العودة الى الصفحة السابقة
6 تشرين الثاني - نوفمبر

6 تشرين الثاني - نوفمبر

عندمـــا تقسو الحياة

جون نور

2024


«أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي! مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ. إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ. الرَّبُّ حَافِظُكَ. الرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ الْيُمْنَى. لاَ تَضْرِبُكَ الشَّمْسُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ فِي اللَّيْلِ. الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ. الرَّبُّ يَحْفَظُ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ» (مزمور 121).

من منا لم يختبر قسوة الحياة حينما تتراكم علينا المهام والمتاعب ومطالب الحياة. حتى إننا نتساءل أحياناً كيف نستطيع الخروج من هذه الأزمة أو تلك؟ ومن أين لنا هذه القوة أو الجهد اللازمين للخروج من هذه الأزمات؟ هذا المزمور إذن هو لك. كل آية فيه باستثناء الآية الأولى تتحدث عن عناية الله واهتمامه بنا. ولكن هناك مسألتين يصعب فهمهما في هذا المزمور الجميل. أولهما الجفاف القاتل في هذه الأجواء الحارة من بلاد الشرق الأوسط (6 أ) ولكن كيف أن القمر يحرق أثناء الليل (6 ب)؟. أعتقد أن هذا يصور المتاعب الغير متوقعة أو ما فوق الطبيعة. وهذا يعني أن الرب يحفظنا من كل الشرور الطبيعية والوهمية، المتوقعة وغير المتوقعة، أينما كنا (7 و8).

هل هذا يعني أن الذين يؤمنون بالله لا يضارون مثل غيرهم؟ وأن الأخطار التي تهدد باقي الناس لا تؤثر فيهم؟ بالتأكيد ليس هذا هو المقصود. فقد سبق لنا التعرف على الأهوال والمتاعب التي لاقاها الرسول بولس، وكذلك ما لاقاه الرب يسوع المسيح نفسه من آلام وإهانات. ولكن هذا المزمور يؤكد لنا أنه مهما قابلنا من المتاعب والضيقات فنحن نثق أننا لسنا بمفردنا، وأن الله لا يتركنا. والشر لا تكون له الكلمة النهائية في حياتنا حتى في غربتنا لأننا في عناية الله. الله دائم الوجود، لا يغفل ولا ينام.