العودة الى الصفحة السابقة
30 تموز - يوليو

30 تموز - يوليو

طول أناة الله

جون نور

2024


اقرأ رومية 1:2 – 16.

«أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟» (رومية 2: 4).

إن صلاح الله وإحساناته وطول أناته تجاهنا ليس معناه أننا أفضل من غيرنا أو أن حياتنا مرضية لديه ذلك لأنه «يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ» (متّى 45:5). ويهدف الله من إحساناته وطول أناته تجاهنا أن نشعر بالفارق الكبير بين محبته وجحودنا، بين رحمته وعنادنا وإصرارنا على الشر والابتعاد عنه حتى نعود إلى صوابنا ونرجع إليه تائبين نادمين من كل القلب (عدد 4 – 6). ولكن الكثيرين يستهينون بلطف الله ومحبته، فبدلاً من أن يقودهم تمهل الله وعدم معاقبتهم بسرعة على خطاياهم إلى التوبة يؤدي إلى تعميقهم أكثر في الشر والنجاسة وظلم الآخرين (جامعة 11:8).

ولكن تمهل الله لا يعني أنه سيتغاضى عن العقاب إلى النهاية. كما إننا قد نسيء فهم واستغلال طول أناة الله، إلى أن نتوهم بأننا أفضل من غيرنا وإلا لما كان الله أغدق علينا كل هذه الخيرات. «لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ... وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!» (متّى 7: 1 - 5).