العودة الى الصفحة السابقة
3 آذار - مارس

3 آذار - مارس

دم المسيح يغفر

جون نور

2024


في رسالة أفسس 7:1 نقرأ القول الإلهي: «الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا»، ففي دم المسيح ننال الفداء ونتمتع بغفران خطايانا. والمؤمن لا يتطلع إلى غفران خطاياه في المسيح كشيء يتمتع به في المستقبل لكنه امتياز يتمتع به حالياً، وليس غفران الخطايا شيئاً نبذل الجهد لكي نحصل عليه لكنه شيء قد أعده لنا الله في دم المسيح المسفوك لأجلنا، وبالإيمان البسيط نحصل عليه ونتمتع به. وهكذا نرى أن غفران الخطايا امتياز يحصل عليه كل مؤمن بواسطة قوة دم المسيح.

زار أحد رجال الله سيدة متقدمة في الأيام وهي على فراش الموت وسألها: «ألا تخافين من مقابلة الله؟» فأجابت السيدة بكل ثبات أنها لا تخاف إطلاقاً. اندهش خادم الرب من هذه الإجابة الصريحة وعاود السؤال قائلا: «يا سيدتي، ألا تعلمين أنه لم يبق لك إلا وقت قصير بعده تقابلين الإله القدوس؟» ومرة أخرى أجابت السيدة بثبات قائلة أنها تعلم ذلك جيداً لكنها لا تشعر بأي خوف، فلم يتمالك خادم الله نفسه من الدهشة وطلب منها أن توضح له ماذا تقصد بهذا الكلام، عندئذ أضاءت ابتسامة مشرقة هادئة على وجه تلك السيدة المحتضرة وقالت: «إنني لم أعمل صلحاً مع الله لأنني لا أحتاج إليه، وسبب ذلك أن المسيح له المجد قد أتم هذا الصلح منذ سنين طويلة بواسطة دمه المسفوك على الصليب وإنني بكل بساطة آمنت بما عمله المسيح لأجلي والآن فإنني أستريح في دمه الكريم ومحبته العجيبة».

سعيدة حقاً تلك النفس التي تتعلم أن تستريح في عمل المسيح الكامل على الصليب لأن خطاياها قد غفرت في الدم الكريم إذ لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا.