العودة الى الصفحة السابقة
المسيح قام حقاً قام

المسيح قام حقاً قام

عبد المسيح واسكندر جديد


Bibliography

المسيح قام حقاً قام. عبد المسيح واسكندر جديد . Copyright © 2006 All rights reserved Call of Hope. الطبعة الأولى. 1972. SPB 4371ARA. English title: Christ is Risen - He is Really Risen!. German title: Christ ist wirklich auferstanden!. Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 70007 Stuttgart Germany http: //www.call-of-hope.com .

الموت يحكم الكل

يحصد الموت البشر بمنجله، كما يحصد الزارع السنابل المذهّبة. وتقول الإحصاءات إن عدد الذين يموتون بحوادث السيارات، يفوق عدد قتلى الحروب. في عالمنا الأرضي، لا راحة بال للبشر، ولا ضمان لمخلوق. كلنا نسرع إلى لقاء الموت. وكل فرد يحمل بذر فساده في نفسه. كل ألم أو وجع يدّل على نهايتنا القريبة. وأكثر من هذا يتسبب الناس لأنفسهم بموت أسرع، بالهموم والغضب والاختلافات والبغضة والكراهية وشره الأغنياء، وإملاق الفقراء. والحروب العالمية أكبر دليل على أن الناس يسيرون بأنفسهم إلى الفناء. فهل صرنا خدام الموت، لا رسل الحياة؟

لماذا نعيش؟

هل نولد للموت؟

لا يقدر الموت أن يكون النهاية بالنسبة للإنسان والكون؟ فكل دين ومذهب وحزب وتعليم هو باطل، إن لم يجاوب بكل وضوح عن سلطة الموت. ففي الانتصار على قاتل الحياة، تظهر قدرة المذهب واضحة.

هل فكرت مرة في سبب الموت؟

لماذا على المرء أن يعبر في «أرض ظلال الموت» (متى 4: 16).

إن الله القدوس يحذرنا جلياً بكل ميت يموت، مبيّناً أن «أجرة الخطية هي موت». فلسوف تموت لأنك خاطئ.

كلنا نعيش بعيدين عن الله، خالين من مجده، غارقين في أنانيتنا وأكاذيبنا. فالعصيان ضد هدى الله، والثورة المضادة لجلاله، هي السبب الحقيقي لموتنا. وأنه لمن الأفضل، ألاّ ننوح ونولول على كل من يموت، بل الأَولَى أن نلطم صدورنا معترفين إلى القدوس بالقول: «اللهم ارحمني أنا الخاطئ. لا تقتلني لأجل خبثي. إفدني من سلطة الموت».

لماذا مات المسيح؟

سرّ الموت لا يتوضح أمامك، ما لم تنظر إلى المسيح المقام من بين الأموات. لأنه قد مات حقاً، ودُفن فعلاً، رغم أنه لم يرتكب خطية، وكان ملء روح الله فيه دوماً. فمن ينكر موت المسيح، لم يدرك إنسانيته بعد، لأن دمه قد سُفك على الصليب. ولما طعنه الجندي الروماني بالحربة في جنبه، سال دم وماء منفصلان، علامة على ابتداء تفسخ الجسد. فمات المسيح حقاً، وفقاً للنبوات التي أعلنت ذلك من قبل، وتحقيقاً لما قال هو إنه سيحدث له.

ولكن من يتعمق في كلماته القوية وسيرته المقدسة، يدرك سريعاً أن موته على الصليب لم يكن موته الخاص، بل موتنا نحن، الذي احتمله عوضاً عن كل الناس، كفارة عنهم. فلم يمت المسيح لأنه خاطئ فانٍ، بل لأنه أحبنا. فاجتذب موت كل الأنام إلى قلبه، وغلبه بملء حياته.

لقد اختبر المسيح أوجاع موتنا، ولا شيء مُسبِّبه. فقد ذُبح نيابة عنا، كحمل الله القدوس، لأنه حمل في محبته المقتدرة خطية العالم، وصالح كل الناس مع أبيه. ومن يؤمن بموت حمل الله المكفر للخطايا، يتبرر ويتقدس إلى الأبد. المسيح حمل خطاياك وناب عنك في احتمال دينونة الله. فمات لأجلك ليقرّبك إلى الله بعد أن كنت بعيداً، ويطهّرك من نجاساتك إن آمنت بموته وقيامته.

كان موت المسيح مصارعة ابن الله مع موتنا. لأن رئيس الحياة تقدم إلى شبح الموت. وسمح له أن يميته عوضاً عنّا لآلام قاسية. فعرّض المسيح جسده الإنساني، لكي يستخلص كل حقوقه في خطايانا، ويدان بنفس الوقت بواسطة محبة الله المتجسدة. فلم يخضع المسيح للموت، بل أمات موتنا بموته على الصليب.

بقي ابن الله قدوساً في كل لحظات حياته، وظل محباً على الصليب وراجياً، في الفترة التي قضاها في القبر. وكان المحبة المتجوّلة، والحق المتأنّس، والرحمة المتجسّدة. فملء مجد الله حضر في الإنسان يسوع، الكائن مع أبيه السماوي بالوحدة الإلهية، حتى أن من يرى الابن يسوع يرى الله الآب. والقادر على كل شيء، حلّ في ابنه الممزق والمستهزأ به. فإن كتب اليوم الملحدون والماديون والوجوديون في سطحيتهم أن الله قد مات، فهم لا يدركون أنهم بقولهم هذا، الذي يطلقونه جزافاً وتجديفاً، إنما ينطقون بأعمق الحقائق عن فدائنا. لأن ابن الله القدوس مات عوضاً عنّا، لكيلا يجد الموت سلطة علينا. والله القدوس نزل في حبيبه إلى أسفل درجة من كوننا، ليفدينا من موتنا. والروح القدس في المسيح، احتمل آلامنا ووساخة خطايانا وغضب القدوس علينا، وطهّرنا لكي نعيش إلى الأبد في فرح وابتهاج.

إن محبة الله، هي أعظم من منطقنا الدنيوي، وتظل مخفية عن العقل المفتش، وتظهر كجهالة عند حكماء هذا الدهر. ولكن من يدخل إلى مدرسة روح الله، يختبر حقيقة الله، وسلامة بره الذي يفوق عقلنا، ويشمل كل العوالم والقوى والحقوق حتى الأموات والأواح إلى الأبد.

المسيح بشّر الأموات في هوَّة الموت

لم يظل ابن الله في قبره جامداً، برائحة فاسدة كجثث الأموات. ولم تته نفسه باضطراب في أحضان الموت، لأن ضميره لم يبكته على خطية ما، ولم يسمح بره الكامل للشيطان بحق فيه. لهذا قام المحيي الخالق رأساً بعد وصوله إلى القبر واجتاز بين طبقات الراقدين، وبشرهم بإنجيل نعمة الله، ليقبلها المستعدون فيهم للإيمان.

وبينما كان المخلص الرحيم يفتش عن المحرومين من كلمة النعمة في العصور السابقة، كان اليهود يحتفلون بعيد الفصح، ليربحوا رحمة الله بذبائحهم وصلواتهم وطقوسهم وأعمالهم الصالحة، لكنهم بقوا عمياناً في عبودية الناموس والموت. ولم يدركوا العصر الجديد لبرّ الله المجاني، لكل من آمن بالفادي. أما موعظة المسيح الفريدة للأموات فإنها تعلمنا بوضوح أن الأموات غير قادرين أن يعملوا صلاحاً لأجل تبريرهم. إنما من آمن منهم بإنجيل المسيح فقد خلص. وهكذا فالإيمان وحده يفتح لك باب الحياة الإلهي.

