العودة الى الصفحة السابقة
18 تموز - يوليو

18 تموز - يوليو

جون نور

2024


«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ!... كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!» (متّى 37:23).

لقد دُعي هذا النداء ضياع الفرصة الدينية، الأمر الذي يعني أنه أنعم على الناس بزيارة عجيبة، بفرصة مجيدة، لكنهم فشلوا في انتهاز هذه الفرصة.

هذا ما حصل لأورشليم. لقد سار ابن الله المتجسد في شوارعها المغبرة، وأبنيتها ذات اللون الحجري التي كأنما نظرت بازدراء إلى خالق الكون وحافظه. استمع الناس إلى كلماته التي لا مثيل لها، وشاهدوه يصنع معجزات لم يصنعها إنسان من قبل، لكنهم لم يقدروه ولم يقبلوه. فلو فعلوا ذلك لكانت الأمور أفضل بكثير بالنسبة لهم، فكر في الذين رفضوا دعوة الإنجيل. لقد مر بهم يسوع الناصري لكنهم غفلوا عنه، وأصبحوا يعيشون الآن حياة فارغة ويواجهون عذابا أبديا، أو فكّر في أولئك المؤمنين الذين سمعوا دعوة المسيح لبعض مجالات الخدمة لكنهم لم يتجاوبوا معها، لأنه لم تكن لديهم فكرة عن البركات الحاضرة والمكافآت الأبدية التي خسروها.

صحيح أن الفرص تقرع بابك مرة واحدة أحيانا، ومع أنها تزخر بكنوز مختارة، لكنها قد تبدو حينذاك أنها تتعارض مع خططك الشخصية أو تتطلب منك تضحية شخصية، إلا أنها مع ذلك تمثل أفضل ما عند الله لنا. لكن ولأسباب خاصة بنا نسمح للفرصة أن تفوتنا، نرفض أفضل ما لديه ونرضى بما هو دون الأفضل، وهو يقول لنا طوال الوقت «أريد لكنك لا تريد».