اقرأ لوقا 20:17 – 37.

«وَلَمَّا سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ؟ أَجَابَهُمْ وَقَالَ: لاَ يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ بِمُرَاقَبَةٍ» (لوقا 20:17).

كلنا نحب أن نخطط وأن نعرف ما هو المنتظر منا .. ولقد أراد الفريسيون أن يعرفوا: متى سيأتي ملكوت الله؟ لكن رد الرب يسوع عليهم كان عجيباً.

يبدو أن السؤال عن (متى؟!) كان في غير محله، وكان الأفضل أن يسألوا (كيف؟!) يأتي ملكوت الله؟ لقد كان ملكوت الله متجسداً في المسيح يسوع، في تعاليمه وفي خدمته، وأولئك الذين وضعوا ثقتهم في الرب يسوع سيكونون في أمان من دينونة الله .. أما كل الذين لم يؤمنوا به فهم هالكون لا محالة.

والحقيقة أن الحياة تمضي في مسارها العادي كما كانت منذ أيام نوح ولوط .. وليس معنى ذلك أن الله قد نسي وعده القائل إن يسوع المسيح سيأتي ثانية لكي يعلن اكتمال الملكوت .. كان الناس مشغولين تماماً بأمور الحياة لدرجة أنه لم يكن لديهم وقت يعطوه لله (31) .. واهتمامنا بممتلكاتنا إنما يحدد المكان الذي نجد فيه أماننا .. لا يجيب يسوع على السؤال (متى؟!) ففي النهاية سيكتمل الملكوت عندما يعود في مجده .. وفي هذه الأثناء يساعدنا هو على التعرف والاعتراف بأن ملكوت الله موجود حيثما يكون عمله.

إن ملكوت الله ليس قواعد أو تنظيمات ولا هو صورة شكلية أو أسلوب حكم معين بل هو حياة داخل كل من يؤمن. وهو هدف أسمى لعلاقتنا بالله. فالمسيح لم يأت ليخلصنا من خطايانا فقط بل ليستعيد ملك قد سلب من آدم، ويعيد تأسيس شعب خاص لملك الله عليه. وهذا هو هدف كل مؤمن أن يعمل على مد ملكوت الله في هذا العالم.