العودة الى الصفحة السابقة
22 كانون الثاني - يناير

22 كانون الثاني - يناير

جون نور

2023


كتب الكتاب المقدس الذي هو سراج لأرجلنا ونور لسبيلنا، كتب بإرشاد الروح القدس. ولهذا فهو الدليل الأمين للإنسان. فروح الله وكلمته هما في انسجام تام على الدوام، إذ أن الروح لا يمكن أن يقود لعمل شيء يتناقض مع كلمة الله.

هناك أرواح أخرى لنا علاقة بها. فمن الضروري إذن أن يكون عندنا مقياس نستطيع بواسطته أن نميز روح الله من سائر الأرواح الأخرى. هذا المقياس هو الكتاب المقدس، الكلمة تأتي أولاً ثم الروح. «أأَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ» (1يوحنا 1:4-3).

الروح القدس يسكن في داخل المؤمن ليرشده في طريق الحق. قال يسوع قبل انطلاقه: «وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ» (يوحنا 16:14 و17). تم هذا بعد 54 يوماً أي عندما حل الروح القدس وملأ المؤمنين المجتمعين في العلية في يوم الخمسين.

قال يسوع في الليلة نفسها بعد أن نطق بوعده الذي سبق، قال: «وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ» (يوحنا 13:16).

الروح القدس هو الذي يبكت على خطية وبر ودينونة، ويرشد كل من تبكت إلى المسيح. هو يجدد المؤمن ويشهد لروحه بأن الله قد قبله. هو يشدد المؤمن في الخدمة ويشفع فينا في الصلاة وينيره قلباً وفكراً ليفهم كلمة الله، ويعلن له الصواب من الخطأ.

على روح الله ألا يطفأ أو يحزن، فهو يعمل لخيرنا وصالحنا. إن أطعته فأنت المسيحي السعيد.