العودة الى الصفحة السابقة
10 كانون الثاني - يناير

10 كانون الثاني - يناير

صعد ليعد لنا مكاناً

جون نور

2023


في الليلة التي سبقت ارتفاعه على الصليب قال يسوع لتلاميذه: «أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً» (يوحنا 2:14 و3).

بعد هذا بأربعين يوماً تقريباً ظهر لتلاميذه الأحد عشر على جبل الزيتون وأخذ يتكلم معهم. هناك أمرهم أن يكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ويعمدوا المؤمنين ويعلموهم جميع ما أوصاهم به وأيضا أن يمكثوا في أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالي. «وَلَمَّا قَالَ هٰذَا اٰرْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ، وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى اٰلسَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلَانِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ وَقَالَا: أَيُّهَا اٰلرِّجَالُ اٰلْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى اٰلسَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هٰذَا اٰلَّذِي اٰرْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى اٰلسَّمَاءِ سَيَأْتِي هٰكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقاً إِلَى اٰلسَّمَاءِ» (أعمال 9:1-11).

وبعد ستين عاماً عندما كان يوحنا، وهو واحد من الأحد عشر، في جزيرة بطمس، أراه الرب ذلك المكان الجميل الذي أعده للمؤمنين وقال له أن يكتب بما رأى ويرسله إلى الكنائس. ونجده يعطي أوصاف ذلك المكان في الأصحاحين الأخيرين من الكتاب المقدس. سوف لا نخبرك كل شيء عنه هنا إنما نكتفي بالشيء القليل: مساحة هذه المدينة 1500 ميلاً مربعاً. وسورها الذي حواليها يبلغ علوه 216 قدماً. وهناك 12 باباً أي 3 أبواب من كل جهة وكل منها لؤلؤة واحدة وأساسات سور المدينة مزينة بكل حجر كريم. والسور نفسه مصنوع من يشب والمدينة ذهب نقي شبه زجاج نقي. والرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها. والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها لأن مجد الله ينيرها. ويوجد فيها نهر صاف لامع كالبلور. وشجرة حياة تضع اثنتي عشرة ثمرة وتعطي كل شهر ثمرها. ولا يكون ليل هناك ولا مرض ولا حزن ولا ألم ولا موت – الكل يكونون في سعادة دائمة.

قد أعد يسوع لنا هذا المكان. ولكن قبل الذهاب إلى هناك علينا أن نفسح له المجال كي يعدنا نحن له لأنه لا يمكن للخطية أن تدخل إلى هناك. فعلينا إذن أن نسلم نفوسنا له ونتوب عن خطايانا ونعترف له بها ونضع ثقتنا فيه وحده ليخلصنا. لا نستطيع أن نضع ثقتنا في أنفسنا أو كنيستنا أو قسوسنا أو أعمالنا أو أي شيء آخر لنحصل على الخلاص. إنما الله وحده يستطيع أن يخلص الخاطيء بواسطة يسوع المسيح. والذين يحق لهم أن يتمتعوا بهذا المكان المعد، هم أولئك المخلصون الحاصلون على روح الله في حياتهم «وَلٰكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ اٰلْمَسِيحِ فَذٰلِكَ لَيْسَ لَهُ» (رومية 9:8) فكل الذين يرفضون أن يتيحوا للرب الفرصة كي يعدهم لذلك المكان المعد لنا فإنهم حتماً سيصرفون الأبدية في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت مع سائر الأشرار وغير المؤمنين.