العودة الى الصفحة السابقة
16 أيلول - سبتمبر

16 أيلول - سبتمبر

الاتضاع الحقيقي

جون نور

2024


اقرأ 1 بطرس 1:5 – 7.

«أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ» (1 بطرس 1:5).

كان الرعاة في زمن السيد المسيح يتقدمون رعيتهم ويسيرون أمامها. وكانوا يعملون ذلك بقصد واضح وهو أنهم من هذا الموقع يستطيعون أن يستكشفوا مناطق الخطر فيحولون مسيرتهم في اتجاه آخر. هكذا يخاطب القديس بطرس خدام الكنيسة قائلاً : إذا أردتم أن تصيروا رعاة لرعية الرب فاحرصوا أن تتعلموا أن الرعاية الحقيقية ليست في المناصب وإنما في التضحية والبذل. الاتضاع هو أبرز مؤهلات الخادم الحقيقي لرعية الرب.

الاتضاع في الرعاية هو أول صفات العلاقات العامة الناجحة. كثيراً ما ينتابنا الإحساس بأن هؤلاء الذي اؤتمنوا على الرعاية، عليهم أن يستمعوا إلينا وأن يتعلموا منا. ومن الأمور المشجعة أن نرى خدام الكلمة يقفون معنا ومستعدون حتى للتصرف معنا أو الحديث عنا إذا لزم الأمر. ولكن هذا ليس أمراً سهلاً على الدوام. فقد لا يطيق الشاب أحياناً بطء وتريث القادة أو الخدام فيندفع بغير أن يترك لنفسه الفرصة لأن يتعلم من هؤلاء الأكبر سناً وخبرة. كما أن الكبار أحياناً يقعون في فخ الكبرياء ممتنعين أن يصغوا إلى من هم أصغر منهم سناً .. ويأنفون أن يتعلموا منهم شيئاً.

أما في المسيحية الحقيقية فالتواضع ليس من شيمة القادة فقط. فالسيد المسيح نفسه عاش متواضعاً كل حياته على الأرض حتى طريق الجلجثة (فيلبي 8:2). من خلال هذا الطريق وحده يمكننا أن نتبع خطوات السيد المسيح ونكون ثابتين في الإيمان (9) مهما كانت الأحوال.