لقد أقام المسيح ببشارته الفريدة بعض الأموات من سباتهم في الخطايا، وأقامهم إلى الحياة الأبدية بواسطة الإيمان. وبنفس الطريقة فإن المرتفع القدوس يسكب روحه على الأحياء في دنيانا، حتى اليوم، ويرسل رسله إلى العالمين. لتخترق كلمته الفعالة قلوبهم القاسية، ويخلق إنجيله فيهم الحياة الأبدية.

والمسيح يدعوك شخصياً للخروج من سلاسل كبريائك، إلى حرية تواضعه، ويحررك من اتكاليتك على صنم المال إلى ثقة ثابتة في أبيك السماوي. وكلمة الصليب، تدين اعتزازك الخاص، وتدفعك لتعترف بخطاياك القبيحة، لكي تبغض آثامك، وتشتاق إلى حياة الله في القداسة والطهارة والاطمئنان.

وكما أن كرازة المسيح الفريدة في أودية الموت سبقت قيامته هكذا تصلك اليوم بشارة حياة الله، لكي تقوم من رضى نفسك، وتلبس قوة الخلاص وتسلك في محبة فاديك. أتسمع صوت يسوع الحنون وهو يناديك ويقول لك: «ٱسْتَيْقِظْ أيُّهَا ٱلنَّائِمُ وَقُمْ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ ٱلْمَسِيحُ» (أفسس 5: 14) وتحل حياته فيك وتأتي بثمر كثير، لمجد اسمه القدوس.

قيامة المسيح

حسب إنجيل متى (الأصحاح 27: 57-28: 1-10)

«57 وَلَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ، جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ ٱلرَّامَةِ ٱسْمُهُ يُوسُفُ - وَكَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ. 58 فَهٰذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَر بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى ٱلْجَسَدُ. 59 فَأَخَذَ يُوسُفُ ٱلْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ، 60 وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي ٱلصَّخْرَةِ، ثُمَّ دَحْرَجَ حَجَراً كَبِيرً عَلَى بَابِ ٱلْقَبْرِ وَمَضَى. 61 وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ ٱلأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ ٱلْقَبْرِ. 62 وَفِي ٱلْغَدِ ٱلَّذِي بَعْدَ ٱلاسْتِعْدَادِ ٱجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ 63 قَائِلِينَ: يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذٰلِكَ ٱلْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. 64 فَمُرْ بِضَبْطِ ٱلْقَبْرِ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ ٱلضَّلاَلَةُ ٱلأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ ٱلأُولَى!» 65 فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اِذْهَبُوا وَٱضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ». 66 فَمَضَوْا وَضَبَطُوا ٱلْقَبْرَ بِٱلْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا ٱلْحَجَرَ.

1وَبَعْدَ ٱلسَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ ٱلأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ ٱلأُخْرَى لِتَنْظُرَا ٱلْقَبْرَ. 2 وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلَكَ ٱلرَّبِّ نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ ٱلْحَجَرَ عَنِ ٱلْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ. 3 وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَٱلْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَٱلثَّلْجِ. 4 فَمِنْ خَوْفِهِ ٱرْتَعَدَ ٱلْحُرَّاسُ وَصَارُوا َأَمْوَاتٍ. 5 فَقَالَ ٱلْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ ٱلْمَصْلُوبَ. 6 لَيْسَ هُوَ هٰهُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا ٱنْظُرَا ٱلْمَوْضِعَ ٱلَّذِي كَانَ ٱلرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ. 7 وَٱذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى ٱلْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا». 8 فخَرَجَتَا سَرِيعاً مِنَ ٱلْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ، رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ. 9 وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. 10 فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي»

كيف قام المسيح من قبره؟

يظن بعض القراء أن الملاك نزل من السماء ودحرج الحجر عن القبر، لكي يقدر المسيح أن يخرج من سجنه. إن القادر على كل شيء لم يحتج إلى مساعدة، بل أرسل ملاكه عوناً للنساء الضعيفات ليفتح لهن القبر الفارغ، فيتحققن فجر عجيبة القيامة. فملاك الله أزاح الحجر، وشتت الحراس، ليتيح للسيدات أن يتمكنَّ من رؤية القبر الفارغ (مرقس 16: 1-8).

وكما كان طفل المذود، مضجعاً في أقمطته، علامة لتجسده المتواضع، فهكذا كانت الأقمطة واللفائف المربوطة والمحبوكة في القبر الفارغ، علامة واضحة لقيامته المنتصرة. فجثته دُفنت يوم الجمعة، بعدما لُفت بأكفان ولفائف، ودُهنت بالأطياب، حتى أصبحت الأكفان لاصقة بالجسد. وهذه الأكفان، المتيبسة من جراء الدهونات، عندما فارقها وقام منها، بقيت غير ممزقة، كأنما هي شرنقة خالية بعد مفارقة الفراشة لها، وانسلالها منها (يو 20: 5-7 ولو 24: 12).

وقد انطلق المسيح من أربطته بهدوء وتسرب من القبر المختوم وصخوره الصلدة، لأن المقام جسد روحي غالب المادة تماماً. وهكذا استطاع أن يدخل الغرف المقفلة مخترقاً الجدران كما يتسرّب شعاع عبر زجاج النوافذ. وبنفس القدرة استطاع التخفي والخروج كما تجلى للتلميذين على طريق عمواس وتعشى معهما، ثم اختفى عنهما. فظهر لما أراد، واختفى حيثما شاء. لأنه غلب كل الأثقال المادية، والحواجز الدنيوية.

إن الله روح، وابنه رجع إلى مجده الأصلي المجيد، وهو النور والمحبة والروح.

ونعترف بنفس الوقت مع الكنيسة الأولى أن المسيح ليس روحاً بلا جسد، ولا شبحاً متجولاً، بل هو جسد وروح معاً وقد بان للعيان، وتكلم للآذان، ولمسته الأيدي، وأكل وشرب مع تلاميذه. وكان له أسنان وعينان. ولبس ثوبه، وتصرف كإنسان عادي. فالتلميذان لما رأياه حسباه رجلاً من أبناء الشعب. والطبيب لوقا أثبت خاصة في إنجيله أن المقام من بين الأموات كان له جسد كامل، مع أنه النور الحق والمحبة الصافية.

إننا نعترف بجسد المسيح الروحي، الذي هو رجاء قيامتنا الخاصة. فجسدنا البشري الفاني سيتغير في القيامة إلى جسد روحي أبدي. ومع هذا التغير ستظل العلامات الخاصة في شكل الإنسان وملامحه وسماته الروحية، كما بقيت آثار المسامير في جسد المسيح،علامة واضحة لفدائه وحقيقة شخصيته.

لم يقم المسيح كشبح أو في الحلم، بل حقاً قام. لقد استخلص جسده من الموت، ولم يكتف بنفسه الحية، أو بمجده النوراني الروحي. ولكنه قام جسدياً أيضاً، ويجلس اليوم عن يمين أبيه، إنساناً حقاً، وإلهاً حقاً، في جسد مجده، عربوناً لرجائنا.

عشية يوم قيامة المسيح كما هي في إنجيل يوحنا (الأصحاح 20: 19-21)

«19وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ ٱلأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ ٱلأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ ٱلتَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوع وَوَقَفَ فِي ٱلْوَسَطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ». 20 وَلَمَّا قَالَ هٰذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ ٱلتَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا ٱلرَّبَّ. 21 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «سَلاَمٌ لَكُمْ».

لقد صالحنا المسيح مع الله

لو لم يقم المسيح من بين الأموات، لما عرفنا أن العالم قد تصالح مع الله، أم لا. أما الآن فقد قام المسيح من بين الأموات وبرهن بقيامته أن الله القدوس، قبل ذبيحته الفريدة. فالقيامة هي البرهان القاطع للخلاص التام. لو ارتكب المسيح أقل هفوة من الخطأ، فكراً أو عملاً لكانت حياته وموته باطلاً. لأنه كان ينبغي لحمل الله أن يبقى بلا لوم. فالمصلوب أحبّ أعداءه، وآمن بمحبة الله الغاضب على ذنوبنا، مستودعاً روحه بين يديه. فظل بلا لوم، وإنما متطوعاً لأن يتحمل غضب القدوس ودينونته على العالم. والآن فإننا نعلم بيقين بوساطة قيامة ابن الله الذي دُفن، أن الله قد قبل موته الكفاري بالنيابة عنا. ونتأكد أن المصالحة قد تمّت على أكمل وجه.

