العودة الى الصفحة السابقة
4 أيلول - سبتمبر

4 أيلول - سبتمبر

ما هي العظمة الحقيقية؟

جون نور

2024


«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا» (متّى 26:20، 27).

إن العظيم في ممالك العالم هو ذلك الرجل الذي يرتفع إلى مكانة الثروة والقوة، هو ذاك الذي لديه حاشية من الداعمين والمساعدين الذين يشترط عليهم أن يطيعوا أوامره، وهو ذلك الذي يمنح معاملة شخصية رفيعة ويلقى امتيازات خاصة حيثما يذهب، ينظر الناس إليه باحترام ورهبة بسبب رتبته، لا ينحني للقيام بأي شيء وضيع إذ أن هنالك من يقوم عنه بذلك.

لكن في ملكوت ربنا تختلف الأمور اختلافاً تاماً، هنا تُقاس العظمة بمدى ما نقدمه من خدمة بدل حجم الخدمة التي يقدمها الآخرون لنا. إن الرجل العظيم هو الذي ينحني ليصبح عبداً للآخرين، فلا خدمة وضيعة في نظره، وهو لا يتوقع أية معاملة خاصة أو شكر.

عندما ترك ربنا الأمجاد في الأعالي ليصير إنساناً على هذا الكوكب، كان «آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ» (فيلبي 7:2)، لقد كان بيننا كالذي يَخدم (لوقا 27:22)، وقال: «كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (متّى 28:20) «اتزر بمنشفة، مئزر العبد، وغسل أرجل تلاميذه» (يوحنا 1:13 – 7).

«لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ» (يوحنا 16:13). إن كان المسيح قد تواضع بهذا المقدار لكي يخدمنا، لماذا نعتقد أن خدمة الآخرين تقلل من كرامتنا؟