العودة الى الصفحة السابقة
10 حزيران - يونيو

10 حزيران - يونيو

هل الله عادل؟

جون نور

2024


اقرأ تكوين 19: 15-29.

متى كانت آخر مرة سمعت فيها أحدهم يقول: «هذا ليس عدلاً» قد تكون هذه العبارة قد صدرت عن صبيّ صغير منذ بضعة دقائق، أو لربمّا تذكر أنك قلتها بنفسك منذ زمن ليس ببعيد. يعاني الكثيرون من حساسية تجاه مقاييس العدالة لا سيّما حينما نعتقد بأننا قد ظلُمنا.

تبين لنا هذه القراءة ثلاثة أنواع من الإيمان وعدم الإيمان. لقد واجه إبراهيم وسارة صعوبة في تصديق الملائكة الثلاثة وهم يكررون أحد وعود الله المحددة لهما. من جهة أخرى، كان عدم إيمان سدوم وعمورة قاطعاً لدرجة أن الله أهلك السكان جميعاً. بين الحالتين يأتي لوط الذي كان على ما يبدو يفكر في نفسه بالدرجة الأولى، وكان له مفهومه الشخصي عن البر. لاحظ كيف أن الله تعامل بصورة مختلفة مع كل حالة.

هل كان الله ظالماً لأهل سدوم وعمورة (تكوين 19: 27-28)؟ في الحقيقة أنّ عدل الله واضحٌ وضوح الشمس. فقد (1) وافق على أن يصفح عنهم في حال وجود عشرة أشخاص أبرار (2) أظهر رحمة عظيمة تجاه لوط الذي كان على ما يبدو الرجل الوحيد في المدينتين الذي له علاقة بالله؛ (3) أظهر صبراً عظيماً مع لوط إلى درجة أنه أرغمه على ترك سدوم قبل أن يُهلكها.

تذكر طول أناة الرّب حينما تبدأ في التفكير بأنه ألهُ ظالم. فجميع الناس، بمن فيهم الأتقياء، يستحقون قصاصه. لهذا، ينبغي علينا أن نكون مسرورين لأن الله لا يطبق عدله علينا بذات الطريقة التي فعلها مع سدوم وعمورة، أثناء نمونا الروحي، ينبغي علينا أن نزيد من عمق احترامنا لله بسبب غضبه من الخطية، وأن نزيد من عمق محبتنا له بسبب صبره وطول أناته علينا حينما نخطئ.