العودة الى الصفحة السابقة
1 آذار - مارس

1 آذار - مارس

جون نور

2024


يقول النبي داود في مزمور 119: 130 «فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ، يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ»، إننا نجد في الكتاب المقدس ينبوعاً للحكمة أفضل بما لا يقاس من كل ما في كتب العالم جميعاً، وكل من يدرس كلمة الله جيداً يزدان بالحكمة التي من فوق، الحكمة التي تصلح في الزمان الحاضر وتصلح للأبدية أيضاً، الحكمة التي يحتاج العالم الشرير الحاضر أن يعرفها، بل الحكمة التي تتلهف عليها القلوب المتعطشة في سراب هذا العالم الخادع. ولا شك أن الشخص الذي يدرس الكتاب المقدس ويهمل دراسة الكتب الأخرى أفضل بما لا يُقاس من الشخص الذي يدرس كل الكتب الأخرى ويهمل دراسة الكتاب المقدس، بل إن الشخص الذي يدرس كلمة الله ويتغذى بها يخرج من كنز قلبه الصالح كلاماً نافعاً للبنيان، وهذا ما نلمسه في تاريخ الكنيسة المسيحية عامة، فأولئك الرجال الذين تركوا آثاراً خالدة وعملوا إصلاحات عظيمة سواء دينية أو اجتماعية، الرجال الذين كانت الجموع تتقاطر للاستماع إليهم، كانوا جميعاً رجال الكتاب المقدس، ورغم معرفتهم القليلة بأساليب العلوم المختلفة إلا أن معرفتهم بالكتاب المقدس كانت لهم كنزاً ثميناً وقوة دافعة من كل وجه. إنني أفضل ألف مرة أن أجلس مع أمثال هؤلاء واستمع إلى كلمات الحكمة والبنيان الخارجة من أفواههم، أفضل من الاستماع إلى الكثيرين من المتضلعين في علوم الفلسفة والطبيعة وغيرها وهم لا يعرفون شيئاً عن كلمة الله. لأن «كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ» (2تيموثاوس 16:3 و17).