العودة الى الصفحة السابقة
نُعمي وراعوث

نُعمي وراعوث

نساء في الكتاب المقدس

. دورا بيك


Bibliography

نُعمي وراعوث. دورا بيك. Copyright © 2007 All rights reserved Call of Hope. الطبعة الأولى . 1998. SPB 7143 ARA. English title: Naomi and Ruth. German title: Naomi und Ruth. Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 D - 70007 Stuttgart Germany http://www.call-of-hope.com .

الفصل الأول: نُعمي (سفر راعوث 1-4)

سالت الدُّموع على وجنتيَّ من شدَّة الفرح. لم أجد الكلمات التي تعبِّر عن مشاعري. امتنانٌ عظيمٌ ملأ قلبي.

شاع النَّبأ كالبرق في بيت لحم: «ولدت راعوث ابناً لنُعمي». أحاطتْ بي أصواتٌ هائجةٌ من الفرح. حَمدَتْ جاراتي الله وعبَّرن عن مشاركتهنَّ في الفرح بقولهنَّ: «مبارك الرب يا نُعمي! إنه منحكِ حامياً. عندما تصبحين عجوزاً يهتمُّ بكِ رجل. ليشْتهِر حفيدكِ في إسرائيل لأنه ابْنُ كَنّتِك راعوث المخلصة لكِ. حقاً تُسَرّين بها أكثر مما تُسَرّين بسبعةِ أبناء!».

بنظرةٍ مفعمةٍ بالحبّ نظرتُ الى المولود الجديد الُملقى على حضني. اهتمّ الله بأن لا ينقرض اسمُ زوجي، وكذلك بأن لا يحصل على الإرث إنسانٌ غريب. استمرَّت حياة عشيرتنا، وبالتالي لم يُنسَ اسما ابنيّ المتوفِّيَين. عمل الله كلَّ شيءِ حسناً وحوَّل عني المحنة القاسية. بملءِ المحبَّة جذبتُ الطفل الى صدري. أردتُ أن أرعاه وأَعتني به وأُوليه عنايتي كلّها. هَتَفَتِ الجاراتُ قائلات: «هلمّ انظروا! هذا الطفل هو ابنُ نُعمي». وأسموه «عوبيد» (بمعنى خادم). بالهدوء والسعادة عبدتُ الله وقلت له: «أيها الربّ كُن أنت السيِّد والملك في حياة عوبيد».

من غير عمدٍ اضطررتُ بواسطة هذه الصلاة أن أتذكّر زوجي لأنّ اسمه «أليمالك» ومعناه: «إلهي ملك». عاد فيضٌ من الذكريات الى ذاكرتي.

كُنّا عائلة سعيدة مُكوّنة من زوجي ومنّي ومن ابنَينا مَحْلون وكِلْيون. وكُنّا ساكنين في «بيت لحم» الذي معناه «بيت الُخبز». وهذا كان بالفعل، إِذ كان عندنا الخُبز بوفْرَة. كانت المنطقة المحيطة ببيت لحم خصبة جداً. لذلك مارس أَهلها زراعةً مُثمرة. ولكنَّه حصلتْ بعد ذلك مجاعةٌ رهيبة. لم يَنْمُ في الحقول شيءٌ فيما بعد بِسبب القحط المستمر. شحَّ الخُبز وجُعْنا. عِشْنا ساعات تفيض حزناً. ما العمل؟

اتَّخذ زوجي ذات يومٍ قراراً صعباً وهو أن نرحل لِزمنٍ معيَّن الى أرض موآب حيث كان القوت كافياً وافراً. لم يعرف زوجي مشورةً أُخرى ليُبْقينا على قيد الحياة. من الوجهة الإنسانيّة تصرَّف زوجي بتعقُّلٍ وبضميرٍ حَيّ. ولكن، إذا أمعنّا النظر نرى أننا فقدنا الثقة بالله القادر أن يُقيتَنا في وطننا أيضا.

وهكذا رحلنا الى أرض موآب الواقعة شرقيّ البحر الميت. لكنّ بركة الله على ما يبدو لم تَحِلّ على طريقنا الخاص الذي رسمناه بذكاء. حدث كلُّ شيءٍ بغير ما كُنّا نتوقَّعه ونتمنّاه تماماً. أردنا أن نهرب من الجوع في وطننا فوقعنا في موآب في قبضةِ الموت. بعد فترة قصيرةٍ من رحيلنا تُوفّي زوجي أليمالك. كان موته ضربةً قاسيةً لي. على كلِّ حال بقي لي ابناي الاثنان. وهذا كان تعزيةً كبيرةً لي. لما بَلَغا سِنَّ الزواج اتَّخذ كلٌّ منهما له زوجةً موآبيَّة. عندها بدا لنا أنّنا تغلَّبنا على وقت الضيق وعاد الى بيتنا ضوء شمس السعادة. لكن، سَرعان ما فقدتُ الأمل في أنْ أحتضنَ يوماً حفيداً لي.

