العودة الى الصفحة السابقة
12 آذار - مارس

12 آذار - مارس

جون نور

2024


«وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ» (فيلبي 8:2).

كثيرون مستعدون لخدمة الآخرين، طالما أن ذلك لا يكلفهم شيئاً... لكن إذا كان هناك ثمن عليهم أن يدفعوه فإنهم فجأة يفقدون اهتمامهم، أما الرب يسوع فقد أطاع حتى الموت – موت الصليب ... لم يمت كشهيد، بل مات كمخلص، إذ وضع حياته بإرادته من أجل خطايا العالم.

قال أحدهم: «إن الخدمة التي لا تكلف شيئاً لا تحقق شيئاً... وإن كانت هناك بركة؛ فلا بد من بعض التضحية!».

كان أحد الخدام يجوب المحلات، ورأى هناك لافتة على أحد الأكشاك تقول: «صلبان رخيصة»، ففكر في نفسه: «هذا ما يريده كثير من المسيحيين اليوم... صلبان رخيصة! لكن صليب ربي لم يكن رخيصاً قط، فلماذا يكون صليبي أنا رخيصاً؟».

إن صاحب الفكر الخاضع لا يهرب من التضحية.. بل يحيا لمجد الله، ولخير الآخرين، هكذا فعل الرسول بولس (ع 17)، وتيموثاوس (ع 20)، وأيضاً أبفرودتس (ع 30). فالخدمة والتضحية يسيران معاً؛ طالما كانت الخدمة عن إيمان مسيحي صادق.

إن الفكر الخاضع لا يُختبر فقط في مقدار الاستعداد لتحمل المعاناة، بل أيضاً في مقدار الاستعداد للعطاء المضحي. ولعله من الأمور التي تبدو متناقضة في المسيحية أنه كلما أعطينا أكثر أخذنا أكثر، وكلما ضحينا أكثر باركنا الله أكثر. هذا هو السبب في فرح أصحاب الفكر الخاضع؛ لأنه يجعلنا متشبهين أكثر بالسيد المسيح. وهذا يعني أننا نشترك معه في فرحه، كما نشترك معه في آلامه. وبالطبع إذا كانت المحبة هي الدافع (1:2) فلن نذكر أو نقيس مقدار التضحية. فالشخص الذي يتحدث كثيراً عن تضحياته في الخدمة، ليس لديه الفكر الخاضع.