العودة الى الصفحة السابقة
24 كانون الثاني - يناير

24 كانون الثاني - يناير

جون نور

2023


لما كنت طفلاً لم أكن اهتم من جهة طعامي أو لباسي أو أي أمر ضروري لحياتي، لأن والديّ كانا يحبانني وكنت أعلم أنهما يعملان الجهد لتأمين حاجاتي. فكنت أحصل على الطعام في حينه وآخذ حاجاتي منه وإن لم يكن دائماً يتناسب مع رغبتي.

منذ أن أصبحت ابناً لأبي السماوي وأنا أهتم بأمور الحياة الضرورية، فإني على يقين بأنه يزودني بها جميعها «لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ» (مزمور 11:84) هو علمنا أن نطلب ما نحتاج إليه شرط أن نطلب بإيمان غير مرتاب. بعض المؤمنين لا يحصلون على كل ما يطلبون لأن بعضاً منه غير صالح لهم. فعندما نريد شيئاً علينا أن نفحص أنفسنا لنرى إن كان دافع الأنانية له حصة فيه. هل نريد هذا الأمر لمجد الله أم لمصلحة نفوسنا؟ هل ما أريد يساعدني لأن أكون مسيحياً أفضل أم انه يعطل شهادتي له؟ إن أبانا السماوي يرغب في إعطاء أولاده ما يقدرون على استعماله في خدمته ولمجده. كثيرون من الذين باركهم الرب بوفرة من ناحية الأمور المادية أصبحوا فخورين، متعجرفين، وأنانيين. فهم لا يستخدمون ما باركهم الله به لمجده. فان كان هؤلاء في الحقيقة مخلصين فثوابهم في السماء قليل. ومن جهة ثانية كثيرون من الذين لا يملكون الكثير ممن متاع هذه الدنيا سيكون ثوابهم عظيم لأنهم استخدموا كل ما باركهم به الرب لمجده فقد كنزوا لأنفسهم كنوزاً في السماء حيث لا يفسد السوس والصدأ ولا ينقب السارقون ويسرقون.

فمن كانت له معيشة العالم وصرف معيشته لمجد الله وبقي طائعاً ومتواضعاً فالله سيباركه جداً. «اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟» (رومية 32:8) فالله قدم لنا أعظم عطية في ابنه وهو لن يرفض إعطائنا أمور الحياة البسيطة إن كانت تستعمل لمجده وفي خدمته.

علمنا الرب يسوع المسيح في متّى 25:6-34 أن نطلب أولاً ملكوت الله وبره وهو يهتم بكل ما نحتاج إليه في الحياة. هو يقوت طيور السماء بالطعام ويلبس زنابق الحقل حللاً بهية، فكم بالحري يكون اهتمامه بأولاده.