العودة الى الصفحة السابقة
22 آذار - مارس

22 آذار - مارس

المسيح يغير حياتنا

جون نور

2024


«وَعِنْدَ ذلِكَ جَاءَ تَلاَمِيذُهُ، وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: «مَاذَا تَطْلُبُ؟» أَوْ «لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا؟ فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟» عدد 27 - 29 (يوحنا 27:4 - 42).

كثير من الإعلانات التليفزيونية تستعمل طريقة التصوير قبل وبعد استعمال نظام معين أو عقار معين. كصور قبل وبعد التخسيس. أو قبل وبعد زوال البثور من الوجه وهكذا. قراءة نص هذا اليوم تمثل إلى حد كبير هذه الطريقة. الرسول يوحنا يحسن هنا تصوير حياة السامرية قبل وبعد لقائها مع الرب يسوع المسيح.

لقد استطاع الرب يسوع المسيح له المجد أن يغير حياة هذه المرأة تغييراً شاملاً. مما نعرفه عن خلفية هذه المرأة ونوع الحياة التي كانت تحياها، نستطيع أن نجزم أنها ليست النوع الذي يهتم بمشاعر الآخرين. إن معيشتها السابقة مع خمسة أزواج لا بد وأنها سلسلة من الانحرافات والشهوات الدنيئة. ولا شك أنها خلال هذه الرحلة قد أطاحت بالكثيرين أو تركت جروحاً كثيرة تدمي إلى سنوات طويلة. أي نوع من التغيير هذا الذي حدث؟ اللقاء الأول مع هذه المرأة جعلها تنادي برسالة الخلاص على الملأ المنطوية على ذاتها في الخطية انفتحت على العالم وها هي تنادي... تعالوا وانظروا... إنساناً قال لي كل ما فعلت... لم يكن اعترافها أمام الرب يسوع المسيح فحسب ولكنها الآن تعلن اعترافها على الملأ.

لقاء السامرية مع المسيح غيّر أيضاً وضعها في المجتمع. لقد كان السامريون يتبعون نظاماً دقيقاً من الناحية الدينية والأخلاقية. بناء على هذا النظام لا بد وأن السامرية كانت موضع احتقار وسخرية من الجميع. ماذا حدث لها حتى إن الناس قبلوا أن يستمعوا لها بجدية كاملة. تفسير هذا أنها في الحال قد كسبت قبول المجتمع الذي كانت تعيش فيه بعد اللقاء الأول مع الرب يسوع المسيح. عندما نتقابل مع المسيح لا شك وأننا نتغير تغييراً كاملاً من الداخل والخارج. إنه يمنحنا الأمل والرجاء.