العودة الى الصفحة السابقة
21 حزيران - يونيو

21 حزيران - يونيو

حلاوة العشرة مع الله

جون نور

2024


اقرأ يوحنا 5: 19-29.

مشكلة الإنسان في هذا الزمن أنه مطالب بالكثير ولكن الوقت لا يكفي لأداء كل ما ينبغي أن يفعله. كثرة مشغوليات الإنسان تعتبر إلى حد كبير من مستلزمات الإنسان الناجح، كما أنها في الوقت ذاته تعتبر سبباً في شفائه أيضاً. يبدو أن إنسان العصر لا يستطيع أن يحد من مسؤولياته. الرب يسوع المسيح لم يكن كذلك لم نره قط مشغولاً لمجرد الإحساس بالانشغال في حد ذاته. كيف استطاع الرب يسوع المسيح أن ينظم مشغولياته؟

خلال ثلاثة أعوام قضاها الرب يسوع المسيح في الخدمة على الأرض استطاع أن يحقق الكثير من الأعمال، كما ترك أثاراً سوف لا تمحى مع الزمن. كانت خدمته وأقواله وتعاليمه وتصرفاته كلها هادفة وحسب برنامج دقيق. ولكن كيف عرف بماذا يتكلم وكيف يتصرف؟ أين يذهب ومن يشفي؟ إلى غير ذلك.

عمل كل هذه الأمور بمشورة روح الآب الذي فيه. إنه كان يعمل مشيئة الآلهة إنه بذاته يقول: «لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ» (يوحنا 5: 19) كما يريد أن يوضح أيضاً بأنه له سلطان إقامة الأموات كما الآب أيضاً «لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ» (يوحنا 5: 21) كما أنه وحده له الدينونة «لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ» (يوحنا 5: 22). «مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ» (يوحنا 5: 23). لذلك كانت كل تحركات وتعاليم وأسفار الرب يسوع المسيح هي من مشورة الآب نفسه. ولكن ماذا بالنسبة لنا؟ الله يريد أن يقودنا في نفس الطريق. إن أعظم ما يمكن للإنسان أن يفعله في خدمة الله والناس أن نجعل أنفسنا أداة طيعة في يد الله ونسلم حياتنا له وهو بروحه يرشدنا إلى كل الحق.