مضتْ سنة تِلْو الأُخرى وبقي كلا الزوجين دون أولاد. بينما كنتُ في حالة خوفٍ عظيم عذَّبني السؤال التالي: هل حَرَمنا الله من بركته يا تُرى؟ هذا كان رأي شعبنا الشائع الذي شعرتُ به أيضاً.

أمَّا الله فإنَّه قادني أكثر الى عمق الحزن. بعد عشر سنين تُوفّي ابْناي الإثنان، وهما في سنّ الشباب، الواحد تِلْوَ الآخر، فأصبحتُ أتعس من قبل. كنت وحيدةً دون حماية رجل. بالإضافة الى ذلك كنتُ في بلادٍ غريبة لا يوجد فيها مَن يعتني بي في شيخوختي. فأصبحتْ وحدتي لا تُطاق. شعرتُ بأنّ الله تركني وبدا لي مستقبلي مُقبضاً وميئوساً منه. أم أني أنا تركتُ الله؟ ألم يكُنْ رحيلنا عن بيت لحم آنذاك خروجاً من شركتنا مع شعب الله ومن مكانِ حضورِ الله؟ عشنا مع شعبٍ لم يعبد الله الحقيقيّ بل آلهةً غريبةً يكرهها الله. كذلك زواج ابنَيَّ من امرأتَين موآبيّتين لم يكن، بالنسبة الى الناموس، بحسب مشيئة الله (سفر التثنية 7 :3 و4). تملَّكني شوقٌ عظيمٌ الى الشركة مع الله ومع أولئك الذين يعرفُونه ويحبّونه. وهكذا نَضَجتْ فيَّ فكرة العودة الى بيت لحم الى وطني وشعبي. هناك مكاني الحقيقيّ والأصليّ. هناك أردتُ أنْ أَقضي بقيَّة أيام حياتي. وهناك أردتُ أن أُدفن. كذلك قبور أحبّائي لم تقدر أن تمنعني عن العودة. لا شيء قدر أن يُرَغّبَني في البقاء في موآب. ارتحتُ لقراري عندما بلغني النبأ أنّ زمن المجاعة في وطني قد انتهى.

ولكن، كانت عندي كَنّتاي الإثنتان عُرْفة وراعوث. كنتُ أكُنُّ لهما دائماً محبّةً خاصّةً وأشعُرُ بمسؤوليَّتي نحوهما. منحتْني عنايتي بهما شيئاً من التعزية وجعلتني أنسى قسطاً من أحزاني. جعلْتُهما يشاركاني أيضاً في ما كان يؤثّر في نفسي. بذلك اختبرا الشيء الكثير عن الله الذي أحزنتُهُ ولكن أحببتُهُ على الدوام.

عندما رُحْتُ الى بيت لحم ذهبتْ معي عُرفة وراعوث دون تردُّد. لم يُرِدْن بحال من الأحوال أن أَرحل وحدي. انْتَسَبْنا في تلك الأثناء الى أسرةٍ واحدة. ربط الحزنُ بيننا نحن الأرامل الثلاثة. سُرِرْتُ لأنَّهما أظهرا لي علانيةً مودَّتَهما العميقة. ولكنَّ الشكَّ ساوَرَني في الطريق وتساءَلتُ: هل كان من الصواب أن آخذ معي كَنَّتيَّ؟ كانت إسرائيل بالنسبة إليهما أَرضاً غريبة، وبكلّ تأكيد سوف لا يتزوَّج هناك أحدٌ امرأةً موآبيَّة، فأكون أنا قد هدمتُ مستقبلهما بأَكمله. كلا! لا يجوز لي أن أُقيّدهما بي. وهكذا طلبتُ إليهما، والهمُّ يملأُ قلبي، وقلتُ لهما: «إِذهبا إِرجعا كلُّ واحدةٍ منكما الى بيت أُمِّها. وليصنعِ الربُّ معكما إحساناً كما صنعتما بالموتى وبي. وليُعطِكما الربُّ أن تجدا راحةً كلُّ واحدةٍ منكما في بيت رجلها». ثم قبَّلتُهما للتوديع. ولكنّهما رفعتا صوتهما وبَكتا وقالتا لي: «لا نترككِ. نذهبُ معكِ إلى شعبِك». كِدتُ أُوافق بكلّ سرور على طلبهما لأنّي علمتُ يقيناً بأَنني سَأَشعر بالوحدة بدون كَنَّتيَّ. ولكنّي مع ذلك تمسَّكْتُ بِرَأْيي. منحني الله النعمة والقوَّة لكي لا أُفكّر بنفسي فقط بل بمستقبل المرأتَين الشابَّتَين أيضاً. لم أَستطعْ بنفسي أن أَضمنَ لهما الرّزقَ في المستقبل. كذلك لم أرتضِ لهما أن تقاسماني عَنَتَ القضاء. لذلك رفضتُ عزمهما رفضاً باتاً وقلتُ لهما مرّةً أخرى بإِلحاح: «اذهبا وارجعا يا بنتَيَّ! هل لي أن أَنتظر أَبناءً بعد لِيُصبحوا أَزواجاً لكما؟ ارجعا». عانقتني عُرْفَة وهي تبكي بكاءً مُرّاً وقبَّلتني وودَّعتني ورجعتْ إلى شعبها. لكنَّ راعوث تمسَّكتْ بي ولم تُرِدْ أن تنفصل عنّي مهما كلَّفها من ثمن. ولكن، ألم يكن أفضل لها أن تَتْبع سلفتها؟ طلبتُ إليها بإِلحاح: «اذهبي من فضلك، اذهبي مع سلفتكِ». لكنَّ راعوث هزَّت رأسها بقوَّةٍ وقالت: «لا تُلِحّي عليَّ أن أَترككِ أنا أيضاً. أُريد أن أبقى معكِ. حيثما ذهبتِ أذهب وحيثما بِتِّ أبيت. شعبُكِ شعبِي وإِلهُك إِلهي». لما رأيتُ عزم راعوث الأَكيد كفَّيتُ عن المُضِيِّ في إرغامها على الرجوع.