فالكلمة الأولى التي فاه بها المقام من بين الأموات عند ظهوره لتلاميذه هي: «سَلاَمٌ لَكُمْ» (لوقا 24: 36). وكنائبنا في عرش الله، ورئيس الكهنة الذي أكمل الصلح مع القدوس بدمه وذبيحة نفسه، بشّرنا بهذا الفرح العظيم. إننا نجد رسالة عيد الفصح ملخصة في تحية رئيس الحياة القائل: «سلام لكم». وبهذه المصالحة وصل عيد الفصح إلى تمام معناه الحقيقي. لقد وهب الله لليهود المستعبدين في مصر قبل ثلاثة آلاف وأربعمائة سنة حمل الفصح، ليس لصلاحهم، بل لأنهم آمنوا بقوة دم الحمل، حسب كلمة الرب، ودهنوا قائمتي الباب والعتبة العليا بدم الحمل المذبوح، فنجوا من غضب الله.

كان هذا هو المعنى الأصلي لعيد الفصح، إن دم حمل الله يحفظنا من غضب القاضي الأزلي. فمن يعش تحت رش دم المسيح، يظل في سلام الله الأبدي. وبدون هذا الدم، ليس لنا قدوم إلى الله. ولكن في المسيح أصبحنا أبراراً وقديسين، ومستحقين لنقترب من القدوس. فدم حمل الفصح، هو كنز الكنيسة. ولو لم يوجد هذا الدم لما وجد أيضاً إيمان ولا محبة ولا رجاء.

وعندما منح رئيس الحياة أتباعه التائبين امتياز العشاء الرباني وأوضح لهم أن الإنسان لا يقدر على العيش مع الله في العهد الجديد إلا في شركة مقدسة مستمرة مع حمل الله المذبوح. وكما كان على أهل العهد القديم أن يأكلوا لحم الفصح ليجدوا حماية من غضب الله لأجل حلول الذبيح فيهم، هكذا بمعنى أسمى أمر المسيح تلاميذه أن يتناولوا الخبز والخمر في العشاء الرباني قائلاً: «ٱشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، لأَنَّ هٰذَا هُوَ دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا» (متى 26: 26-28) فكما يدخل الخبز والخمر إلى جوف الإنسان، هكذا بطريقة روحية يريد المسيح أن يحل في قلوب المؤمنين به، وهذا الحلول يتم روحياً بالإيمان عندما تؤمن بأقوال يسوع وتتعمد على اسمه وتأكل رَمْزَي العشاء الرباني مؤمناً به. فكل إنسان لا يسكن المسيح في قلبه ويعيش بدون مسحة الروح القدس، لا يجد حماية من غضب الله على خطاياه. ولكن كل من يثبت في المصلوب الحي، ويرتبط مع حمل الله في العهد الجديد، يعيش إلى الأبد مسروراً ومحفوظاً في حماية الذبيح الذي يضمن لنا السلام مع الله القدوس.

المسيح هو المنتصر

الناس جميعاً بالطبيعة أسرى خطاياهم، ويتورطون في حبال تجارب الشيطان، ومحكوم عليهم بالموت. وبينما تهاجمهم الخطية والموت والشيطان، فإن غضب الله واقع عليهم. فالإنسان بهذه الحالة، يقع في اليأس والتشاؤم لأنه غير قادر أن يخلص نفسه بنفسه من هذه القوى والسلطات.

أما الآن فقد أتى المسيح إلى عالمنا ليحرّرنا من سلطة الخطية وشبح الموت ومكر الشيطان. وزيادة على ذلك، فقد حررنا من غضب الله. فلم يبشر مخلص العالم بهذه الحرية كنظرية فقط، بل أثبتها بكيانه كغالب حق، لأن الخطية لا تجد عليه سلطة. والشيطان يرتجف منه. والموت منهزم أمامه.

تعمّق في سيرة المسيح، ترى كيف أنه لم يوافق أو يقع في خطية ما. والحاكم بيلاطس شهد له عدة مرات، أنه بلا لوم ونفس الرأي صدر عن مجلس الشيوخ الديني قبلاً. كما أن اللص المصلوب عن يمين المسيح أدرك الألوهة المستترة في محبة القدوس الغافرة ذنوب المستهزئين به، فإن المسيح هو الطاهر الظافر على كل الذنوب وشبه الذنوب. ومن يؤمن به يشترك بطهارته القدوسة.

ومما لاريب فيه أن الشيطان جرب ابن الله بكل كذب ومكر وقباحة وعنف وعذاب، ليبعده عن الطريق المباشر المستقيم إلى الصليب. واستخدم حتى بطرس ويهوذا، ليثني عزم المخلص. وكل الأبالسة دفعوا اليهود المبغضين ليهلكوا المسيح بعارهم. ولكن المصلوب غفر لهم خطاياهم بالتواضع، وصلى في عاصفة الآلام آيات المزامير لأن شعوره الباطني، كان مملوءاً بكلمة الله، فلم يجد الشيطان سلطة عليه، حتى في ساعات الغيبوبة على الصليب، لأن المسيح كان المحبة المتجسدة. فتواضع المسيح غلب استكبار الشيطان. ومن يمتلئ بروح حمل الله يشترك في موكب انتصاره، ويتحرر من كذب الشيطان وقدرته، ويظل محفوظاً في رحاب ملكوت المسيح.

وغلب المسيح أيضاً العدو الآخر، ألا وهو الموت. فجسد المصلوب مات لأجلنا، ولكن حياته الأبدية بقيت أبدية لأنه أبدي. فطلب رئيس الحياة جسده المعذب من قاتل كل الحياة، وقام جسدياً. فقيامته تدل دلالة قاطعة على أن وداعته أعظم قوة في العالم،لأن الموت لم يجد قوة وحقاً فيمن يمتلئ بثمار روح الله.

والكنائس الشرقية بحق مؤكد، تسمي احتفالها بقيامة ابن الله «العيد الكبير». لأن هذا الحدث العظيم قد أعلن لنا سلامنا مع الله، وبداية موكب انتصار المسيح الجالب وراءه كل أعدائه أسرى منكسرين. بينما أتباعه المؤمنون يتبعونه بهتاف وتهليل، لأنّه أشركهم بإيمانهم بقوته المنتصرة.

المسيح حاضر معنا

منذ أن دخلت الخطية إلى العالم والإنسان يتألم من ابتعاده عن الله. وكل ضيق في الكون، يصدر من هذا الابتعاد المبدئي عن مصدر الحياة، الذي سببناه بخطايانا.

أما وقد أتى الله المحب في المسيح إلينا، وعاش بيننا وصالحنا مع نفسه في المحبوب، فأصبحنا نحن الأعداء الخطاة، أعضاء أبرار بالمسيح. ولم تقدر سلطة في العالم، أن تقاوم مجيء الله إلينا في ابنه يسوع، ولا قوة ولا روح، يقدر أن يبطل بقاءه معا.

فخلاصنا المؤسس على الحق والمتمم على الصليب، ظهر جلياً في قيامة المسيح لنعرف ونتأكد، أن ابن الله ماكث معنا وثابت فينا. المسيح، يعرفك، ويراك، ويعرف أفكارك من بعيد. وقد احتمل تجاربك، ويكشف قلبك الغبي الشرير، ويتألم منك ويحبك.

