العودة الى الصفحة السابقة
21 تموز - يوليو

21 تموز - يوليو

جون نور

2024


«صَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ...» (متّى 50:27 – 51).

تأمل: منذ سقوط الإنسان في جنة عدن، عاش الناس وهم عارفون أنهم منفصلون عن الخالق. لقد عرف اليهود في أيام يسوع المسيح هذه الحقيقة حق المعرفة، وفي حال نسوا ذلك، كانت هناك ستارة – حجاب مرتفع ملون بخيوط أسمانجونية (زرقاء) وقرمزية وأرجوانية منسوج ببراعة (أنظر خروج 31:26). كان الحجاب بسمك 10 سنتيمترات، وكان قوياً حتى أن المؤرخ يوسيفوس قال إن حصانين مربوطين إلى طرفي الحجاب يسحبان باتجاهين متعاكسين لم يستطيعا شقه. وكان هذا الحجاب يفصل ما بين حجرتي الهيكل (القدس وقدس الأقداس). مع أن الحجاب كان جميلاً، فإن غرضه الحقيقي لم يكن كذلك. فليس الأمر أنه يفصل ما بين حجرتين، بل وجد للحيلولة دون دخول الناس قدس أقداس الله. إنه يبعث برسالة انفصال ما بين الله والناس، مذكراً أن لا أحد يستطيع الوصول إلى الله إلا بالطرق المحددة الدقيقة التي وضعها العلي.

إن الحجاب هو باب مغلق، لا يفتحه إلا رئيس الكهنة، ومرة واحدة فقط في العام. والطريقة الوحيدة التي سينجو بها رئيس الكهنة لدى دخوله قدس الأقداس هي برش الدم. لقد كان الحجاب تذكيراً لشعب الله بخطاياه، والانفصال الذي سببته الخطية بينهم وبين الله الذي يشتاقون إليه جداً. فكانت الرسالة التي يوصلها الحجاب، الذي ظل مرفوعاً لسنوات عديدة، أن الله قدوس وشعبه ليسوا كذلك بسبب خطيتهم.