العودة الى الصفحة السابقة
29 آب - أغسطس

29 آب - أغسطس

جون نور

2023


«لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ، بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» (زكريا 6:4).

إن هذه الآية تشمل في مضمونها الحقيقة الهامة التي مفادها أن عمل الرب لا يتم بقدرة وذكاء البشر وقوتهم، بل بروح الله القدوس.

وهذا ما نراه في عملية احتلال أريحا حيث لم تسقط أسوار المدينة بقوة سلاح بني إسرائيل، بل بقوة الرب الذي دفع بالمدينة لأيديهم حين نفخ الكهنة بالأبواق سبع مرات.

فلو كان الأمر يعتمد على جيش كبير لما تمكن جدعون من التغلب على المديانيين، لأن جيشه تقلص إلى ثلاثمائة محارب، وكان سلاحهم غير التقليدي، جراراً من الطين وبداخلها مصابيح، وبهذا نرى أن نصرهم كان من عند الرب.

تُرى هل نلجأ إلى ما وراء الكواليس كسياسة نتبعها أو لبرامج دعائية قوية أو للاستغلال النفسي للناس أو للخطابة الحذقة؟ كثيراً ما ننشغل ببرامج بناء واسعة أو إقامة بناء إمبراطورية تنظيمية ظانين عبثاً أن في هذا يكمن سر النجاح، على أنه ليس بالقدرة ولا بالقوة ولا بأي من هذه الأمور يمكن لعمل الله أن يتقدم إلى الأمام، بل بروح الرب.

إن الكثير مما يدعونه اليوم عملاً مسيحياً قد يستمر بدون قوة الروح القدس، ولكن العمل المسيحي الحقيقي هو ذلك الذي لا يمكن إنجاحه بشن حملات روحية أو باستخدام وسائل جسدية بل بالصلاة والإيمان وبكلمة الله.