العودة الى الصفحة السابقة
18 تشرين الأول - أكتوبر

18 تشرين الأول - أكتوبر

التعرف على المسيــح

جون نور

2024


اقرأ يوحنا 1: 29 – 34.

«وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!» (يوحنا 1: 29).

لقد كان يوحنا يعرف تماماً أن مهمته لا تتعدي إعلان مجيء المسيا ودعوة الناس إلى التوبة والاعتراف والاستعداد للقاء المسيا الذي طالما انتظره اليهود. ولكنه شخصياً لم يكن يعرف من هو المسيح حسب التاريخ المدون في الأناجيل الأربعة. ونعرف بنوع القرابة حسب الجسد بين الرب يسوع المسيح ويوحنا المعمدان. هل هذا من الممكن أن يسهل الأمر على يوحنا للتعرف على شخصية الرب يسوع المسيح؟ كلا فالأمر لم يكن كذلك.

ولكن إرادة الله أن يعلن ابنه الوحيد ليوحنا بما لا يدانيه أدنى شك. فالذي رآه يوحنا يطابق تماماً ما ذكره الله عن الرب يسوع المسيح (33 و34). وفي الحال تعرف يوحنا على شخصية الرب يسوع المسيح والمهمة التي جاء من أجلها. لذلك قال – وبالتحديد- عن الرب يسوع المسيح إنه «حمل الله» وإنه «ابن الله» وذلك بإرشاد الروح القدس. كما أنه رأى الروح نازلاً على رأس الرب يسوع المسيح مثل حمامة. لقد كان يوحنا يعلم تماماً أن هذا هو الرب يسوع المسيح حمل الله الذي سوف يحمل في جسده خطية العالم ولذلك قال: «هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ... الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ» (30 - 34).

وحيث تأكد يوحنا تماماً من شخصية المسيح، لذلك كان قوياً أيضاً وشجاعاً في شهادته، ومتفانياً في اتضاعه. ينبغي علينا نحن أيضاً أن نقتدي بسيرة يوحنا ونأخذ مثاله بأن نتعرف على الرب يسوع المسيح جيداً في حياتنا ونعمل بأقواله فنكون أقوياء في الحق وشهادتنا صادقة.