أَثّرت فيَّ كلماتها التالية تأثيراً عميقاً: «إِلهُكِ إِلهي». هل حَسَّتْ راعوث يا تُرى بشيءٍ من مجدِ الله حتّى أَنَّها وقفتْ الى جانبه؟ إذاً يجوز لي أن أعتقد بأَنَّ شهادة الإيمان التي شهدتُ بها أمام راعوث لم تكُنْ باطلة. الله بارك الشهادة. يا لَها من هِبَة، يا لَها من نعمة غير مُستحقَّة! ثم دَعوتُ الله من قلبٍ شكورٍ وقلتُ له: «أشكُرُك اللهُمَّ من أَجل العطف والمحبَّة التي أحاطتني راعوث بها. شكراً لكَ لأَنها تركت عشيرتها وآلهتها ورحلتْ معي الى وطن غير مضمون. أُريد أن أشكركَ فوق كلّ شيء لأنَّها اختارتْكَ لتكون إِلهها».

عند دخولنا بيت لحم بأَمتعتنا القليلة تحرَّكت المدينةُ كلُّها وتساءَل الناس: «أليستْ هذه نُعمي؟» ولما اجتزتُ الشوارع تدافعتْ الى ذهني ذكرياتٌ قديمة. قضَيتُ هنا سنواتٍ سعيدة الى جانب زوجي. هنا كان يلعب ابناي. كلُّ شجرةٍ وكلُّ بيتٍ أَيقظ فيَّ ذكريات مؤسفة. كلُّ شيءٍ كان بالضبط كما كان آنذاك، ولكني أنا بنفسي تغيَّرت. لم أكُنْ نفس المرأة التي رحلتْ قبل عشر سنوات. كان وجهي موسوما بميسم الحزن. حقاً لم يناسبْني الإسم نُعمي، أي اللطيفة، فيما بعد. لذلك قُلتُ للنّساء الواقفات حولي: «لا تدعوني «نُعمي» من الآن فصاعداً، بل ادعوني «مُرّة» لأنَّ القدير قد أَمرَّني جداً. رحلتُ من هنا مع زوجي وابناي، وجعلني الربُّ أعود الى هنا مسكينة ودون مَن يحميني. لماذا تدعونني نُعمي والربُّ أَذلَّني والقدير أحزنني؟» .

في هذه اللحظة رثيْتُ لحالي. وأنَّ حزني ويأسي المخزونَين في قلبي راما تنفُّساً بالإِدِّعاء ضِدَّ الله. لم أفكِّر بأنّي رحلتُ آنذاك مع أليمالك دون أن أستَشير الله. والآن أَلقَيتُ الذنْبَ ظُلماً على الله لأَنّه أحبط خطَّتنا. كذلك عندما رجعتُ لم أكُن مسكينة بهذا القَدْر كما ادَّعَيتُ لأنَّ راعوث كانت معي. كان حسناً لي أنّي لم أبقَ طويلًا غارقةً في هذه الأفكار المريرة. صحيحٌ أنَّه لم تحدثْ عجيبة كان من شأنِها أن تخلِّصنا نحن الأرملتَين دُفعةً واحدةً من أيِّ ضيقٍ وهَمٍّ ولكنَّه بدا لنا بدرجةٍ مُتزايدة أنَّ يد الله سيطرتْ علينا بعنايةٍ مُنتظمة.

