العودة الى الصفحة السابقة
26 كانون الثاني - يناير

26 كانون الثاني - يناير

جون نور

2023


قبل أن صلب ربنا يسوع المسيح بليلة واحدة كان يتكلم مع الأحد عشر عند عشاء الفصح ويقول: «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يوحنا 2:14 و3) وبعد مضي 44 يوماً كان يكلم الأحد عشر على جبل الزيتون وفجأة «ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، قَالاَ:«أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ» (أعمال 9:1-11).

إن يسوع هذا الذي انطلق سيأتي ثانية. هو لن يرسل آخر لعروسه بل سيأتي بشخصه إليها.

نحن لا نعلم ما الوقت أو الساعة التي فيها يأتي ربنا، إنما هو أنبأنا بأن مجيئه سيكون مفاجئاً وفي وقت لا ينتظره الكثيرون. «لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ» (متّى 44:24) «فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ» (متّى 13:25).

فلأننا لا نقدر أن نعرف يوم أو ساعة مجيئه فقد أعطانا عدة علامات كافية لتعلمنا بقرب مجيئه. سأذكر منها اثنين فقد وهي المذكورة في سفر دانيال 4:12 «أَمَّا أَنْتَ يَا دَانِيآلُ فَأَخْفِ الْكَلاَمَ وَاخْتِمِ السِّفْرَ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. كَثِيرُونَ يَتَصَفَّحُونَهُ وَالْمَعْرِفَةُ تَزْدَادُ» وقت النهاية فترة لا تزيد ربما عن السبعين سنة قبل مجيئه. فالعلامتان هما إذن «كثيرون يتصفحونه» والثانية «المعرفة تزداد» هل يستطيع أحد الإنكار بان هاتين العلامتين هما في طور الإتمام في هذا العصر؟