إنه قريب منك، ويخلصك، ويلفت نظرك إلى الإنجيل، لتنال قوة للحياة الأبدية. وبدون تعمق في كلمة الله، لا يكلمك المسيح. ولكن إن سمعت لكلمته في الإنجيل، يعزيك ويؤكد لك، إن خطاياك مغفورة إلى الأبد. وروحه القدوس يوضح لك شركته معك، ويسبب لك الفرح والاطمئنان في حضوره.

والفرح الكبير وجوهر القيامة هو أن المسيح حي وموجود وحاضر. وهو ليس في القبر، ولم يفن، بل قام. فجلوس المسيح عن يمين الله وحضوره معنا بل حلوله فينا يسبب ابتهاجاً ويدفعنا للشكر. المسيح حي. فمن لا يتعزّى؟

فأنت لست وحيداً حيثما أنت، ولا متروكاً حيثما اتجهت. وأنت تجتمع مع الإخوة للصلاة في تواضع، يحق لك وعده العظيم: «حَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِٱسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ» (متى 18: 20).

إن حضور الله بين الناس هو سلطان المؤمنين منذ قيامة المسيح. فهو يمنعك من كل خوف، لأن حضوره أقوى من كل ضيق أو مرض أو موت. إنه يضع يده على رأسك، ويقول لك: «لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِٱسْمِكَ.أَنْتَ لِي» (إشعياء 43: 1). وحتى إن مشيت في وادي ظل الموت، لا يفارقك، بل يمكث معك ويقودك إلى ملء حياته. لأن ليس نهاية لقدرته. آمن بحضور المسيح معك اليوم، واشهد جهراً بخلاصه تشترك في نصرته الكاملة.

إيمانك خلّصك

ربما يطفو من قلبك سؤال: ماذا تنفعني قيامة المسيح؟ هو ابن الله، وأنا خاطئ. هو يعيش أبداً، ويظل قوياً قدوساً، وأما أنا فمذنب ضعيف. وجواباً على ذلك ندلك على قوة المقام، ونشهد لك حتى لا تشك في محبة المسيح. لأنه لم يمت لنفسه، ولم يقم لذاته، بل لك ولنا جميعاً. فقصده أن يسكب حياته وقوته وروحه فيك. المسيح يريد أن يسكن فيك، لتبتدئ ثورة محبته في نفسك، ويغيّرك إلى ما وصفه الرسول «بإِنْسَانَ ٱللّٰهِ» (1 تيموثاوس 6: 11).

والطريق لهذا الاتحاد الروحي مع المسيح هو الإيمان وحده. فإيماننا ليس فكراً أو علماً وإرادة فحسب، بل التصاق شخصي بالمقام من بين الأموات. فليس شعورك أو فهمك هو ركيزة إيمانك، بل اتصالك بالمسيح روحياً بأن تضع يدك بيده المثقوبة، فيعاهدك عهداً جديداً أبدياً.

هل اتحدت مع المسيح؟ لقد بذل نفسه لأجلك. أتسلّم نفسك له؟

تجاسر يا أخي وتقدم إلى ابن الله معترفاً بذنبك، وطالباً تطهيراً شاملاً، فيقبلك، ويقدسك، ويشملك برحمته، ويحييك بقوة قيامته.

ولا تنس أن موت حمل الله قد أوجد امتيازاً لك لنيل حياة الله. لا يقدر إنسان أن يعيش في قرب الله، أو يتسلم تيار حياته، لأننا مذنبون. لكن الآن قد بررك المسيح بموته، وينوب عنك أمام الله منذ قيامته. فهو شفيعك الأمين، ووسيطك المقتدر، ورئس الكهنة القدوس. فمن يتحد بالإيمان بالمنتصر على الموت وجهنم يعش إلى الأبد. وقوة المسيح تجري فيه، لأنه منذ غفرت الخطايا على الصليب، تستحق نيل الحياة الأبدية ولا تتسلم هذه الحياة الإلهية لأجل استقامتك أو صلواتك الحارة أو أعمالك الصالحة، ولا لأجل تضحياتك القيمة، بل لأجل دم الحمل وحده. أنت خاطئ أثيم، في حقيقتك، وهالك وشرير مغتصب في جوهرك. ولكن إن آمنت بتبريرك بدم الحمل، تحل حياة الله فيك، وتقوم نفسك الميتة، ويطهر ضميرك الملوث، ويمتلئ فؤادك بسرور أبدي. فغفران خطاياك هو السبب للحياة الأبدية فيك. وموت المسيح أوجد لك نصيباً في حياة الله. وقيامته تنعشك إلى رجاء لا يخيب ولا يضمحل.

هل الحياة الأبدية ساكنة فيك؟

هذا أهم سؤال في حياة الإنسان: هل تجد عندك الرجاء الأكيد للحياة الأبدية؟ وهل حل الله القدوس في نفسك؟ هل انتقلت حقاً من جوف الموت إلى ملكوت الحياة؟ كثيرون يجيبون على أسئلة كهذه بكلمة ربما، إن شاء الله! ولكن هذا الجواب لا يكفي أبداً. وفكرة أن الحياة الأبدية تبتدئ بعد الموت غلط أيضاً. لأن الحياة الأبدية هي قوة الله الحالّة اليوم في كل متبرر بواسطة دم المسيح. فلا يسبب الموت حياتك، بل الروح القدس، هو الذي يحل فيك، وينعش ضميرك الميت، ويدلك على المسيح حمل الله، ويعزيك ببرّه الكامل في غفران الخطايا.

والروح القدس لا يضج ولا يصخب إذ يحل فيك. والقيامة من بين الأموات في الخطايا تحدث أحياناً بهدوء دون أن تلاحظها. وهي بواسطة إيمانك بالمسيح تتم، ويتمركز الروح القدس في قلبك. وهذا ما يشهد به الإنجيل مئات المرات. إنه بواسطة الإيمان بالسيح تكون فينا الحياة الأبدية. ومما لا شك فيه، أن كل المؤمنين بالمسيح، ينالون الحياة الأبدية اليوم، لا غداً. ومن يقرأ الكتاب المقدس، ويؤمن بواسطة آيات الإنجيل في رئيس الحياة، يختبر قوة الروح القدس في قلبه المستعد. فنطلب إليك أن تتعمق في كلمة الله يومياً، لأنها مفعمة بالحياة الأبدية. تأمل بفرح في كلام المسيح وسيرته، لأنه ينبوع المياه الحية. ولا تقدر أن تنشئ حياة أبدية من نفسك. ولا نبي أو مذهب يقدر أن يساعدك إلا المسيح، فهو المخلص. ولم يقم أحد من بين الأموات إلا هو الحامل في نفسه ملء حياة الله. إنه المحيي الحق، فأسرع إليه، واطلب منه انسكاب روحه في قلبك الميت، فتمتلئ بمحبته، لأن حياته ليست إلا محبة.

كيف تبدو الحياة الأبدية فيّ؟

في المسيح ننال الحياة الأبدية. أدرس سيرته فتعرف فضائله وصفاته التي يضعها فيك. لقد أحب الخطاة ولم يكذب وعاش عفيفاً وديعاً متواضعاً ورحيماً بلا لوم. وقال لأعدائه الحق بالمحبة، ووبخ أصدقاءه لضعفهم ليخلصهم. فالروح الحق يفتح عينيك لجلال المسيح، لتعرف ماذا يبتغي روح الله أن يعمل فيك.

