العودة الى الصفحة السابقة
6 أيلول - سبتمبر

6 أيلول - سبتمبر

جون نور

2024


«وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى» (عبرانيين 1:11).

إن الإيمان هو الثقة الضمنية بكلمة الله، إنه أيضاً الإيمان بمصداقية الله، والاقتناع بأن ما يقوله الله صادق وما يَعِدُ به سيتحقق، إنه يتعامل بشكل رئيسي مع عالم المستقبل (أمور تُرجى) وعالم اللامرئيات (أمور لا تُرى).

لدى بعض الناس اعتقاد خاطئ وهو إنك إذا آمنت فقط بشيء بقوة كافية فسيحدث، لكن هذا سذاجة وليس إيماناً. يجب أن يتضمن الإيمان إعلاناً من الله نعتمد عليه، ووعداً من عوده نتمسك به، فإنه إن وعد بشيء فمن المؤكد أنه سيكون كما لو أنه قد حصل فعلاً، وإذا أخبر عن المستقبل فسيتحقق بالتأكيد، وبعبارة أخرى، يأتي الإيمان بالمستقبل في الحاضر ويجعل غير المنظور منظوراً.

لا مخاطرة هنا بتصديق الله لأن الله لا يكذب ولا يخادع لا يمكن خداعه. إن تصديق الله هو أكثر شيء منطقي عقلاني ومعقول يقوم به الشخص. أيبدو شيء أكثر تعقلاً من أن يُصدق المخلوق خالقه؟

لا يقتصر الإيمان على الاحتمالات الممكنة بل بغزو عالم المستحيلات. قال أحدهم: «يبدأ الإيمان حيث تنتهي الاحتمالات، فلو كان ذلك ممكناً فلا مجد فيه لله، وإن كان مستحيلاً فيمكن تحقيقه».

من المسلّم به أن هناك صعوبات ومشاكل في حياة الإيمان، فالله يمتحن إيماننا في بوتقة التجارب والمِحَن ليرى إن كان حقيقياً (بطرس الأولى 7:1). في كثير من الأحيان علينا الانتظار سنوات طويلة لنرى تحقيق وعوده، وأحياناً أخرى علينا الانتظار حتى نصل إلى الجانب الآخر.

وكيف يمكن أن يُسر الله بأناس يدعونه كاذباً؟