العودة الى الصفحة السابقة
23 حزيران - يونيو

23 حزيران - يونيو

العشاء الأخير

جون نور

2024


اقرأ مرقس 14: 12-21.

تعد خيانة الصديق واحدة من أكثر خبرات الإنسان حزناً. وقد اجتاز يسوع كل المشاعر الأليمة من ترك الأقربين له.

وفي قراءة هذا اليوم نجد يسوع وهو يشترك مع التلاميذ في عشاء الفصح، وذلك وفقاً للترتيبات التي أعدها يسوع مسبقاً. وهذا العشاء – حسب التقليد – احتفال بالوقت الذي أخرج فيه الله شعبه من العبودية في مصر. فقد عبر ملاك الموت عن منازل بني إسرائيل، لكنه قتل كل بكرٍ للمصريين الذين لم يضعوا الدم على القائمتين والعتبة العليا. وقد شاء السيد المسيح في هذه الليلة أن يكسر الخبز أمام التلاميذ إشارة إلى تقديم جسده على الصليب «ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ... قَالَ لَهُمْ: هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ» (مرقس 14: 23 و24).

حسب أصول الضيافة الشرقية، لا يأكل سوى الأصدقاء معاً. كما أن غمس الخبز في الصحن هو فعل مشاركة بين صديقين حميمين. وبالرغم من أن الرب يسوع كان يعرف ما يدور في قلب يهوذا، غير أنه شاركه الخبز لإظهار محبته له.

ويقدم الرب يسوع ليهوذا فرصة ثانية للرجوع عن الخيانة. فبرغم أن هذه الخيانة سبق التنبؤ عنها، وستحدث حتماً، غير أن يهوذا بكامل حريته اختار طريق الخيانة وهو لم يكن مجبراً على إتباع هذا الطريق. ويقدم له الرب يسوع الغفران وطريق الخروج. كم حزن الرب يسوع وهو يرى يهوذا يترك الجماعة ويخرج خارجاً في الليل (يوحنا 13: 21-30).

واليوم أيها القارئ العزيز تمتد إليك يد الرب يسوع مرة أخرى، مقدمة لك فرص ثانية لكي ترجع إليه. فهل تنتهز هذه الفرصة؟