عندما خلق الله آدم ووضعه في جنة عدن أعطاه كل ما هو مسر للنظر وجيد للأكل. وقد خلق الله الإنسان كائناً عاقلاً حراً حيث يكون باستطاعته أن يفاضل ويختار. وقد جعل الله في الجنة شجره تسمى شجرة معرفة الخير والشر وهذه لم يكن يحتاجها الإنسان لخيره الروحي. «وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ» (تكوين 16:2 و17) فالشيطان – بواسطة الحية – أنكر كلمة الله وكذب على حواء وخدعها «فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ» (تكوين 4:3-6) فالخطية كانت عدم تصديق كلمة الله. ونتيجة الخطية كانت أكل الثمرة. والحكم الصادر على الخاطيء كانت الموت. «مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ» (رومية 12:5) فبما أن كل الناس خطاة إذن نحن جميعاً تحت القصاص الذي هو الموت – «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية 23:6) فإن متنا لا نستطيع أن نحيا مع المسيح. من أجل هذا أظهرت محبة الله لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. «فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ. وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ» (1كورنثوس 3:15 و4).

بالإيمان نحن نقبل موته كالثمن الكافي الوافي عن الخطية ونثق به وحده من جهة خلاصنا. «لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ» (رومية 4:10) الناموس يحتم علينا الموت من أجل الخطية ويسوع نفسه هو غاية الناموس لكل الذين يؤمنون به وحده من أجل خلاصهم.