العودة الى الصفحة السابقة
15 كانون الثاني - يناير

15 كانون الثاني - يناير

جون نور

2023


يصبح الإنسان عند ولادته الجسدية شريكاً لطبيعة والديه أي الطبيعة البشرية الساقطة. فكما أنه من الطبيعي أن تعطي الشجرة الردية أثماراً ردية ولا يمكن مطلقاً أن تعطي أثماراً جيدة هكذا هي الحال مع الإنسان الطبيعي غير المتجدد، فانه يعطي أثماراً ردية، وأفضل ما يستطيع عمله هو كالخرق الباليه في نظر الله لأنه لا يمكنه على الإطلاق أن يعمل أعمالاً صالحه يرضي بها الله.

«لِأَنَّ اٰهْتِمَامَ اٰلْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلٰكِنَّ اٰهْتِمَامَ اٰلرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلَامٌ. لِأَنَّ اٰهْتِمَامَ اٰلْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلّٰهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعاً لِنَامُوسِ اٰللّٰهِ، لِأَنَّهُ أَيْضاً لَا يَسْتَطِيعُ. فَاٰلَّذِينَ هُمْ فِي اٰلْجَسَدِ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اٰللّٰهَ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي اٰلْجَسَدِ بَلْ فِي اٰلرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ اٰللّٰهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلٰكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ اٰلْمَسِيحِ فَذٰلِكَ لَيْسَ لَهُ» (رومية 5:8-9) فالله يعتبر كل غير مخلص عائشاً في الجسد ويعتبر كل مخلص عائشاً في الروح. قال يسوع المسيح في يوحنا 6:3 و7 «اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ» فبهذه الولادة الثانية الروحية نصير شركاء الطبيعة الإلهية. «لِتَكْثُرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ بِمَعْرِفَةِ اللهِ وَيَسُوعَ رَبِّنَا. كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ» (2بطرس 1: 2 - 4). كل إنسان مخلص له طبيعتان والواحدة تقاوم الأخرى لكن الله يعطي المخلص نعمة وقوة ليصلب شهواته الطبيعية حتى تسمو وتظهر شهواته الروحية. لذلك وجب على كل من هو في المسيح أن يحيا حياة الانتصار «إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (2كورنثوس 17:5) أي أنني أحصل على طبيعة جديدة وروح جديدة وحياة جديدة وأب جديد وأخوة وأخوات جدد وبيت جديد ومخلص جديد وميول جديدة أيضاً. فالأمور التي كنا نظنها ثمينة أصبحت بلا قيمة تذكر. وما تركناه وتخلينا عنه هو نفاية بالنسبة لما أخذناه من المسيح. كل الأشياء في الحياة القديمة هي للفناء وأما ما أخذناه وقبلناه من المسيح فهو أبدي لا نهاية له. يسوع هو مخلص عظيم فهل تعرفه كمخلصك الشخصي؟