العودة الى الصفحة السابقة
6 كانون الثاني - يناير

6 كانون الثاني - يناير

تكلل بالشوك ليمنحنا إكليل الحياة

جون نور

2023


عندما كان يسوع في الثلاثين من عمره ابتدأ في خدمة الوعظ والتعليم والشفاء، وكثيرون من الذين سمعوه ورأوا آياته آمنوا به وقبلوه في قلوبهم. ولكن بعد مضي ثلاث سنين ونصف اهتاج رؤساء الكهنة والصدوقيون والفريسيون جداً حتى أخذوا يحرضون الكثيرين من أتباعهم للانضمام إليهم والمطالبة بصلب يسوع. من ثم أخذوه ليحاكم أمام قيافا رئيس الكهنة، وهيرودوس الجليلي، وبيلاطس الوالي الروماني ولكنهم لم يجدوا فيه علة. وهذا ما صرّح به بيلاطس ثلاث مرات إذ قال: «إِنِّي لاَ أَجِدُ عِلَّةً فِي هذَا الإِنْسَانِ» (لوقا 23: 4). ولكن الجماهير كانت تصرخ قائلة: «اصلبه اصلبه» ولما سألهم بيلاطس: «وَأَيَّ شَرّ عَمِلَ؟» كانوا يزدادون صراخاً قائلين: «اصلبه» وإليك القصة كما يخبرنا إياها متّى البشير (ص 26:27-31).

«وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ، فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيًّا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ:«السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!». وَبَصَقُوا عَلَيْهِ، وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ».

كان يسوع بريئاً من كل ما أسند إليه إنما نحن من أذنب وأجرم. هو تألم عوضاً عنا وأخذ قصاص خطايانا حتى كل من اتخذه مخلصاً شخصياً وكرس نفسه له ينال – بعد رحيله عن هذه الفانية إكليل الحياة. قال الرسول بولس: «قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًاً» (2تيموثاوس 7:4 و8) وبعد صعود يسوع إلى السماء خاطب كل مضطهد ومطرود من أجل البر بقوله: «كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» (رؤيا 10:2).