العودة الى الصفحة السابقة
16 آذار - مارس

16 آذار - مارس

الله يسد إعوازنا

جون نور

2024


(فيلبي 4: 10-23).

يختم بولس الرسول رسالته بتقديم الشكر لأصدقائه في فيلبي من أجل مساعدتهم له مادياً. لكن مدحه لم يكن نابعاً من أنه كان يشعر بالحاجة عندئذ، ذلك لأنه كان راضياً وقانعاً. فقد كان شبع بولس الرسول بالرب وتمتعه بالغنى الروحي والبركات الروحية قد جعله يشعر بأنه ليس في حاجة إلى شيء «كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ» (2كورنثوس 6: 10).

هل تستطيع أن تقول مع بولس الرسول فيلبي 11:4 «فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ؟» ولا يمكن أن يقول هذه الكلمات إلا من كان شعاره «الرب راعي فلا يعوزني شيء» «نصيبي هو الرب» هل تشعر أن الرب هو نصيبك وهو راعيك الذي يشبع قلبك ويبهج نفسك المتعطشة بروحه القدوس؟ وعندما نتعلم درس الاكتفاء سيمكننا أن نتكيف مع كل متطلبات الحياة، ونتقبل كل شيء برضى وشكر (فيلبي 12:4). والشيء الذي يشجعنا أن الرب نفسه سيعطينا القوة والقدرة لكي نشعر بالرضى والقناعة في كل الظروف «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» (فبلبي 4: 13).

إن شعورنا بعدم الاكتفاء والرضى نابع من عدم شبعنا بالرب، لذلك فإننا ننظر إلى غيرنا بغيرة لأنهم أكثر منا مالاً أو أحسن منا مركزاً أو تعليماً.

وإذا أردنا تحسين حالتنا الدراسية أو المادية فليس في هذا خطأ. ولكن الخطأ أن يكون هو شغلنا الشاغل الذي نفكر فيه ليلاً ونهاراً. والذي قد يشغلنا عن التمتع بالرب وخدمته، أو إذا استخدمنا في تحقيق أهدافنا وسائل لا ترضى الله.