ اللهِ؟ 3 صَارَتْ لِي دُمُوعِي خُبْزًا نَهَارًا وَلَيْلاً إِذْ قِيلَ لِي كُلَّ يَوْمٍ: «أَيْنَ إِلهُكَ؟». «9 أَقُولُ ِللهِ صَخْرَتِي: «لِمَاذَا نَسِيتَنِي؟ لِمَاذَا أَذْهَبُ حَزِينًا مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟». 10 بِسَحْق فِي عِظَامِي عَيَّرَنِي مُضَايِقِيَّ، بِقَوْلِهِمْ لِي كُلَّ يَوْمٍ: «أَيْنَ إِلهُكَ؟». 11 لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلهِي».

متّى 6:5

«طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ».

يوحنا 7:4 – 11، 13 – 14

«فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً، فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ» 8 لأَنَّ تَلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَامًا. 9 فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ:«كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ. 10 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا». 11 قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ؟... 13 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ:«كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. 14 وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».

تأمل: كانت المعرفة التي لدى ناظمي الشعر في العهد القديم عن ذلك الشخص ووعود الله أقل كثيراً مما نتمتع به في ملء إعلان العهد الجديد. لكن يبدو أنه كان لديهم عطش إلى الله أكثر منا. وقد بات هذا العطش، الضروري للتلمذة الحقيقية، متبلداً لدينا جراء القلق والتوق إلى أمور أخرى. من جهة أخرى، قال يسوع عن الجياع والعطاش إلى البر (الموجود فقط في شخصه الكريم) «طوبى» لهم. إن هذا التوق هو ما يقودنا إلى إدراك أن القصد من حياتنا هو أكثر من الأمور المادية التي نراها ونعطش إليها. ويقودنا العطش المقصود إلى علاقة أعمق بيسوع المسيح، ويصير ينبوعاً يفيض منا إلى حياة الآخرين.

ما أكثر أمر تتقو إليه في العالم؟ هذا سؤال يتطلب قرار: اتبع الله بإصرار أو لاحق كل شيء آخر. وهناك طريق واحد يقود إلى علاقة حميمة بالله، بينما يقود الطريق الآخر إلى عبادة الأوثان. في قصة المرأة السامرية، لم يكن هناك طريق آخر؛ فالرجاء المستقبلي الذي رغبت فيه يقف أمامها ويطلب منها أن تسقيه. وعلى الصليب، بينما كانت ذبيحة يسوع الكفارية تصل إلى نهايتها، كان يسوع مثل عداء مسافات طويلة بالقرب من خط النهاية، ولم يكن لديه من القوة سوى أن يقول: «أنا عطشان»، وبعدها استودع روحه بين يدي الآب مكملاً العمل، وكان هذا لئلا نعطش نحن ثانية.

صلاة: إله النعمة، أعيش في أرض قاحلة وجرداء. تذوقت كم أنك صالح، وهذا جعلني أشبع بك وأعطش إلى المزيد منك. أحتاج كثيراً إلى ما تستطيع وحدك أن تزوده، ولكني اعترف أني كثيراً ما أبحث عن الشبع في أماكن أخرى. لا أتوق إليك كما ينبغي أن أتوق، لكني أرغب أن أتوق إليك أكثر وأكثر. أرجو أن أمتلئ بتوق مقدس إليك. أرني لمحة من مجدك، وسيُروى عطشي من جديد. لقد أرسلت ابنك ليبذل نفسه لأجلي. أرني كيف أجد الشبع الحقيقي بينما أسكب حياتي الآن في خدمتك وخدمة الآخرين. وحينما أتعرض لإغواء السعي إلى الشبع في أماكن أخرى. هبني بلطف الانضباط لأعود إليك؛ لأنك وحدك المصدر الحقيقي للقوة. باسم يسوع أصلي. آمين.