إنه يفتح فاك للصلاة، وقد كان الله بعيداً عنك من قبل ظاهراً لك كمهلك ديان. أما الآن، فأصبح القدوس بمصالحة المسيح قريباً منك، وتبناك. ويسكب من روحه فيك، لتولد ثانية من محبته. إفرح وتهلل لأن روح الله يعلمك أن تدعو الله أباك. لأن الحياة الأبدية، لا تصدر منك، بل منه بالحق. وابنه الوحيد يشركك في حقوقه وقواه وحياته، ويدعوك أخاً له، لأن أباه سكب حياته فيك. هل تتكلم مع أبيك السماوي، وهل تعرف محبته الحنونة؟ فالمسيح قد وهبك حتى القدوم إلى الله، فلماذا تتأخر يا أخي العزيز؟ والحياة الأبدية تظهر فيك كتعزية، لأن الروح القدس هو معزي فؤادنا. ومن يؤمن بالمسيح يدرك أن المصلوب قد محا ذنوبنا كلها بدمه. وحياة الله تؤكد لنا أنه صار لنا سلام مع الله، لأن تبريرنا قد تم. وجميع الناس قد تبرروا بموت ابن الله، ولكنهم لا يعلمون امتيازهم، حتى يؤمنوا بالمخلص، ويحل الروح القدس فيهم. لأنه لا يقين ولا إيمان إلا بهذا الروح.

فالروح القدس ليس إلاّ المحبة الإلهية. وتقدر أن تقول بدل الحياة الأبدية كلمة محبة. «اَللّٰهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي ٱلْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي ٱللّٰهِ وَٱللّٰهُ فِيهِ» (1 يوحنا 4: 16).

وإنك أيها الأخ تحتاج إلى كل حياتك الحاضرة، والتي في الأبدية لتفهم معنى هذه الآية، لأنها ممتلئة بمجد الله. ادرسها، وعشها واختبرها، فتعرف قيامتك حقاً من بين الأموات، لملاقاة ربك والشركة معه. هل تحب عدوك؟ هل تغفر لزملائك؟ إن الحياة الأبدية لا تعرف انتقاماً ولا بغضة ولا حقداً ولا رفضاً، لأنه كما الله يحب ويغفر ويصبر، هكذا يعيش المولود من محبة الله في ملء نعمة أبيه.

كل حياة أخرى خالية من المحبة هي ظلمة وجهنم ويأس. حياة الله وحدها هي الحقة. وإن كثيراً من الشبان يطلبون اليوم معنى لحياتهم ومستوى لتفكيرهم، فلا يجدونه، لأنه ليس فيلسوف ولا حزب، بقادر أن يمنحك حياة صالحة. المسيح وحده يستطيع هذا. لأنّ روحه يوقظك من الأموات في الذنوب والخطايا، وينعشك إلى حياته المقدسة. فليس الموت هو النهاية، كأن الوجود لا معنى له، بل نحيا دائماً وأبداً في شركة مع الله، في المسيح يسوع. والموت لا يفصلنا عنه بتاتاً.

لماذا يموت المسيحيون رغم ثبات الحياة الأبدية فيهم؟

قد يخطر في بالك، بفعل وسوسات الشيطان، أن تسأل نفسك ماذا تنفعني الحياة الأبدية، إن طمرت وأهيلت فوق جسدي الميت كتل الحجارة والتراب؟ كذلك كل القديسين يموتون، وتفسد جثثهم وتأكلها الديدان، فأين إيمانهم وحياتهم الأبدية؟

هل بلغك خبر المسيحيين الأولين حين حفروا قبورهم حول الكنيسة، وحين اجتمع المؤمنون المضطهدون في روما في سراديب مدينة الأموات تحت الأرض؟ فإن بعض الكنائس مبنية حتى الآن على القبور. لأننا لا نخاف من الموت لأجل إيماننا في المسيح، ولا نخاف من الأموات لأننا أحياء، وليس للموت حق فينا أو سلطان. إننا ندخل إلى القبر كما ندخل إلى غرفة مستقلة لتبديل الملابس. ونخلع جسدنا الفاسد، ونلبس الجسد المجيد. فديننا هو رسالة الرجاء التي تغلب التشاؤم واليأس والخوف. هذه هي المعرفة الخاصة في المسيحي، إنه يعيش اليوم في ربّه، ويطمئن فيه محفوظاً إلى الأبد. وقد كتب بولس الرسول الكلمة الجريئة قبل وفاته: قد قمنا في المسيح من بين الأموات، ونسلك الآن في جدّة حياته. وجلسنا معه في السماوات، فإيماننا بالمسيح يشركنا معه في مستقبله. واعترافك بخطاياك في التوبة والمعمودية يعني موتك ودفنك. ولكن إيمانك بصلب ابن الله وقيامته المجيدة يحررك ويقيمك إلى الحياة الأبدية. فهذا هو لب الإنجيل، أن المؤمن في المسيح قد قام من بين الأموات، ويسلك في ملء الحياة الأبدية.

افحص نفسك، ألا تزال ميتاً في الذنوب والخطايا، أو هل أقامك إيمانك بالمسيح من عبودية الشر والموت؟ فالروح القدس هو عربون الأبدية فيك وحيث تثبت في روح الرب وإنجيله المقدس لا يتغلب عليك أحد بغسل الدماغ، أو بتقطيع الجسد قطعاً وأجزاء، أو بالأكاذيب الخادعة، لأن روح الحق هو روح الحياة. ولن تموت إن ثبت في روح ربك. لا تتهرب من السؤال، هل تعيش أنت أبدياً اليوم، أو تمكث في عبودية الموت والخطايا؟ هل تمركز المسيح في قلبك، أو لا تزال أنانياً فاسقاً؟

كيف يعيش الأموات؟

لا نعرف كثيراً عن الحياة بعد الموت، لأن الله الأزلي أوجد في حكمته هوة عميقة بين الأحياء والراقدين. ومن يتجاوز هذا الفاصل ويتصل بالأموات والأرواح، يسقط سريعاً إلى اضطراب نفسي عظيم، وينال قصاصاً أليماً في الدينونة، ويفقد الحياة الأبدية، ويرتبط بالموت والأرواح الشريرة.

والمسيح يؤكد لنا أن الله ليس إله الأموات، بل إله الأحياء وهذا يدل على أن مؤمني العهد القديم، كإبراهيم وموسى وإيليا، هم ممتلئو الحياة الأبدية والمجد، وقد ظهر موسى وإيليا للمسيح على جبل التجلي. وإبراهيم رأى ولادة المسيح (يوحنا 8: 56)كما ارتاح لعازر المسكين في حضن إبراهيم (لوقا 16: 22).

وقد أخبرنا المسيح، أنه في الآخرة، لا يوجد رجال ونساء بل المؤمنون به سوف يشبهون ملائكة الله المجيدة، الذين يخدمونه بفرح وحمد.

والأساس والسبب الجوهري لراحة المؤمنين في المسيح أنه طهر ضمائرهم بدمه، وعزى ذهنهم بروحه. هل تأكدت من غفران خطاياك؟ وهل ثبت في محبة الله عملياً، وسلكت في طهارة روحه، وصرفت أيامك بالاستقامة؟ ارجع إلى المصلوب وتب نادماً على آثامك، لكي يطهّر دمه شعورك الباطني وتغلب محبته خبثك. لأنه بدون حياة الله الموهوبة للمؤمن، لا تجد راحة في هذه الدنيا ولا في الآخرة. وبر المسيح يبررك إلى الأبد، إن قبلت تبريره المنعم عليك.

لكن ما هي حالة الأموات بدون المسيح؟ إنهم لم ينالوا غفران خطاياهم، ولم يحفظوا من شكاوى الشيطان وتعذيبه. لذلك يتجولون مضطربين في فيافي الخوف. ولا يجدون راحة لأنفسم فكأنهم في جهنم، محرومون من الله ويعيشون في ندامة أبدية. ولا يقدرون أن يموتوا رغم تشوقهم للفناء. فيظهرون كأرواح شريرة، لأنه ليس إنسان صالحاً في نفسه. وشره يشهر ظاهراً بعد القبر. وكل من لا يتجدد بفداء المخلص، يبدو في جوف الموت روحاً نجساً. لأن من لم يمت عن كبريائه في اعتراف خطاياه فهو لم يقم في المسيح إلى الحياة الأبدية. ولكن «مَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ» (مرقس 16: 16).