اختبرتُ بركة الله بواسطة راعوث التي اهتمَّت بي كما تهتمُّ البنت بأُمِّها الحقيقيَّة. من حيث أننا رجعنا الى بيت لحم في وقت حصاد الشعير سارت راعوث حالاً الى الحقل لِتلتقِط السنابل. لم تُرِد بحالٍ من الأحوال أنْ تفرض نفسها عليَّ فرضاً بل بالحريّ أَنْ تَعْنِيَ بأَمري. كان التقاط السنابل في بلادنا حقاً من حقوق الفقراء. أَخذتْ راعوث الإذلال على عاتقها لكي تسير وراء الحصادين وتنحني في سَعير الشمس الموقِدَة الى السنابل التي ظلَّت باقية على الأرض. ومقابل هذا العمل باركها الله. لما عادتْ مساءً الى البيت مُتعبةً ولكن سعيدة بمحصولها الوافر من الشعير وزنُه 12 كيلوغراماً سألتُها: «أين التقطتِ السنابل اليوم؟ إلى أيِّ حقلٍ ذهبتِ؟ لِيُبارك الله الرجل الذي أَذِن لكِ الإلتقاط في حقله!» عندها أَخبرتني راعوث ماذا حدث لها وقالت: «اسم صاحب الحقل بوعز». عند سماع إسم «بوعز» أُرْهِفَتْ أحاسيسي لأنَّ بوعز قريب لزوجي. أوضحتُ لراعوث بقولي: «بوعز قريبٌ لنا. وهو أحد الأقرباء المُلزَمين بحسب الناموس أن يقفوا الى جانبنا». يا لَهُ من قَضاءِ الله وقَدَرِه أنَّه قاد راعوث في اليوم الأوّل حالاً الى حقلِ بوعز. وعندها تدفَّقت من قلبي كلمات الشكر التالية: «الآن أرى أنَّ الله لم يَتخلَّ عنَّا وعن أمواتِنا». حرم الله عائلتنا من نعمته طيلة سنين كثيرة ولكنَّه لم يَنْسَنا ولم يرفُضْنا. والآن منحنا مساعداً وحامياً. وهذا الخبر السارّ الذي نقلتْهُ راعوث إليّ أشعَّ كشُعاع الشمس في قلبي فَتَرَعْرَعَ فيه أملٌ جديد.

بينما كانت راعوث يوماً فيوماً تلتقط السنابل في حقول بوعز كان لَديَّ وقتٌ كثيرٌ الى جانب تدبير منزلي لأُمعِنَ الفكر في مستقبلنا المشترك. أَشْغَلَني قبل كلِّ شيءِ السؤال: ما هو مصير راعوث التي كانت تربطني بها صِلةٌ روحيَّة؟ كان يهمُّني جداً أن تتزوَّج مرَّةً أخرى، ليس من أجل ضمان رزقي وحده بل بالحريّ لئلا تنقرض عشيرتنا، ولكن قبل كلِّ شيء لكي تسعد راعوث ثانيةً. لاحظتُ من حديث راعوث أنَّ بوعز كان يحترمها، وكان كريم النفس. بكلِّ هدوءٍ دَبَّرتُ خطَّةً لأَجمعَ بين راعوث وبوعز. لما انتهى حصاد الشعير وذُرَّت الحبوب على البيدر قلتُ لراعوث: «أودُّ أن تحصلي ثانيةً على زوجٍ وعلى وطن». أمّا مشورتي التي أعطيتها لراعوث فإنّها لم تخترق آذاناً صمّاء. والله تَسَلَّم خطَّتي وعمل منها شيئاً حسناً. بعد ذلك بقليل تزوَّج بوعز من راعوث. كنتيجةٍ لذلك أَقْعَدْتُ عوبيد الصغير على حِجري.

عادت أفكاري الى الزمن الحاضر. نظرتُ مُبتسمةً الى حفيدي الصغير الذي لم يَجْرِ في عُروقه أثَرٌ من دمي. ولكنَّ هذا لم يُعكِّر صَفْوَ سروري. ماذا قالت الجاراتُ لي؟ «مُباركٌ الربّ الذي منح نُعمي حامياً». أجل، كان الربُّ خَيِّراً لي. منحني تعزيةً ومُعيلاً لي في شيخوختي. وقبلَ كلِّ شيء وهبني كَنَّةً حفَظَتْ الوفاء لي في أوقات الضيق المريرة. ولكنّي أريد فوق كلِّ شيء أن أُمجِّد أمانة الربِّ ونعمته. هو الذي برهن لي في مصيري على أَنَّه كأَبٍ في ترمُّلي، كمُعَزٍّ في حسرتي، وكمؤنسٍ في وَحْشَتي، وكمساعدٍ في ضيقي الذي لا مَخْرَج منه. بكلِّ فرحٍ أستطيع أن أشهد الآن: وجدتُ عند الله ملجأً ومأمناً وراحةً. له كلُّ المجدِ والإكرام.

مسابقة الفصل الأول «نُعمي»

أيها القارئ العزيز،

إن تعمّقت في قراءة هذا الكُتيّب تستطيع أن تجاوب على الأسئلة بسهولة. ونحن مستعدون أن نرسل لك أحد كتبنا الروحية جائزةً على اجتهادك. لا تنسَ أن تكتب اسمك وعنوانك كاملين عند إرسال إجابتك إلينا، داخل المظروف، وليس خارجه فقط.

