العودة الى الصفحة السابقة
19 كانون الثاني - يناير

19 كانون الثاني - يناير

جون نور

2023


«ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: يَا أَبَا الآبُ. إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ابْنًا، وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ ِللهِ بِالْمَسِيحِ» غلاطية 6:4 و7).

فنحن، أولاد الله، ورثة ذلك الميراث الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل المحفوظ في السماء لأجلنا. ميراثنا الأرضي قابل للضياع والدنس بسبب الخطية، وعلينا أن ندفع الضرائب من أجلها ونصرف المال لحفظها في حاله جيدة أو في مكان أمين، إنما ميراثنا السماوي فهو أبدي لا يفنى ولا يمكن أن يُنزع منا، ما دمنا في هذا العالم لا يمكننا أن نمتلكه ولكن الروح القدس معنا و«هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ» (أفسس 14:1) الله لم يرجع مرة واحدة عن وعد نطق به، من أجل هذا فان كلمته وروحه هما البرهان القاطع بأننا سنمتلك ميراثنا الأبدي الذي وعد به لكل الذين هم في المسيح.

كلمة «أبدية» قد استعملت 71 مرة، 46 منها وردت مع كلمة «حياة» واليك بعض الأمثلة عن كيفية استعمالها في العهد الجديد. «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 14:3 و15) «وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي» (يوحنا 28:10) «وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ» (1يوحنا 11:5 و12).

«وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (1يوحنا 20:5).

فالحياة الأبدية ليست شيئاً يقتنى ويفقد ثم يعاد استرجاعه. فهي تماماً كما تعني «أبدية». وهي وجود يسوع فينا بشخص الروح القدس. فالحياة الأبدية هي عطية الله لكل من يقبلها «أَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رومية 23:6).