ولا تنس إلى الأبد أن إيمانك خلصك، وليس أعمالك الصالحة. إنّ المسيح قد دعاك بنعمته من بين الجماهير الميتة في الذنوب، ونقلك إلى ملكوته وقوته وحياته. وكلمة الكنيسة لا تعني إلا شركة الأحياء في روح المسيح، الذين انتشلوا من سلطة الموت بواطة كلمة الله الحية. هل أحيتك كلمة المسيح، وحفظتك نعمته في الحياة الأبدية؟

ولسوف تختبر بعد موتك أن رحاب المسيح حقيقية. وهناك يعيش المؤمنون في منازل أبيهم. وقد صعد المسيح إلى أبيه، وشهد لنا بكل وضوح قبل انطلاقه بوجود وطننا السماوي. فمكانك عند الله جاهز، إن ثبتّ في المسيح. ويريد ابن الله أن يجتذبنا إليه لأنّه يحبنا، وجعلنا بواسطة روحه القدوس أعضاء جسده. وجسد المسيح الروحاني هذا، هو سرّ نصرنا فليس المسيحيون أفراداً فقط، بل يخصون شركة القديسين. وماتوا عن أنانيتهم الفاسدة، ويثبتون في المحبة الإلهية. وهذه المحبة أبدية، ولا تسقط أبداً. وبدون هذ الشركة في المحبة وتواضع المسيح، لا توجد حياة أبدية في الإنسان.

وكما أننا في الموت نبقى مرتاحين في المسيح، هكذا نقلنا إيماننا بالفادي من ضيق العالم إلى سلامه، كقوله، الذي يلخص تعليمه في إنجيل يوحنا: «لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي ٱلْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ،وَلٰكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ» (يوحنا 16: 33).

لاحظ من العهد الجديد العبارة «في المسيح» فتدرك سر الحياة الأبدية. لأننا في المسيح أصبحنا مختارين مدعوين متبررين أحياء خداماً آتين بثمار روحية. ونموت وسنحيا فيه حتماً. فالمسيح المقام من بين الأموات، هو نفسه رحاب سلطان الله، وملكوته الذي نعيش فيه. إنه يتحقق في الناس العائشين في قوة الروح القدس، لأن كل روحاني يعيش في المسيح ويثبت فيه. ويشهد العهد الجديد لك أكثر من مائة وخمس وسبعين مرة أن كيان المؤمنين مضمون «في المسيح» فلست تحيا أنت، بل المسيح يحيا فيك، وقد أصبحت جزاً في المحب. «إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. ٱلأَشْيَاءُ ٱلْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا ٱلْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً» (2كورنثوس 5: 17). فمن يدرك سر جوهر جسد المسيح في إنجيل يوحنا ورسائل بولس، ويعيش في المحبوب، يمتلئ بالشكر والحمد والسجود، لأجل غنى الأبدية في المقام من بين الأموات. ولا تظنن أن الحياة الأبدية فيك، هي ملكك الخاص، بل تكون لك في شركتك مع المسيح، وفي شركة المؤمنين فقط. كما أن الخبز في العشاء الرباني يرمز لحلول المسيح فينا، ولكن لا يمكن لأحد أن يأكل الرغيف كله بل الجميع يشتركون فيه، ويشتركون في جسد المسيح.

هكذا نخص بعضنا بعضاً، كما أجزاء الرغيف المكسر. فالمسيح يوحد أعضاءه إلى وحدة المفديين وجيش المحبين، لأن حياته الأبدية ليست أنانية ولا انطوائية ولا متكبرة، بل وحدة ومحبة وخدمات، وشركة في التواضع والسرور.

هل اختبرت الحياة الأبدية؟ إنها تتحقق في شركة محبة القديسين، وتتسلسل في كل روحاني إلى الأبد. فمن يعيش في المسيح، يساهم في الكنيسة السماوية الحية، حيث تفرح الملائكة والقديسون بكل خاطئ يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة. وسحابة من الشهود تراقبنا، كيف نطرح الخطية المحيطة بنا بسهولة، ونحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع.

فوحدة أعضاء المسيح الراقدين، والذين لا يزالون عائشين بعد على الأرض، أقرب وأقوى وأكثر التحاماً مما نعرف. ولكن يجب علينا، ألا نتعبّد لهم ولا نطلب عوناً أو شفاعة من مخلوق ولو كان قديساً. كما أنك لا تتكلم مع يد أوعنق صديقك بل مع رأسه المفكّر. فمن الرأس وحده تجري القوى والأوامر والدوافع الإرادية. فلهذا نرتكب خطية إن اتصلنا بالقديسين الأموات، لأن المسيح وحده هو مخلصنا ومنجينا وربنا. إنه يستحق وحده ثقتنا ومحبتنا واتكالنا. ليست الكنيسة، ولا القديسون، ولا الأحبار، ولا الرهبان والشيوخ يخلصوننا بل المسيح رئيس الكهنة، الذي انقذنا من العالم، ويشفع فينا عند القدوس، ويديمنا بواسطة ابتهاله، ويقوي إيماننا بلطفه.

متى نقوم جسدياً وكيف؟ اقرأ أولاً (1 كورنثوس 15: 12-56)

من يحب المسيح يترقب مجيئه الثاني. وكما أن العروس تنتظر بشوق مجيء العريس، هكذا ننتظر مخلصنا الرحيم. وإن لم تنتظر العروس عريسها، فهي لا تحبه. هكذا المسيحي الذي لا ينتظر المسيح لا يحبه، ولا يثبت في الحياة الأبدية. ويكون إيمانه في خطر أن يضمحل ويسقط. هل تنتظر مخلصك ومنجيك ومنقذك؟ هل تؤمن بمجيئه الثاني؟

إنه سيأتي بمجد وسلطان عظيمين، ومعه الملائكة القديسين. فبمجيئه يبعث أجساد الراقدين المؤمنين من قبورهم. والقديسون الأحياء يتغيرون ويختطفون لأن شوق المسيح إلى كنيسته عظيم، بمقدار أنه يسحبنا إليه في مجيئه. وبينما ينوح ويرتجف الأنام الآخرون، نتقدم نحن المؤمنين نحو الذي نرى في يديه ورجليه آثار المسامير. وندرك بهذا أن الآتي المجيد هو المحبة الفادية.

المسيح هو باكورة الراقدين، وقد وضع في مؤمنيه الحياة الأبدية. في البدء خلق الله الإنسان على صورته، ففي مجيء المسيح سترجع صورة الله أبينا المجيدة إلى أجسادنا، لأن روح قوته عامل اليوم فينا، وحياتنا مستترة في ابنه. عندئذ يلبس جسدنا الشرّير المسكين مجد الله، كما أن المسيح قام جسدياً من الأموات. فقيامته رجاؤنا، وفي جسده الجديد ظهر ما سنكونه في مجيئه الثاني في مجد أبيه.

فمجيء المسيح هو هدف تاريخ العالم والتكميل لقيامته. عندئذ يرى كل الكون انتصاره على الخطية والشيطان والموت، وكيف أنه أوجد حصاده العظيم في جمعه المؤمنين. وإيمانهم ومحبتهم وسجودهم سيزيد مجده، كما اعترفوا في حياتهم الدنيا: المسيح قام -حقاً قام. وهم لم يعترفوا بقيامته المجيدة فقط، بل اختبروا قوته الإلهية شخصياً، واعترفوا مع بولس الرسول: قد قمنا في قيامة المسيح - حقاً قمنا. فمن يعرف هذه الجملة ويعيشها فقد وصل العيد الكبير فيه إلى هدفه الأسمى.

