العودة الى الصفحة السابقة
11 آذار - مارس

11 آذار - مارس

جون نور

2024


في زمن العهد القديم جاء المسيح – له المجد – وزار الأرض في مناسبات خاصة، لكنها كانت مؤقتة (مثلاً في تكوين 18). أما بعد ما وُلد في بيت لحم، فقد دخل في وحدة دائمة مع البشرية لا يمكن أن تزول أبداً. فقد اتضع طواعية؛ لكي يرفعنا نحن! لاحظ أن الرسول بولس يستخدم كلمة «صورة» مرة أخرى في (فيلبي 7:2)، والتي تعني «التعبير الخارجي عن الطبيعة الداخلية». فالرب يسوع لم يتظاهر بأنه صار خادماً؛ لأنه لم يكن كمن يقوم بأداء دور في تمثيلية، لكنه كان خادماً بالفعل! وقد كان ذلك تعبيراً صادقاً عن طبيعته الداخلية. لقد صار الإله المتجسد – اللاهوت والناسوت معاً في واحد؛ لكي يخدمنا نحن الساقطين.

ألم تلحظ بينما تقرأ البشائر الأربع أن الرب يسوع كان يخدم الآخرين، ولم يكن يُخدم منهم؟ لقد كان رهن إشارة كل أنواع الناس مثل: «الصيادين، والعشارين، والزناة، والمرضى، والحزانى...» «ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (متّى 28:20). وعندما رفض أن يتقدم أحد التلاميذ للخدمة في العلية، «قَامَ (يسوع) عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ (رداءه)، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ» (يوحنا 13: 4 و5)، وقد كان هذا عمل متواضع لا يقوم به إلا العبيد! ولكنه كان مثال للعقل الخاضع والعامل في الوقت ذاته.. فلا عجب إن كان الرب يسوع قد اختبر فرح الخدمة هكذا! إن الخدمة هي العلامة الثانية للعقل الخاضع.