العودة الى الصفحة السابقة
18 كانون الأول - ديسمبر

18 كانون الأول - ديسمبر

جون نور

2024


يوحنا 5:15 – 8

«5 أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. 6 إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجًا كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ. 7 إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. 8 بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي: أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تَلاَمِيذِي».

تأمل: كانت أرض الموعد ملآنة بكروم العنب، والأشجار بأغصان محملة بالثمار من مختلف الأصناف. وهكذا صارت الكرمة رمزاً للشعب اليهودي، وكانت هناك عناقيد عنب ذهبية معلقة على بوابة الهيكل. لذا عرف من كانوا يستمعون إلى يسوع أن الأمة العبرانية هي الكرمة التي أخذها الله من مصر وغرسها في أرض الموعد. لقد عرفوا من سفر المزامير، ومن الأنبياء إشعياء وإرميا وحزقيال أن الكرمة تكون خيبة أمل عندما لا تنتج ثمراً. لقد كانت رمزاً للغرض الموضوع من وجودهم، لكنها كانت أيضاً تذكيراً بفشلهم. ومع أن أوراق الكرمة وعناقيدها كانت طيبة، فإن الأغصان التي لم تصنع ثمراً – إذ لم تكن قوية كفاية – لا تصلح لشيء سوى أن تُحرق، وقد أخبرهم الله بذلك.

لذا عندما تكلم يسوع عن الكرمة في ذلك اليوم، ربما حبسوا أنفاسهم أو ربما لاحظوا قوله إنه الكرمة «الحقيقية»، وربما شعروا بنخسة بسيطة. غير أنهم لو أصغوا جيداً، لرأوا أن يسوع كان في الواقع يمنحهم فرصة أخرى.

لا بد أن الأغصان التي تأتي بثمر جيد هي من كرمة موثوق بها. وهناك وقف المصدر الموثوق به الذي يعطي الشعب اليهودي فرصة لتجاوز الفشل، وعيش حياة تمجد الله من جديد. لقد كان يسوع المسيح هو من اختارهم، وهو مصدر قوتهم (أنظر يوحنا 16:15). لو أنهم ظلوا في اتحاد محب معه؛ ووجدوا الغرض من حياتهم وقوتهم ومسرتهم الأعمق في شخصه، لصنعوا أثماراً تدوم إلى الأبد، وتكون أثماراً مهمة حقاً. لو أنهم فهموا ما كان يقوله، لرأوا أن ذاك كان عرضاً هائلاً كعنقود عنب هائل الحجم. وإن كنا حكماء، فإن الفرصة متاحة أمامنا لنرى الأمر بهذه الطريقة أيضاً.

صلاة: أيها الرب يسوع، أنت الكرمة الحقيقية، ومن دونك لا نقدر أن نحقق قيمة تدوم. وكالغصن الذي ينال حياته من الكرمة، أرجو أن أظل ملتصقاً بك، وقريباً إلى مواردك بدل محاولة العيش اعتماداً على نفسي. أعرف أني بقدر ما أحافظ على علاقة قوية بك، سأكون قادراً أن أحمل ثمراً يدوم، وأن أمجد اسمك. علمني فرح العيش معتمداً تماماً عليك، وعلمني أن أرى أنك قناة الحياة الحقيقية. أنا أتغذى منك وحدك ما هو ضروري لاستمر في العيش في هذه الأرض القاحلة والجرداء. هبني أن أعرفك شخصياً، وأنمو في معرفتك التي تخلق فيّ عطشاً لأشارك الآخرين عنك. وبينما أنمو في محبتي لك، فإني أنمو أيضاً في طاعتك لأعرف بوصفي تلميذك حقاً. باسمك الذي يمنح الحياة أصلي. آمين.