العودة الى الصفحة السابقة
3 حزيران - يونيو

3 حزيران - يونيو

سر أمامنا

جون نور

2024


اقرأ مزمور 127.

«إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ» (مزمور 127: 1).

يحدث أحياناً ولا سيما بعد الانتهاء من مهمة صعبة أو مشروع ضخم أن تتبعه فترة من الاسترخاء أو ربما من الاكتئاب. ربما نندهش بعد هذه النشوة والانطلاق أن نواجه مثل هذا الشعور. ربما هذا هو شعور بني إسرائيل بعد إقامة هيكل الرب.

تم بناء الهيكل العظيم وأقيمت أسوار المدينة ... ثم ماذا؟ إن الحوائط والحصون لا تضمن السلامة (1أ) ولا المباني الضخمة تضمن وجود الله فيها (1ب). كما أن الاجتهاد والعمل لا يضمن سعادة الإنسان وعدم فقره (2أ). فما هو الغرض إذن؟ هل يذهب كل هذا الجهد وهذا العمل أدراج الرياح؟ ... وفي منتهى الإبداع يصور كاتب المزمور بين السلام والأمان الذي يريد الإنسان أن يؤكده بجهده وعمله بعيداً عن الرب ... وبين الأمان والسلام الذي يوفره رب المجد لأحبائه، ورغم هذا فالمزمور ليس هو دعوة للتراخي والتواكل. ولكنه يريد أن يؤكد لنا أننا ينبغي أن نطمئن ونستريح لثقتنا أن الله معنا وهو الذي يدبر أمورنا (2 و3) ولكن ليس باهتمامنا وسعينا فقط يتحقق لنا الأمان.