العودة الى الصفحة السابقة
27 حزيران - يونيو

27 حزيران - يونيو

الإنقاذ الإلهي

جون نور

2024


اقرأ المزمور 40: 1-5.

يقول لنا ناظم المزمور إن الله «جَعَلَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَةً لإِلهِنَا» (مزمور 3:40). ولكن هذه الترنيمة لم تأته بسهولة. إذ يشهد قائلاً: «أَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ، مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ، وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُوَاتِي».

لسنا نعلم بالتحديد ماذا كان هذا «الجب» (الهوة أو البئر العميقة). ربما كانت مصيبة فتاكة، أو نتيجة لخيار اتخذ بوحي من الإرادة الذاتية، دون استرشاد الله. إلا أن الجب، في جميع الأحوال، كان مروعاً. فالمكان موحش على نحو يتعذر وصفه، وصامت كالموت، ولم يجد المرنم مكاناً صلباً يضع عليه قدميه. ولم يستطع أن يصعد من «طين الحمأة» وحده. فكان لا بد من أن يتدخل الله لإنقاذه.

مرة حكي عالم صيني اهتدى إلى الإيمان بالمسيح هذه الحكاية الرمزية «سقط رجل في حفرة وسخة مظلمة، وحاول أن يصعد منها فلم يقدر. وجاء كونفوشيوس فرآه في الحفرة وقال: يا له من مسكين، لو أصغى إليّ ما وقع! ثم غادره. وبعده جاء بوذا ورآه هناك، فقال: يا له من مسكين، لو قدر أن يصعد إلى هنا، لكنت أساعده! ثم غادره أيضاً. أخيراً جاء إليه المسيح وقال: يا له من مسكين! ثم فقز إلى قلب الحفرة وساعده على الخروج منها». إن الرب أنقذ ناظم المزمور من «الجب» وأعطاه ترنيمة جديدة يترنم بها. ونحن أيضاً يمكننا أن نرنِّم مثل هذه الترنيمة، إن كنَّا قد اختبرنا إنقاذ الرب لنا من الضيق.