«إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ» (رومية 23:3).

من السخف أن نظن أننا نستطيع دخول السماء بمجهوداتنا الخاصة. فلنفترض أن قمة جبل تبعد عن البحر بضعة أميال وبينهما واد سحيق. وأن بعض المتهورين المجازفين يحاولون أن يقفزوا من على قمة الجبل ليغطسوا في البحر. ولكن أحداً منهم لا يمكن أن يطير فوق الوادي قفزاً.

وها هو الكتاب المقدس يقول في رومية 10:3 «لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ!» فالله قدوس، وهو يطلب الكمال من جميع الذين يريدون أن يمكثوا في حضرته. إنما حتى الصالحون يقصرون دون الوفاء بمتطلبات دخول السماء. وذلك لأنهم لا يبلغون المستوى الذي تحدده معايير الله (رومية 23:3). فهؤلاء أيضاً يحتاجون إلى الخلاص كما يحتاج إليه الفجار الظاهر شرهم. ذلك أننا، نحن البشر، جميعنا خطاة. فإن حاولنا بطرقنا الخاصة أن ندخل السماء، فلا بد من أن نقصر حتماً. غير أن المسيح أعد لنا الطريق للوصول إلى السماء. فهو، بموته على الصليب من أجل خطايانا، صار جسر العبور إلى حضرة الله. وعليه، فجميع الذين يثقون بالمسيح مخلصاً تغفر لهم خطاياهم، ويراهم الله كاملين نظراً لما فعله المسيح لأجلهم.