ونسألك يا أخي العزيز مرة ثانية: هل قمت في قيامة المسيح من بين الأموات؟ فإن فوزه على الموت يصير لك دينونة، إن لم تسلم نفسك له كاملاً ليملأك بحياته. آمن بمحبته، فيسكب حياته في قلبك، ويعيش فيك وأنت فيه. وعندئذ تعترف به مع كل جماهير المفديين، مشاركاً في عاصفة الحمد والشكر والتهلل والابتهاج.

المسيح قام - في المسيح قمنا

السؤال:

يقول البعض أنّ ظهورات المسيح بعد قيامته كانت مقتصرة على نفر من أتباعه أَفَليس من المعقول أن يكون هؤلاء قد لفّقوا خبر هذه الظهورات، وتبعاً لذلك تُضمُّ قصّة القيامة إلى مجموعات الأساطير؟

غ. م. س.

طرابلس - لبنان

هل المسيح قام حقّاً؟

بقلم إسكندر جديد

من المسلّم به أنّ الإنجيل لم يذكر أنّ يسوع بعد قيامته ظهر لأحد من خصمائه رؤساء الكهنة والكتبة والفرّيسيّين، الذين حكموا عليه، أو الجند الرومان الذين صلبوه. وإنّما اقتصرتْ ظهوراته على معشر تلاميذه ومُريديه. هكذا جاء في شهادة بطرس: «وَنَحْنُ شُهُودٌ بِكُلِّ مَا فَعَلَ فِي كُورَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَفِي أُورُشَلِيمَ. ٱلَّذِي أَيْضاً قَتَلُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. هٰذَا أَقَامَهُ ٱللّٰهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ، وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِراً، لَيْسَ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ، بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ ٱللّٰهُ فَٱنْتَخَبَهُمْ. لَنَا نَحْنُ ٱلَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ. وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ، وَنَشهَدَ بِأَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْمُعَيَّنُ مِنَ ٱللّٰهِ دَيَّاناً لِلأَحْيَاءِ وَٱلأَمْوَاتِ. لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ ٱلأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِٱسْمِهِ غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا» (أعمال 10: 39-43).

صحيح أنّ أوّل ما يتبادر إلى ذهن الإنسان الطبيعيّ، أنّ القيامة كانت ستجد دليلاً أكثر إقناعاً، لو أنّ يسوع بعد قيامته من الأموات ظهر لأعدائه كما ظهر لمريديه. ولكن هنا أرى مناسباً أن أقول، بأنّه لا يوجد دليل يرغم شخصاً، على قبول عقيد خاصّة، إزاء حادثة معيَّنة، متى كان ذلك الشخص عاقداً نيّة مقدَّماً، على رفض تلك الحادثة، لأنّها تتناقض مع نظريّة أو عقيدة لا يُسلَّم بها. وقد ظهر في فجر التاريخ المسيحيّ أنّ فئة من الناس زعموا أنّ المسيح لم يمت على الصليب، مع أنّ الدليل المقنع المؤيّد لصحّة الصلب لا يمكن المكابرة فيه. وعلّة هذا الإنكار، لا علاقة لها بالدليل نفسه. وإنّما مصدرها فكرة نظريّة، قائمة على أنّ هذا الموت، لا يتّفق مع ألوهيّة يسوع.

فشهادة الأعداء أو الأشخاص الآخَرين غير تلاميذ المسيح، لا تقنع شخصاً صمّم على أن لا يقتنع، مهما كانت الأدلّة قويّة. وأمّا إن كانت عقليّة الشخص طليقة من كلّ تعصّب، فشهادة التلاميذ تكون في نظره أقوى أثراً في الإقناع من أيّة شهادة أخرى. فمثلاً إذا حصل شكّ في تعرّف أيّة شخصيّة، فإنّ شهادة الذين التقوا بذلك الشخص عرضاً، تكون أضعف من شهادة الذين عاشوا معه في أقرب الصلات، ولم يعرفوا فقط شكله الخارجيّ. بل عرفوا أيضاً فكره ولهجة كلامه، وفوق كلّ شيء، شعروا بما له من النفوذ والتأثير عليهم.

لقد ثبت في فكر بعض المعترضين ما يقوله العلاّمة هكسلي وأمثاله، من أنّ معجزة القيامة هي ضدّ نواميس الطبيعة، وهي الشيء الذي، لا يمكن أن يحدث. ويزعمون أنّ ما حدث هو أحد الأمور التالية:

  1. أنّ يوسف الرامي نقل الجسد خفية إلى مكان آخر أكثر ملاءمة.

  2. أنّ السلطات الرومانيّة، نقلت الجسد تجنّباً لأيّ شغب ممكن الحدوث.

  3. أنّ السلطات اليهوديّة، نقلت الجسد، حتّى لا تخلع على ضريحه أسباب التكريم مستقبلاً.

  4. أنّ يسوع لم يمت موتاً حقيقيّاً.

  5. أنّ النسوة حاملات الطيب أخطأنَ القبر.

  6. أنّ القبر لم يزره أحد والقصّة كلّها إختلاق.

  7. رواية اليهود أنّ التلاميذ سرقوا الجسد بينما كان الحرّاس نياماً.

أغلب الظنّ أنّك لا تنتظر منّي تفنيداً منطقيّاً لكلّ من هذه المزاعم، لأنّك كما يبدو لي ترفض سلفاً الإقرار بحقيقة القيامة. ولكنّ إيماني بقيامة ربّ المجد يحملني على تسجيل الملاحظات التالية:

  • أوّلاً: كان يوسف الرامة من حزمة تلاميذ الربّ، الذين اشتهروا بالصدق والأمانة، ولهذا أراه مُحالاً أن يفعل شيئاً من هذا لخداع الناس. ولو أنّه فعل لسبب ما لكان أخبر به، لأنّه ورفاقه قد تربّوا في مدرسة المسيح القدّوس الحقّ. ووصلوا إلى أعلى مستوى، ممكن أن يصل إليه إنسان في الآداب والأخلاق.

  • ثانياً: لو أنّ الجسد نُقِل بأمر أحدى السلطتين الرومانيّة أو اليهوديّة، لكان أيسر على اليهود أن يشيروا إلى القبر الذي نُقِل إليه. وبذلك لا يتركون للمسيحيّة فرصة للإدّعاء بأنّها صاحبة القبر الفارغ. وهل كان بيلاطس الذي لم يرضخ لليهود لتغيير العنوان الذي كتبه على الصليب، يرضخ لهم لتغيير مكان الجسد؟ وخصوصاً أنه كان يومئذٍ في دوّامة من تبكيت الضمير ولوم زوجته، وما أصابه من جرح كرامته، حين هدّده اليهود بالشكوى عليه أمام قيصر إن كان لا يصلب المسيح.

  • ثالثاً: أنّ القول بأنّ المسيح لم يمت وإنّما أُغمي عليه أو تظاهر بالموت، على ما فيه من هزال وضعف بعيد عن المنطق، يبرهن أنّ القائلين به لم يدرسوا قصّة الصليب. ويظهر فساد ادّعائهم في كون اليهود والرومان صلبوه قصد إماتته وجرحوه جراحاً مميتة، حتّى تحقّقوا من موته. وقد تحقّقوا فعلاً حين طعنه الجنديّ الرومانيّ بحربة نفذت إلى شغافه. وبعدما تحقّقوا من موته سمحوا بدفنه وختموا قبره وأقاموا حرّاساً عليه. وهناك أمران تجاهلهما المدّعون في أمر موت المسيح.

    الأمر الأوّل صرخة المسيح حين قال، قبل أن يلفظ النفس الأخير: «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي» (لوقا 23: 46). والأمر الثاني، هو أنّهم لم يقيموا وزناً لشهادة قائد المئة عن موته السريع. قد يذهب البعض إلى القول: إنّ الوقت الذي قضاه المسيح على الصليب غير كافٍ لموته، ولكنّ هذا الرأي يسقط تماماً، حينما نذكر أنّ الجلدات العديدة التي نالها المسيح خلال المحاكمات، التي أجريت له قبل تعليقه على الصليب، قد أصابت جسده بالضعف حتّى أنّه عجز عن حمل صليبه، وكان لا بدّ لقائد المئة أن يسخّر رجلاً ليحمل الصليب نيابة عنه، فكان من البديهيّ إذاً أن يموت هكذا سريعاً.