  1. لماذا ترك أليمالك وعائلته بيت لحم؟

  2. لماذا لم يجلب لهم قرارهم ما كانوا يرجونه؟

  3. ماذا كان الدافع لرجوع نُعمي؟

  4. مَن مِن الكنَّتين اتخذت القرار الأفضل ولماذا؟

  5. بماذا نالت راعوث التقدير في محيطها الجديد؟

  6. لماذا اهتمّ بوعز بأمور ميراث نُعمي؟

  7. ماذا استطاعت نُعمي أن تشهد عند نهاية حياتها؟


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D-70007
Stuttgart
Germany

الفصل الثاني: راعوث سفر راعوث (1-4)

كان قراري ثابتاً. لكني لم أُقدِّر عواقبه ولم تُخفَ عليَّ تَبِعات عملي الكثيرة. كان عليَّ أن أنفصل عن عائلتي وعن شعبي اللذين كانا لي حتى الآن سنداً وملاذاً. وإنّ تخطّي الحدود سيعني لي أن أعيش بين شعبٍ غريبٍ كلياً، أجهلُ طريقةَ حياتِهِ وعاداتِه. لم أقدر كذلك أن أعرف كيف يستقبلُني السُكَّان الذين أردت أن أسكُنَ بينهم. مع ذلك صمَّمتُ أن أعود مع حماتي نُعمي الى وطنها. لا أحد ولا شيء من شأنه أن يفصلني عنها. علمتُ عِلم اليقين أنه ينتظرني، وأنا بجانب حماتي الأرملة، كلَّ شيءٍ ما عدا الحظ السعيد والرَّخاء واليُسر. لكنَّ المودَّة القلبية والمحبة نحو نُعمي التي كانت كأمٍّ لي طغت على كلِّ شيء. كان هنالك شيءٌ آخر جذبني بشدّةٍ الى وطن نُعمي وزوجي المتوفّي ألا وهو أني قُبيل اجتياز الحدود عبَّرتُ عنه لنُعمي بالكلمات التالية: «شعبُك شعبي والهُك إلهي». أحسست بشوق عميقٍ الى الله الحي وبالرغبة أيضاً في الانضمام الى شعبي. إنها نُعمي التي أيقظت فيّ التوكّل على الله الحيّ الحقيقي. لاحظتُ منذ زمن بعيد أنّ الآلهة التي كنا نعبدها في موآب لم تقدر أن تساعدنا. كيف يمكنها أن تساعدنا وهي مصنوعةٌ بيد الإنسان من الخشب والحجر. وهكذا اتّخذتُ القرار أن أتخلّى عن أمني الذاتي وأوَغَلَ في مستقبلٍ غامضٍ مجهولٍ كلياً متكلة على الرب.

وعدتُ نُعمي قائلة: «حيثُما ذَهبْتِ أذهب وحيثما بِتِّ أبيت». إلى أيّ مكانٍ تذهبُ نُعمي يا تُرى غير المكان الذي ارتحلتْ منه قبل عشرات السنين! أصبح رجوع نُعمي الى وطنها ومصيرها مَوْضع حديث الناس في بيت لحم. كذلك اهتمَّ الناس بي أيضا وتساءلوا: «من هي هذه الغريبة يا تُرى؟» وعندها أعطتهم نُعمي المعلومات المطلوبة. فتأثر كلُّ من في بيت لحم بالاختيار المثير للدهشة الذي اخترته أنا. وهكذا أصبحتُ معروفةً «بالمرأة الموآبية التي جاءت مع نُعمي من أرض موآب».

كان حصاد الشعير في بيت لحم يجري على قَدَمٍ وساقُ لذلك أردتُ أن أنتهز الفرصة السانحة وأُؤَمّن لنُعمي ولي القوت الضروري بواسطة التقاط السنابل وراء الحصّادين. لم أُرِدْ بحالٍ من الأحوال أن أفرِضَ نفسي على نُعمي. وافقتْ حماتي في الحال على قصدي عندما قُلتُ لها ذات يوم: «دعيني أذهب الى الحقل وألتقط السنابل التي تسقط وراء الحصادين. وبكلّ تأكيد سَيسْمح لي أحدهم أن أفعل ذلك».

وهكذا صار. اشتغلتُ بِجِدٍّ وكَدٍّ. وكان العمل شاقّاً ومُذلاًّ بنفس الوقت لأنه يتطلَّبُ الإنحناء نحو كلّ سنبلةٍ على الأرض. كنتُ مُعْتمدةً كُلّياً على طيبة قلب الحصادين. ازدادتْ حرارة الشمسُ، ومع ذلك ازداد حجم كومة السنابل أمامي. سمعتُ فجأةً صوت رجلٍ يقول: «الربُّ معكم!» فرَدَّ عليه الحصادون بفرح: «يباركك الربّ!» اتَّضَح لي فوراً أن هذا الرجل هو صاحب الحقل. هل يصبر عليَّ من الآن فصاعداً يا تُرى؟ نظر إليّ وسأَل المُشرف على الحصادين: «لِمَن هذه المرأة الشابة؟» أجابه الرجل: «إنها موآبية قد رجعت مع نُعمي من بلاد موآب. سألتني إن كنتُ أسمحُ لها أن تلتقط السنابل الساقطة وراء الحصادين، وهي هنا منذ الصباح الباكر، وقلّما تَفَيَّأت ظلَّ شجرة». فكّرتُ وقلتُ في نفسي: بِأيّة دقّةٍ يُراقبونني! وفي الحال وقف بوعز صاحب الحقل الى جانبي وقال: «أعرُضُ عليك اقتراحاً: لا تذهبي لتلتقطي في حقلٍ آخر. ابقي هنا عند خادماتي اللواتي يحزُمْنَ الحزم والتقطي السنابل حيثُ يحصد الحصادونُ وأنا منعتهم من مُضايقتك. ومتى عطشتِ فاذهبي الى الأباريق واشربي ممّا استقاهُ رجالي».

