العودة الى الصفحة السابقة
1 كانون الثاني - يناير

1 كانون الثاني - يناير

جون نور

2024


«هَلُمَّ اسْمَعُوا فَأُخْبِرَكُمْ يَا كُلَّ الْخَائِفِينَ اللهَ بِمَا صَنَعَ لِنَفْسِي» (مزمور 16:66).

خلق الله الإنسان على صورته ومثاله لغرض مزدوج: أي للشركة والخدمة. ولكن حينما صدق الإنسان أكاذيب الشيطان عوضاً عن تصديق حق الله، أصبح بهذا العمل محباً للشيطان وعدواً لله فانفصم حبل شركته مع الله وأصبحت خدمته فارغة لا معنى لها. كان العدل يتطلب قصاص وهلاك الإنسان إنما المحبة كانت كفيلة بإيفاء المطلوب وتأمين عمل الفداء للإنسان حيث يكون باستطاعته استرجاع شركته المفقودة مع خالقه.

«لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 16:3) إن المحبة التي يضمرها الله لنا دفعته أن يرسل ابنه الوحيد إلى العالم ليتألم ويموت نيابة عن الإنسان حتى تعاد شركة الإنسان إلى سابق عهدها مع الله. «لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رومية 5: 6-8) هل كان بإمكان الله أن يظهر محبته لنا بطريقة أعظم من التي فيها مات هو لكي نحيا نحن؟ «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يوحنا 13:15). إن يسوع المسيح ابن الله بذل نفسه كيما نصير نحن الأعداء أصدقاء أحباء له. فهل أنت عدو ليسوع أم صديق له؟ قال يسوع: «أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ» (يوحنا 14:15).