العودة الى الصفحة السابقة
5 كانون الأول - ديسمبر

5 كانون الأول - ديسمبر

يا معلم أما يهمك؟

جون نور

2024


اقرأ: مرقس 35:4 – 41.

فقام وانتهر الريح، وقال للبحر: {أسكت، أبكم!} (مرقس 39:4).

اثنان من أكثر الأسئلة المذكورة في كتاب العهد الجديد قوة وكشفاً طرحهما على الرب يسوع أشخاص يحبونه حباً جماً. فلما هبت عاصفة شديدة على التلاميذ في بحيرة الجليل وكادت تغرق سفينتهم، سألوا المسيح: {يا معلم، أما يهمك أننا نهلك؟} (مرقس 38:4). وفي مناسبة أخرى، بينما كانت مريم تصغي إلى كلامه مستريحة راضية، اندفعت مرثا من المطبخ وقالت بمنتهى التوتر: {يا رب، أما تبالي بأن أختي قد تركتني أخدم وحدي؟} (لوقا 40:10).

هذان السؤالان كلاهما طرحهما أناس سبق أن رأوا قوة الرب يسوع وتوقعوا منه أن يقدم على إراحتهم من أمر يقلقهم ويزعجهم. فعندما بدا أن الرب كان يتجاهل وضعهم الخطر، لم يكتفوا بالاستنجاد، بل أضافوا أيضاً ما عبر عن استياء: {أما يهمك؟ .. أما تبالي؟}.

ومع أن الكتاب المقدس لا يشير إلى نبرة صوت المسيح ههنا، فإني أتخيل أن كلا جوابيه كان رقيقاً ومطمئناً ولو دخله شيء من العتاب: {ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟} (مرقس 40:4)؛ {مرثا، مرثا، أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة!} (لوقا 41:10).

عندما نشعر بأننا وحدنا، أو نسقط تحت أعباء ظروفنا، غالباً ما تقول أنفسنا: {يا رب، أما تبالي؟} ولكن حالما يهدئ المسيح عواصفنا، وينادينا بأسمائنا، ندرك أن علينا أن نتعلم الكثير بعد عن عطفه علينا واهتمامه بنا، ونتوق لو نسلمه جميع ما يقلقنا ويزعجنا.