غمرتني طيبة قلبه الغير متوقَّعة واهتمامه الزائد بي. جَثَوتُ وانحنَيْتُ وتمتمتُ: «بما استحقَقْتُ هذا؟ لماذا تُبالي بي مع أنّي أجنبية؟» ما كان باستطاعتي إلا أن أندهش من مُشاركته الحقيقيَّة في مصيري. أجابني بوعز: «أخبَروني كيف أنكِ بعد وفاة زوجكِ وقفتِ إلى جانب حماتكِ. تركتِ والدَيك وبلدكِ وانتميْتِ الى شعبٍ لم تعرفيه من قبل». كان بوعز مُقتنعاً بأني سوف لا أندم على قراري الذي اتَّخذته لأنّه استطرد كلامه بقوله: «جئتِ الى الربّ إله اسرائيل لتجدي عنده حمايةً وملجأً. ليُكافئ الربُّ أعمالكِ».

بطبيعة الحال تكلَّم بوعز عن الله، بالضّبط كما تكلّمت نُعمي. هذا أثّر فيَّ كثيراً. حقاً كان الرجل يعيش مع الله. هذا ما لاحظناه من أسلوب تعبيره. فَهِمَ أيضاً بالضبط لماذا جئتُ الى هذا البلد. صَدَقَ فيما فكَّر. طلبتُ الحماية والملجأ عند الله الحقيقي. بِبَساطةٍ وتواضعٍ بل بفرحٍ قلتُ: «أشكرك يا ربّ من أجل لُطفكَ العظيم! كلامكَ يمنحني الشجاعة والرجاء. أنتَ تمنحني نعمتكَ مع أني أَصْغر من إمائِكَ بكثير».

بعد عملٍ شاق دام بضع ساعات حان وقت الظُّهر. جلستُ على حِدة ليس بعيداً عن الحصادين لأني لا أخُصُّهم. لكنَّ بوعز ناداني وقال: «تعالي إلينا وكُلي قليلاً من الخُبز!» قَدَّم لي حُبوباً مُحمَّصة. وهكذا أَكلتُ حتى شبعْتُ، وَفَضُل أيضاً من الحبوب. لقيتُ صعوبةً في إخفاء انفعالي. قد عَلمتُ يقيناً أنَّ رجال هذه البلاد قَلَّما يُبالون بالنّساء علانيةً. وعلاوةً على ذلك إني أجنبية. لكنَّ هذا الرجل عاملني كأني من رُتبته الاجتماعية. يا لَلُطفِ الله! إنّه قادني الى حقل بوعز. لذلك ازدادت ثقتي بالله الذي جعلني أختبر بواسطة بوعز وبطريقةٍ ملحوظة كيف يُوجِّهُ طرقي بلطفٍ الى خَيري ويعتني بي وبنُعمي بحنان.

عند المساء فقط تَوَقَّفْتُ عن التقاط السنابل. بعد أن نفَّضْتها كانت النتيجة لا بأس بها، إذ أنّ محصول حبوب الشعير بلغ نحو 15 كيلوغراماً. أجل، لاحظتُ أنّ عملي بعد الظهر كان أسهل ممّا كان قبلاً لأنَّ الحصادين تركوا وراءَهم، حسب تعليمات بوعز، كمِّيات أكبر من السنابل.

أسرعتُ الى البيت بمحصولي الوافر مُتعبةً ولكن بمزيدٍ من الفرح. لما رأَت نُعمي الكمية من الشعير لم تُصدِّق عينَيها وسألتْني بدهشة: «أينَ قدرتِ أن تجمعي كلَّ هذه الكمية؟ أخبريني أين كنتِ. الله يبارك الذي كان لطيفاً معك». بعد أن أخبرتُها بكلّ شيء هتفتْ للمرة الثانية قائلةً: «الله يباركه! إنّه قريبٌ لنا ولهذا السبب يرى واجباً عليه، بحسب السُّنَّة، أن يساعدنا». ثم تدفّقت من فمي الكلمات التالية: «أتعرفين ماذا قال بوعز لي أيضاً؟ عرض عليَّ أن ألتقط السنابل دائماً بالقربِ من عُمّاله الى أن ينتهي الحصاد». كَم كنا ممنونين لأنّنا أمَّنَّا غِذاءنا الى حين. ذهبتُ في كلّ صُبحٍ من أصباح الأسابيع التالية الى حقول بوعز الى أن انتهى حَصاد الشعير والقمح.

