العودة الى الصفحة السابقة
8 تشرين الثاني - نوفمبر

8 تشرين الثاني - نوفمبر

قــارورة طيب

جون نور

2024


اقرأ مرقس 14: 1 - 11.

«وَكَانَ الْفِصْحُ وَأَيَّامُ الْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُمْسِكُونَهُ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُونَهُ» (مرقس 14: 1).

بفضل القراءة لهذا اليوم ندخل إلى قصة آلام يسوع، القصة التي تصل إلى قمتها (ولكن ليس إلى نهايتها) بموته على الصليب. ويبين لنا فصل الإنجيل هنا طريقتين متناقضتين من التجاوب مع يسوع.

يفتح المنظر الأول (1، 2) عن عملية غش. إذ يتآمر رؤساء اليهود (القادة الدينيون) على إهلاك يسوع. يحدث المنظر الثاني في الخلاء، في وجود شهود عديدين. يأكل يسوع العشاء مع تلاميذه في أحد البيوت التي في بيت عنيا. وأثناء الأكل تدخل امرأة، ومعها زجاجة طيب (أي عطر) نفيس غالي الثمن وتصب العطر على رأس يسوع. وهي عادة قديمة في بلاد الشرق لإظهار الاحترام والتقدير. ولكي نفهم سبب غضب التلاميذ لا بد أن ندرك أن ثمن هذا العطر يعادل أجرة عشرة شهور عمل. وكان هذا إسرافاً لم يستوعبه الحاضرون. ونفس الشيء يحدث حيث يتهمنا الآخرون بالتبذير عندما نقدم أموالنا وأوقاتنا وجهودنا في خدمة الرب.

ولعل مريم ذاتها لم تفهم ذلك. فهي لا تعرف سوى أنها أحبت يسوع وأرادت التعبير عن تلك المحبة وإذ استشف يسوع هذا التقديس أوقف النقد الموجه لها، وأعلن أنها قد مسحته ودهنته إشارة لتكفينه ولدفنه. فدائماً ما يتقبل يسوع منا العبادة الأصلية وخدماتنا وتضحياتنا أكثر من تقدير الآخرين لها.

وفي الآيات الختامية نرجع إلى موضع الخيانة. إذ يستسلم يهوذا أحد الذين انتقدوا مريم، لخيبة الأمل ويرتب أن يخون يسوع، فهما شخصان، ولهما تجاوبان. قال يسوع: «مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ» (متّى 30:12). فإما نعبده أو نخونه، وليس هناك حل وسط.