العودة الى الصفحة السابقة
9 حزيران - يونيو

9 حزيران - يونيو

كبش الفداء

جون نور

2024


اقرأ 1كورنثوس 11: 17-32.

طالما لقيت الأسر الملوكية، على مر التاريخ، معاملة خاصة. وكان أفرادها في الغالب يعفون من مراعاة القانون أو تلقي العقاب، بل التأديب أحياناً. ولكن كان ينبغي رغم ذلك أن يعرف أولاد الملوك أنهم يستحقون العقاب إذا أساؤوا التصرف. وعندما كان أمير أو أميرة يخالف قاعدة أو عرفاً، أو يقصر دون المطلوب في تحصيله المدرسي، كان غلام يعاقب بدلاً منه، وقد جرت العادة على تسمية ذلك الغلام «كبش الفداء» . لم يكن من شك في من هو المخطئ بالحقيقة، ولكن ما كان ليخطر في بال عبد أنه يحقُّ له أن يصفع أحد أفراد العائلة المالكة.

غير أن صليب الجلجثة يعرض أمامنا نظرة مختلفة كلياً بشأن التعامل مع الإثم والتعدي: فمع أن العبد هو المخطئ، فقد تلقى الأمير العقاب. ذلك أن يسوع المسيح، ربَّ المجد، أخذ مكاننا إذ مات على الصليب. فهو صار لنا «كبش الفداء» طائعاً مختاراً، وأدّى عنّا عقوبة خطايانا.

كم نحن مدينون لربنا يسوع المسيح! وأنّى لنا أن ننسى أننا قد اشترينا بثمن ما بعده ثمن! ذلك هو ما جعل الرسول بولس يواصل مسيرة خدمته واثقاً فيما استعفي آخرون. وها هو بولس يؤكد هنا أن الله ليس غاضباً علينا لأن لنا بديلاً كريماً. لقد اكتفى عدل جلالته، ونحن الآن مفديون ومحررون، نستطيع أن نحيا ونحب كما لم نستطيع قط من قبل. هلاّ يحفزنا ذلك على تبليغ الآخرين بشارة الخلاص والحياة!