قالت لي نُعمي ذات يوم: «أوَدُّ أن أُساعدكِ في إيجاد زوجٍ وبيت. اشتغلتِ بلا شكّ مع خادمات بوعز الذي هو قريبنا طبعاً. والآن أصغي إليَّ بكلّ انتباه: في هذا المساء يكون بوعز على بيدره ويدرس الحبوب. استحمّي وادهني جسدكِ بالمرهم المعَطَّر والبسي أجمل ثوبٍ عندكِ واذهبي الى هناك! انتبهي كي لا يراكِ قبل أن يأكل ويشرب. لاحظي بالضبط أينَ يضطجع. ومتى غَشِيَهُ النوم انْسلّي تحت الغطاء عند قدمَيه. وكلّ ما يتبقّى سيقوله لك».

كان هذا الاقتراح بالنسبة لي غريباً. بكلّ سرورٍ أردتُ أن أَتّبع عادات وتقاليد شعب نُعمي ولكن، ألا يفوق هذا الحَد؟ في آخر الأمر كنتُ امرأةً مُهذبة. غيرَ أنَّ ثقتي بنُعمي كانت كبيرة أيضاً. من المؤكَّد أنها لا تعرض عليَّ هذه المشورة إن كانت سَيِّئة. وإنَّ الله الذي لجأتُ إليه منذ ذلك الحين ولم يتخلَّ عني حتى الآن سيسهرُ عليَّ بكلِّ تأكيدٍ فيما بعد. وبالاضافة الى ذلك كنتُ أحترم بوعز احتراماً فائقاً. كان رجلاً تقيّاً وسوف لا يؤذيني أو يُذِلّني. أجبتُ نُعمي: «حسناً، أريد أن أتَّبع مشورتك».

لما أظلم الليل اتّخذت طريقي بقلبٍ خافقٍ وتساءلتُ: هل سأفلح يا تُرى في تنفيذ الخطّة التي تتجاوز المألوف دون أن يراني أحد؟ إطاعةً لنُعمي وكذلك مودّتي القلبية لبوعز دفعتني الى تنفيذ خطّة نُعمي بدقّة.

وصلتُ الى بيدر بوعز دون أن يراني أحد وانتظرتُ حتى انتهى تناوُل الطعام الفاخر بعد عمل النهار. بعد أن اضطجع بوعز بجانب كومة الحبوب الكبيرة ونام نوماً عميقاً خرجتُ من مخبأي. رفعتُ الغطاء عند قدَميه بخفَّة واستلقَيتُ بهدوء. لم تغمضْ لي عَين بل انتظرتُ وانتظرتُ. وفي منتصف الليل نهض بوعز فجأةً وانحنى الى الأمام واكتشف إنساناً عند قدميه. لم يعرفْني في ظلام الليل. فسأل بدهشة: «من أنتِ؟» أجبتُ: «أنا راعوث! لي طلبة وهي: بصفتكَ أقرب أقربائي أنت مسؤول عني ولا تتركني أعيش في الضيق. غطّيني بردائكَ علامةً على أنك ستتزوَّجني». تساءَلتُ: كيف يستجيبُ لطلبي يا تُرى؟ هل فهم بأني قُمْتُ بواجبي فقط تُجاه نُعمي وعائلتها؟ أم أنّه يغضبُ عليَّ؟ كانت استجابته مؤثّرة جدا. تنفّسْتُ الصُّعداء حين قال: «الربُّ يباركك يا بنتي. الآن تُظهرين بأكثر وُضوح كم يتعلّقُ قلبكِ بعائلة حماتك! لم تجري وراء الشباب مع أنّه كان بمقدوركِ أن تجدي بكلّ تأكيد شابّاً وافر المال. لا حاجة لكِ لأن تُثقّلي نفسك بالهموم. أنا سألبّي طلبكِ. كلُّ واحدٍ في بيت لحم يعرف أنكِ شابَّة فاضلة».

غير أنّه كان هنالك مشكلة لم تعرف بها نُعمي ولا أنا. كان هنالك رجلٌ أقرب لنا من بوعز. على افتراض أنَّ هذا الرجل لا يقوم بواجبه العائلي يخلو الطريق لبوعز. لذلك قال لي: «على الرجل أن يَبُتَّ غداً في المسألة ويقول إنْ كان يُريدُ أن يقومَ بشؤونكِ. وإنْ لم يُرِدْ فأنا مستعدٌّ أن أفعلَ هذا. أُقسمُ لكِ لأَفْعلنَّ، حيٌّ هو الربُّ»! مِن حيثُ أنَّ بوعز استشهد بالربّ عند النُّطق بوعده يدلُّ على أنَّ وعده كان بالتأكيد أكثر من قولٍ سائر. بالأُسلوب الذي اتَّبعهُ معي في هذه الليلة أثبت أنّه رجلٌ يخاف الله. لِذا قدرتُ أن أثق بهذا الرجل بكلّ ارتياح. كذلك كنتُ على يقين بأنَّ الله سَيُريني أيّاً من الرجلين يُريده لي زوجاً.

