العودة الى الصفحة السابقة
6 آذار - مارس

6 آذار - مارس

دم المسيح اشترانا

جون نور

2024


يحذر الرسول بولس كنيسة أفسس بالقول: «اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ» (أعمال 28:20) وفي سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 9:5 نقرأ هذه التسبيحة الخالدة «وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: مُسْتَحِق أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ»، لقد اشترانا المسيح بدمه لله ليجعلنا خاصة الله، ملك لله، إن دم المسيح له القوة لأن يجعلنا في اطمئنان دائم لأننا خاصة الله.

إن دم المسيح له قوة أخرى، فنحن نقرأ في الرسالة إلى العبرانيين 19:10 – 22 هذه الأقوال المباركة «فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ... لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ...» وهنا نرى قوة دم المسيح في أن تملأ قلوب المؤمنين بشجاعة الثقة للدخول إلى الأقداس، والاقتراب إلى محضر الله نفسه. لقد كان الله يعلم البشرية عن هذا الطريق ثلاث حقائق هامة وهي: قداسة الله المنقطعة النظير، وشناعة خطية الإنسان، ثم أن الإنسان الخاطئ لا يستطيع أن يقترب إلى الله القدوس إلا بواسطة الدم المكفر وأنه بدون الدم المسفوك لا توجد مغفرة وبالتالي لا يوجد اقتراب إلى الله.

يا لها من قوة عجيبة لدم المسيح تستطيع أن تنتزع الخوف من قلوبنا ونحن نقترب إلى إلهنا القدوس الذي هو نار آكلة.

الله القدوس، هذا حق، أنا خاطئ، نعم هذا حق أيضاً، ولكن بواسطة ذبيحة المسيح الكاملة – ذاك الذي قدم نفسه مرة لأجل الجميع – نزعت خطيتي إلى الأبد وأصبحت كاملاً فيه، مبرراً أمامه، وعلى أساس قوة هذا الدم الثمين استطيع أن أتقدم بثقة إلى محضر الله وأسلك في نور وجهه.