العودة الى الصفحة السابقة
19 كانون الأول - ديسمبر

19 كانون الأول - ديسمبر

جون نور

2024


لوقا 11:14

«لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ».

مرقس 43:10 – 45

«43 فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيمًا، يَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا، 44 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلاً، يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْدًا. 45 لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».

يوحنا 30:5

«أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي».

أقرأ أيضاً: فيلبي 5:2 – 11

تأمل: لقد واجه يسوع الانتقاد والرفض وتشويه السمعة، كما أسيء فهمه، وحيكت حوله مؤامرة، وتعرض للخيانة، ورُفض وتعرض للإساءة من عائلته وأصدقائه وتلاميذه، وكذلك من قبل قادة اليهود الدينيين، ومن الرومان أيضاً. كان يسوع قد أختار أن يتماهى مع الخطاة ويعيش في فقر وغموض معظم عمره الذي بلغ 33 عاماً. وحينما أخذت خدمة يسوع تتقدم، واجه مستويات مرتفعة من العداء والمعارضة. غير أنه عرف من يكون وما الذي لديه، وقد منحته علاقته بالله القوة والأمان ليحب الآخرين ويخدمهم. ولم يكن يسوع يوماً محدداً بآراء من حوله.

وكان اتضاع يسوع المسيح انعكاساً استثنائياً لاتكاله التام وتسليمه الكامل لله. ونحن نرى ذلك في معموديته عندما نزلت عليه حمامة. كان الحمام هو تقدمة الفقراء. وقد تماهى يسوع مع الفقراء والمحتقرين والمنبوذين.

ربما نحسب أن الاتضاع هو علامة التوبة الحقيقية، ودليلاً على تحول الحياة. لكن الجسد والكبرياء يصارعان الاتضاع، لذا فنحن مجبرون أن نتعلم بالمعاناة، وبالغفران للمسيئين إلينا، والنظر إلى تلك الحوادث بوصفها فرصاً للنمو. وبينما نمارس ذلك، نبدأ في تنمية روح قابلة للتعلم، ورغبة تطلب المشورة الحكيمة والخضوع للسلطات. وحينما ننضم إلى يوحنا المعمدان عندما قال: «يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ» (يوحنا 30:3)، فإننا نتعلم حكمة الاتضاع، ونقف مدهوشين أمام نعمة الله المدهشة.

صلاة: إله السماوات والأرض، يا من تسكن العلى والديار المقدسة، وتسكن أيضاً لدى التائب والمتضع الروح. أسألك نعمة للتوبة الحقيقية، لكي أتواضع تحت يدك القديرة، ولا أثق بالجسد. احفظني من خداع الذات الذي يجعلني أنظر بكبرياء إلى نفسي. أنت تعرف كل أفكاري ودوافعي. وحتى أفضل أعمالي يمكن أن يشوبها رغبة أنانية بالاعتراف بها وامتداحها. لكن بينما أتعلم أن تكون أنت «جمهوري» وغايتي بدل اللعب أمام جماهير عدة، لكن يكون هناك تظاهر أو إخفاء. ستكون الأمور مفتوحة وشفافة أمام عينيك، ولن يهم في النهاية سوى تقيمك أنت. باسم يسوع أصلي. آمين.