كان هَمُّ بوعز الآخر هو: كيف أستطيعُ أن أرجع الى بيت لحم دون أن يلاحظني أحد. لم يُرِدْ أن تتلطّخ سُمعتي الحسنة بلا حق. لم يُرسلني الى البيت في وسط الليل، بل عُدْتُ في الصباح الباكر دون أن يراني أَحد قبل أن غادرتُ البيدر وضع بوعز 25 كيلوغراماً من الشعير في مُلاءة اللّفِّ التي كنتُ أحملها. كان على نُعمي أن تلاحظ من كَرَمِهِ أنَّه سيفعل كلّ ما في قُدرته لِيُؤَمّن مُستقبلها. اجتزت المدينة الهادئة وأنا غارقةٌ في أفكاري. لا يَسَعُني إلّا أن أندهش من كيفيّة سهر الربّ عليَّ في هذه الليلة. ألَمْ آتي إلى هذه البلاد لأَجد حمايةً وملجأً عند الربّ الحقيقي الحي؟ اختبرتُ هذا بطريقةٍ ملموسةٍ في هذه الليلة: حقاً كان الربّ حمايتي وملجأي. هذا ما أسعدني وجعلني أنظر الى المستقبل بملءِ الأمل.

تَنَبَّهَتْ أعصابُ نُعمي حين جئتُ الى البيت. بملءِ الشوق سألتني: «كيف سارتِ الأُمور معكِ يا ابنتي؟» بعد أن أخبرتُها بكلّ شيءٍ شجَّعتني وقالت لي: «انتظري الآن حتى نرى كيف تتطوَّر الأمور. لا يهدأ للرجل بال حتّى يُتمِّم كلَّ شيء. وهذا يتمُّ اليوم بالتأكيد».

تلا ذلك اليوم يومٌ لا يُنسى. توالتِ الحوادث سِراعاً. أنجز بوعز في بادئ الأمر كافَّة الرسميّات. ذهب الى بَوّابة المدينة حيثُ بُحِثَت المسائل القانونية وتكلَّم هناك مع أَقرب المقرَّبين إلينا. أخذ معه عشرةً من شيوخ المدينة كشهود. لم يُرِدْ القريبُ الآخر أن يتزوّجني وتنازل رسميّاً عن حقّه لبوعز. كان الربُّ قد وجَّه مجرى المفاوضة الى نهايةٍ حميدة.

كَم اغتنَيْتُ! وَجَدتُ عند بوعز ما لم ولن أَجده في موآب. وجدتُ وطناً حقيقيّاً وحمايةً أكيدة وشريك حياةٍ يخاف الله وحياةً حافلة بالبركات. منحنا الربُّ ابناً أسمتْهُ جارات حماتي نُعمي «عوبيد» ما معناه: عبد أو خادم الرب. قدرتُ بكلّ فرحٍ أن أهتف مع نساء بيت لحم وأقول: «مباركٌ الرب»! أجل، مُباركٌ اسمُ الربّ! إنَّه قادني بطريقة تستحقُّ الإعجاب. رسم أفضل خطَّةٍ لحياتي ونفَّذها أيضاً في كلّ ما حصل لي. أشهد من صميم قلبي وأقول: مَن يلوذ بالربّ يجد ملجأً يلجأُ إليه وينال تعزيته وملءَ البركات في حياته.

يخبرنا الكتاب المقدَّس في سفر راعوث أصحاح 4 عدد 17 بالّشيء المهمّ التالي: «عوبيد أصبح أبا يَسّى، ويَسّى أبا الملك داود». وهكذا أصبحتْ راعوث الموآبية، التي كانت مجهولةً قبلاً، أُمَّ جَدِّ الملك داود، وبالتالي الأُمَّ الأُولى لِيَسوع.

مسابقة الفصل الثاني «راعوث»

أيها القارئ العزيز،

إن تعمّقت في قراءة هذا الكُتيّب تستطيع أن تجاوب على الأسئلة بسهولة. ونحن مستعدون أن نرسل لك أحد كتبنا الروحية جائزةً على اجتهادك. لا تنسَ أن تكتب اسمك وعنوانك كاملين عند إرسال إجابتك إلينا، داخل المظروف، وليس خارجه فقط.

  1. ما هي الأسباب التي دَعَتْ راعوث لترافق حماتها؟

  2. بماذا ساهَمتْ راعوث لتأمين المعيشة؟

  3. كيف بَدَتْ عناية الله براعوث ونُعمي؟

  4. ماذا يؤثِّر عليك في حياة راعوث؟

  5. لماذا احترم بوعز راعوث؟

  6. لماذا كان زواج راعوث الثاني ضرورياً؟

  7. أيّة نتائج بعيدة المدى حصلتْ من طاعة راعوث؟


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D-70007
Stuttgart
Germany