العودة الى الصفحة السابقة
15 آذار - مارس

15 آذار - مارس

ما كان لي ربحاً

جون نور

2024


«لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً» (فيلبي 7:3).

ومن السهل جداً أن تبتلعنا أمور هذا العالم، ليس فقط الأمور المحسوسة التي يمكن أن نراها بل أيضاً غير المنظورة مثل السمعة والشهرة والإنجاز. لقد تحدث الرسول عن تلك الأمور التي كانت تُعد ربحاً له... «مَا كَانَ لِي رِبْحًا» (فيلبي 7:3)، ثم تحدث عن «مَا هُوَ وَرَاءُ» و«مَا هُوَ قُدَّامُ» (فيلبي 13:3). في حالة الرسول بولس، كانت بعض هذه الأشياء غير منظورة مثل الإنجازات الدينية (غلاطية 14:1)، أو الشعور بالرضا الشخصي، أو الأخلاق. ونحن في هذه الأيام يمكن أن نتمزق بين الأشياء المنظورة والغير منظورة، ونتيجة لذلك نفقد فرحنا.

إن الأشياء المنظورة ليست خاطئة في ذاتها؛ لأن الله هو الذي صنع هذه الأشياء، ويقول الكتاب المقدس أنه رآها حسنة وجيدة (تكوين 31:1)، والله يعلم أننا نحتاج إلى أشياء معينة لازمة لحياتنا (متّى 31:6 – 34). في الواقع إنه «يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ» (1تيموثاوس 17:6). لكن الرب يسوع يحذرنا من أن حياتنا ليست من وفرة الأشياء التي نملكها (لوقا 15:12). فالكمية ليست دليلاً على النوعية..؟ فكثيرون ممن لهم أشياء كثيرة تُشترى بالمال، فقد فقدوا الأشياء التي لا يستطيع المال أن يشتريها لهم!

هكذا الكثير من «المتدينين» اليوم، الذين لهم أخلاق تبعدهم عن الشبهات، ولكن بدون تبرير يكفي لدخولهم إلى السماء! ولم تكن الأشياء التي أبعدت بولس عن الرب يسوع شريرة، بل كانت أشياء صالحة! لكن كان عليه أن يتخلى عن تدينه لكي يجد الخلاص.

لقد تقابل شاول الطرسوسي معلِّم الناموس مع الرب يسوع ابن الله يوماً ما. ومنذ ذلك الحين تغير تقديره للأمور (أعمال 1:9 – 13). وعندما بدأ شاول في مراجعة كشوف حساباته لكي يحسب ثروته... اكتشف أن كل ما كان يملكه بعيداً عن الرب يسوع أصبح مرفوضاً. وقد شرح في هذا الجزء نوعين من البر (أو الثروة الروحية)، هما: بر الأعمال، وبر الإيمان وأن الأخير فقط هو المقبول لدى الله.