لقد علّم يسوع التلاميذ أن يصلوا قائلين: «لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ» (متّى 6: 10)، لكنه من الواضح أنهم لم يفهموا تماماً مدى خطورة هذه الطلبة ومعناها، إذ نرى لاحقاً كيف أن يعقوب ويوحنا وإمهما سالومة قد طلبوا من يسوع أن يلبي لهم أمنية لم يكن من الممكن تحقيقها في ذلك الوقت. لقد طلبوا منه أن يجلس يعقوب ويوحنا عن يمينه في ملكوته. وهذا الطلب قد سبب صعوبات للمسيحيين على مر التاريخ وذلك بسبب ما ينطوي عليه من خطأ. كان مطلبهم يتعلق بأمور لم يفهموها. وقد وضح لهم يسوع ذلك بقوله: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ» لقد أرادا أن يحصلا على مراكز مشرفة، لكن يسوع كشف لهما بسؤال عن مرحلة صعبة وضرورية لا بد من أن تسبق هذا الإمتياز: «أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا؟» (متّى 22:20).

وما يشجعنا هو أن هذا الخطأ في بداية المسيرة مع يسوع لم يستمر، فيوحنا نفسه كتب لاحقاً، وبعد خبرة عدد من السنين، مؤكداً بفرح عظيم: «وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا» (1يوحنا 14:5). وهكذا يتبين لنا أن يوحنا قد تعلم بعد الحادثة المذكورة في يوحنا 20 أن يصلي «لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ» تماماً كما كان قد لقنهم المعلم، ثم عاد في وقت لاحق من القرن عينه ليؤكد في كتاباته كيف أن الله يستجيب الصلاة التي ترفع بحسب مشيئته.