العودة الى الصفحة السابقة
3 أيلول - سبتمبر

3 أيلول - سبتمبر

جون نور

2024


«بِحَسَب إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا» (متّى 29:9).

عندما سأل يسوع أعميين إن كانا يؤمنان أنه يستطيع أن يعيد إليهما بصرهما أجاباه أنهما يؤمنان. وبينما هو يلمس أعينهما قال: «بِحَسَب إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا» (متّى 9: 29 و30).

سيتأتى من الاستنتاج من هذه الحادثة أنه إن كان عندنا إيمان كاف فيمكننا الحصول على كل ما نريد، فيما إذا كان ثروة أو شفاء أو أي شيء، لكل الحال ليس كذلك، فالإيمان ينبغي أن يستند إلى كلمة من كلام الله؛ أو على وعد من وعوده، أو وصية كتابية، وإلا فإن الطلب يكون محض رغبة ساذجة لا غير.

إن ما نتعلمه من النص الذي لدينا هو أن مدى تقديرنا لمواعيد الله يعتمد على مقدار إيماننا. قال أليشع للملك يوآش بعد أن وعده بالنصر على ملك الآشوريين، أن يضرب الأرض بسهامه، فضرب يوآش ثلاث مرات ثم توقف. فقال له أليشع غاضباً أنه سوف يفوز بثلاث انتصارات فقط على الآشوريين بينما كان بإمكانه الحصول على خمسة أو ستة (الملوك الثاني 14:13 – 19). هكذا اعتمد مدى انتصاراته على مقدار إيمانه.

على هذا النحو تكون حياة التلمذة، نحن مدعوون لنسلك بالإيمان ونترك كل شيء، فنحن ممنوعون من تكديس كنوز على الأرض، فإلى أي مدى نجرؤ على إطاعة هذه الوصايا؟ هل ينبغي أن نتنازل عن تأمينات الحياة، وتأمينات الصحة، وحسابات التوفير، والأسهم والسندات؟ الإجابة على هذا السؤال هي: «بقدر إيمانك يكون لك» فإن كان لك إيمان لتقول: «سأعمل بجد لأسدد احتياجاتي الحالية واحتياجات عائلتي، وكل ما عدا ذلك أجعله لعمل الرب وأثق بالله لأجل المستقبل، عندها يمكنك أن تكون متأكداً تماماً من أن الرب سوف يعتني بمستقبلك، وأنه قد قال بأنه سوف يفعل وأن كلمته لا يمكن أن تفشل. ومن ناحية أخرى إذا كنا نشعر أنه ينبغي أن نمارس «الفطنة البشرية» بتدبيرنا لليوم الممطر، فيستمر الله في محبته لنا وفي استخدامنا بحسب مقدار إيماننا.