العودة الى الصفحة السابقة
21 آذار - مارس

21 آذار - مارس

محبة الله ومحبة الناس

جون نور

2024


«وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ» عدد 30 و31 (مرقس 29:12 - 31).

إن الوصايا تمثل وحدة واحدة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض. فلا يمكننا الاهتمام ببعض الوصايا واعتبارها أهم من وصايا أخرى يمكننا إغفالها أو التهاون في حفظها لقد أكد الرب أنه لا انفصال بين علاقتنا بالله وحبنا للقريب، أي أن علاقتنا بالله يجب أن تنعكس على علاقتنا بالآخرين.

ونحن نعيش في عالم كله أحقاد وغيرة وتعصب ومؤامرات نحتاج ألا نشابه أهل هذا العالم وألا نصاب بالعدوى منهم. وقد يغرينا الشيطان بأنه لا يمكن أن نشذ عن الآخرين فكيف يمكننا التعامل بمحبة ووداعة والكل يتعاملون بقسوة وخشونة؟ ويقول لنا أنكم لو فعلتم ذلك لضاعت حقوقكم وأصبحتم موضوع سخرية للآخرين وهكذا يدفعنا الشيطان إلى التخلي عن المحبة التي هي طابعنا المميز «بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي» (يوحنا 13: 35).

ونعتقد أنه في إمكاننا الاكتفاء بمحبة الرب، والصلاة وقراءة الكتاب، بدون الاهتمام بمحبتنا للآخرين. وليس معنى محبتنا للآخرين أن نظهر لهم فقط أننا نحبهم. لكن لا بد أن تكون المحبة من قلب طاهر وبشدة، وعند ذلك ستظهر علامات المحبة في سلوكنا. كما أنه كلما تعمقنا في علاقتنا بالله، وامتلأنا أكثر بروحه، ظهرت في حياتنا ثمار الروح بصورة أوضح ومن ضمن هذه الثمار الفرح والمحبة.