العودة الى الصفحة السابقة
25 آب - أغسطس

25 آب - أغسطس

لله معنا

جون نور

2023


«إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟» (رومية 31:8).

هل أدركت يوماً أنك لا تستطيع أن تربح في لعبة الحياة؟ في كثير من الأحيان نجد أن ذكريات الفشل والإخفاق في معترك هذه الحياة هي التي تهد الهمة والعزيمة... هكذا شعر اليهود حينما كانوا مسبيين في بابل، وبعد أن أحرقت أرضهم، وأضحت أورشليم كومة ردم، وأخذ النبلاء والشرفاء بعيداً إلى بلاد غريبة، والبقية المتبقية من الشعب عاشوا في فقر وبؤس وتعاسة وشقاء... كانت الأمة اليهودية في ذلك الحين تحصد الثمار المرّة نتيجة شرها وزناها الروحي وعصيانها لكلمة الله... وفي نصنا اليوم نرى الرب يأمر بطريقة واضحة وغريبة النبي حزقيال ليتنبأ على جبال أورشليم قائلاً: «لأَنِّي أَنَا لَكُمْ وَأَلْتَفِتُ إِلَيْكُمْ فَتُحْرَثُونَ وَتُزْرَعُونَ» (حزقيال 9:36)، فإذا بهذه الكلمات تنزل كالبلسم على قلوبهم، وتعطيهم الأمل والرجاء، وتطمئنهم في وضعهم الشاذ ذاك على أن الله لم يتركهم، ولا هو بعيد عنهم... إن المؤمن المسيحي يمتلك هذا التأكيد أيضاً في (رومية 31:8) حين قال الرسول بولس مطمئناً: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟» وعندما يخطئ المؤمن فإنه يصدّق في بعض الأحيان أكاذيب إبليس القائل له: «هزيمتك حتمية» عندئذ على المؤمن أن يتذكر أنه مشمول ببركة الرب الحبيب يسوع الذي غلب إبليس بموته على الصليب من أجل خطيئة البشر، وبقيامته الظافرة... باستطاعتنا أن نتغلب على ذكرياتنا المفشلة لنا بمجرد أن نذكر نفوسنا بحقيقة وجود الله معنا وإلى جانبنا... فإن كان الله معنا فمن علينا؟ كما علينا أيضاً أن نصدّق هذا الوعد الإلهي الثمين.

إن المسيح أسلم من أجل خطايانا، لكي نستطيع أن نتحرر نحن منها.