العودة الى الصفحة السابقة
11 كانون الأول - ديسمبر

11 كانون الأول - ديسمبر

الله يعطينا أكثر مما نطلب

جون نور

2024


اقرأ ملوك الأول 1:3 – 15.

«وَصَاهَرَ سُلَيْمَانُ فِرْعَوْنَ مَلِكَ مِصْرَ، وَأَخَذَ بِنْتَ فِرْعَوْنَ وَأَتَى بِهَا إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ إِلَى أَنْ أَكْمَلَ بِنَاءَ بَيْتِهِ وَبَيْتِ الرَّبِّ وَسُورِ أُورُشَلِيمَ حَوَالَيْهَا» (ملوك الأول 1:3).

فيض العطاء هو سمة الله أبينا. وتنبر الأسفار المقدسة على هذه الصفة مراراً. كما ينادي بها الرب يسوع في أمثاله وعظاته، ويلخص ذلك في بضع كلمات قائلاً: «فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي... لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟» (لوقا 13:11).

ويؤكد بولس الرسول أن الله قادر على أن يعطينا أكثر مما نحتاج (2كورنثوس 8:9).

وبرغم أن قسماً كبيراً من سفر الملوك الأول يعالج الضعف البشري، وفشل الإنسان فإننا نرى في كل السفر كرم الله وفيض عطائه.

لم تنعكس محبة سليمان لله في طاعته له، كما نرى في زواجه. ثم نراه بعد ذلك يتخذ زوجات كثيرات وسراري عديدات يتعبدن لآلهتهن الخاصة. هذا بخلاف ما رأيناه في بداية ملكه حيث كان يبذل الجهد لتمجيد الله، فيجيبه الله بفيض من كرمه. فيظهر الله له في حلم ويسأله: «اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ»، لأحظ هنا رقة حديث الله لسليمان. فهو لا يأمره أو يجبره على شيء، بل يعطيه حرية اختيار العطية أو الهبة التي يريدها.

كان سليمان لطيفاً إذ يطلب من الله بوداعة وبغير أنانية ما يؤهله للخدمة، فيجيبه الله على الفور: «هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْبًا حَكِيمًا وَمُمَيِّزًا حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ». في كتاب مثل سفر الملوك الأول يتضمن قصصاً من الحقد وإراقة الدماء وانقسام لمملكة سليمان – فيما بعد – نجد أن هذا الحوار بين الله وسليمان يعتبر علامة مميزة على الطريقة التي يجب أن يكرم بها الله شعبه ويباركه، وكذلك على طريقة معاملاته التي يتوق أن يقيمها معنا.