العودة الى الصفحة السابقة
30 تشرين الثاني - نوفمبر

30 تشرين الثاني - نوفمبر

نعطيه خير ما عندنــا

جون نور

2024


اقرأ يوحنا 3: 22-36.

«الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ» (يوحنا 3: 36).

الاتضاع من الفضائل التي قد لا تروق لبعض المسيحيين. ربما يعزي ذلك لارتباط معنى الاتضاع عند البعض بمعاني الضعف والاستسلام والخنوع. ولكن معنى الاتضاع في الكتاب المقدس تختلف كثيراً عن ذلك. كلمة الودعاء مثلاً الواردة في متّى 5:5 في اللغة اليونانية هي نفس الكلمة التي أطلقت في ذلك الوقت على خيول الحرب الرومانية. هذه الخيول القوية الجبارة وصفت بأنها وديعة من أجل نوع التدريب الذي تجتازه، تجعلها رغم قوتها سريعة التجاوب مع راكبها مرنة في طواعيتها في ظروف الحركة والسرعة. القوة مع الطاعة الكاملة لسيدها هو من أدق معاني الوداعة أو الإتضاع. كان يوحنا مثالاً رائعاً للاتضاع ومع ذلك لم يكن ضعيفاً أو مستضعاً.

كان يوحنا قوياً وكانت له جميع مقومات القيادة والسلطة. كان له تلاميذ مخلصون وكانوا على استعداد دائماً لحمايته والدفاع عنه (26).

لكن كان يوحنا يعلم أن مهمته ليست لقيادة مجموعة من الناس، ولكنه جاء لإعداد الطريق أمام الرب يسوع. وبكامل إرادته سلم قيادته وزعامته وشعبيته إلى الرب يسوع المسيح. وقد فعل ذلك بمنتهى الفرح والسرور لأن هذه هي الغاية التي من أجلها أتى إلى مجال الخدمة. وتدريجياً توارى من ميدان الخدمة تاركاً المجال للرب يسوع المسيح.

هل نقبل نحن هذا التحدي؟ أن نضع كل خدماتنا وأوقاتنا ومواهبنا تحت أقدام المسيح وأن نرى آخرين أيضاً يقدمون أفضل ما لديهم لخدمة الرب يسوع المسيح.