العودة الى الصفحة السابقة
28 آب - أغسطس

28 آب - أغسطس

جون نور

2023


«رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ» (إشعياء 3:53).

تقابلت المرأة السامرية مع يسوع، فقد امتلأت ابتهاجاً لدرجة أنها تركت جرتها ورجعت بسرعة إلى المدينة لتُخبر أصدقائها عن يسوع (يوحنا 28:4). وبعد أن تقابل زكا مع يسوع، فإنه قبله في بيته «فرحاً» (لوقا 6:19).

وفي الليلة قبل أن يُصلب يسوع، وبعد أن أسس مبدأ العشاء الأخير، عندما أكله مع تلاميذه، فإنه سبح الله مع تلاميذه (متّى 30:26)، فمع أن الظروف كانت معتمة، فإن يسوع احتفظ بفرحه.

لقد قُطعت رأس يوحنا المعمدان الذي كان قريبه، وتضاءلت أعداد الجماهير التي كانت حوله، وانقلب عليه إخوته، وتلاميذه تركوه وهربوا. بعد ذلك قبضوا عليه، وجلدوه، وهزأوا به.

ومع ذلك، فإن يسوع قال لتلاميذه أنه لم يُعطيهم فرحه الشخصي فحسب، ولكنه سيعطيهم أيضاً الفرح الكامل الذي لا يستطيع أحد أن يأخذه منهم: «فَأَنْتُمْ كَذلِكَ، عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ» (يوحنا 22:16).

إن يسوع الذي سمي في الكتاب المقدس «رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ» (إشعياء 3:53)، ترك لنا أيضاً تراثاً من الفرح. ويشمل مستقبلنا احتفالاً ضخماً أعظم من أي احتفال عرفه عالمنا. إن أكبر وأبهج حفلة، تسمى «عَشَاءِ عُرْسِ الْخَرُوفِ» (رؤيا 9:19). وعن هذه الحفلة كتب يوحنا «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ...» (رؤيا 7:19).