  • رابعاً: أنّ الأكذوبة اليهوديّة، القائلة بأنّ التلاميذ سرقوا الجسد، بينما كان الحرّاس نياماً، لا يمكن أن يصدّقها أحد. لأنّ القبر كان مضبوطاً بأمر بيلاطس البنطيّ الرومانيّ، والحرّاس كانوا بحسب القانون العسكريّ يتناوبون الحراسة بكلّ دقّة، بحيث من غير المعقول أن يناموا جميعاً، لأنّ ذلك يعرّضهم لعقوبة الموت. وهناك عين الرقابة اليهوديّة، التي كانت تترصّد تلاميذ الربّ، وتراقب تحرّكاتهم. فلو أنّ التلاميذ استطاعوا بطريقة ما أن ينقلوا جسد سيّدهم إلى مكان آخر، لشعروا به، واتّخذوا من الأمر حجّة دامغة لإسكات بطرس، حين أعلن قيامة المسيح بصوت جهوريّ، وفي الهيكل، بعد أن يقدّموا الدليل المادّيّ على وجود الجسد في مكان آخر.

أمّا بقيّة الإعتراضات، فلا أرى أنّها تستحقّ المناقشة نظراً لسخافتها ولأنّني أودّ تكريس ما تبقّى من ردّي لتقديم بيان مفصّل لحوادث القيامة وظهورات المسيح المقام لمختاريه:

أوّلاً: حوادث القيامة

يخبرنا الإنجيل أنّ المخلِّص، قام من الأموات في فجر يوم الأحد، إذ حدثت زلزلة عظيمة. لأنّ ملاك الربّ نزل من السماء، ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه. فارتعد الحرّاس من الخوف وصاروا كأموات.

وعند فجر ذلك اليوم، خرجت النساء اللواتي كنَّ يخدمنَ يسوع، أي مريم المجدليّة، ومريم أمّ يعقوب ويونّا وسالومة وغيرهنّ، ومعهنّ حنوط. وأتينَ إلى القبر، لكي يدهنَّ جسد الفادي. وكنَّ يتساءلنَ في أثناء الطريق، مَن يدحرج لنا الحجر الضخم عن باب القبر؟ ولكن لمّا وصلنَ إلى القبر وجدنَ الحجر قد دُحرِج، والربّ قد قام.

وإذ لم يعرفنَ شيئاً عن كلّ ما حدث، إندهشنَ. ولمّا دخلنَ القبر ولم يجدنَ جسد الربّ، تحيّرنَ جدّاً. أمّا مريم المجدليّة، فظنّت أنّ أحداً قد سرق جسد الربّ. لذلك تركت رفيقاتها وركضتْ إلى المدينة لكي تخبر بطرس ويوحنّا.

أمّا الأخريات فبقينَ عند القبر وللوقت ظهر لهنّ ملاكان وأخبراهنّ بأنّ يسوع قد قام، وأوصياهنّ أن يبلّغنَ رسالة باسمه إلى تلاميذه. فجرينَ سريعاً إلى المدينة لنقل الرسالة. وإذا بيسوع قد لاقاهنَّ على الطريق وأذن لهنّ بأن يمسكنَ قدميه. لمّا أخبرنَ الرسل بهذا كلّه، تراءى كلامهنّ لهم كالهذيان، ولم يصدّقوهنّ.

في أثناء ذلك ركض بطرس ويوحنّا إلى القبر ولمّا دخلاه وجداه فارغاً. ولكنّ يوحنّا لمّا رأى الأكفان موضوعة بالترتيب، والمنديل الذي كان على رأس يسوع مطويّاً، اقتنع أنّ الجسد لم يؤخذ من هناك بعنف، ولا بأيدي الأحباب. وفرخ إيمانه في عقله، بأنّ الربّ قد قام. بعد هذا رجع هذان التلميذان إلى المدينة.

أمّا مريم المجدليّة، التي كانت قد عادت من المدينة، فقد بقيتْ أمام القبر تبكي. وفيما هي تبكي انحنت ونظرت إلى القبر فرأت ملاكين جالسين. ثمّ التفتتْ فنظرت يسوع فأوصاها أن تبلّغ رسالة منه إلى تلاميذه.

ثانياً: ظهورات المسيح بعد قيامته:

  1. الأحد باكراً جدّاً، ظهر للمجدليّة ورفيقتها فيما هما راجعتَين من القبر (متّى 28: 9).

  2. الأحد صباحاً، ظهر لمريم المجدليّة بعد عودتها من المدينة (يوحنّا 20: 14-15 ، مرقس 16: 9-11).

  3. الأحد حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر، ظهر لبطرس في أورشليم (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 15: 5).

  4. الأحد بعد الظهر، ظهر ليعقوب (كورنثوس الأولى 15: 7).

  5. الأحد بين الرابعة والسادسة بعد الظهر، ظهر لتلميذين من عمواس، فيما كانا ذاهبَين إلى قريتهما (لوقا 24: 13-35).

  6. الأحد حوالي الثامنة مساء ظهر للرسل فيما هم مجتمعين في العلّيّة ما عدى توما. ووبّخَ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم، لأنّهم لم يصدّقوا الذين نظروه قد قام (مرقس 16: 14-18 لوقا 24: 26-43).

  7. يوم الأحد الثاني بعد القيامة ظهر للرسل وتوما معهم، وأرى توما جراحه (يوحنّا 20: 24-29).

  8. في شهر أيّار (مايو)، ظهر لسبعة من الرسل، على شاطئ بحيرة طبريّا وهم يزاولون الصيد (يوحنّا 21: 1-24).

  9. في شهر أيّار (مايو) ظهر للرسل مع أكثر من 500 أخ على جبل في الجليل (متّى 28: 16-20 ، كورنثوس الأولى 15: 6).

  10. في شهر أيّار (مايو) ظهر للأحد عشر للمرّة الأخيرة، في أورشليم (أعمال 1: 3-8 ، كورنثوس الأولى 15: 7).

ويقول البشير لوقا، أنّ يسوع أراهم أيضاً نفسه حيّاً ببراهين كثيرة بعدما تألّمَ، وهو يظهر لهم أربعين يوماً، ويتكلّم عن الأمور المختصّة بملكوت الله (أعمال 1: 3). وهو يشير بهذا إلى ظهوره مرّات كثيرة، خصوصاً للرسل، أكثر ممّا قد خصّ بالذر كلّ من البشيرين.

ويرجّح أنّه كان يظهر في الجليل حيث كان تلاميذه أكثر عدداً. وحيث كانوا يقدرون أن يجتمعوا بدون خوف.

الأدلّة على قيامة المسيح

إنّ قيامة المسيح، لم تُذكَر في الكتاب المقدَّس على سبيل مجرّد الخبر بأمر حادث، بل ذُكِرَت على أنّها حقيقة أساسيّة في الإنجيل. فقد قال الرسول: «إِنْ لَمْ يَكُنِ ٱلْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا» (كورنثوس الأولى 15: 14) «وَإِنْ لَمْ يَكُنِ ٱلْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ» (كورنثوس الأولى 15: 17). والحقّ أنّ قيامة المسيح هي حجر الزاوية في المسيحيّة، وهي أهمّ حادث في تاريخ العالَم. وأمّا الأدلّة عليها فهي:

  1. إنباء المسيح خاصّته بها في عدّة مناسبات قائلاً لهم إنّ ابن الإنسان ينبغي أن يتألّم كثيراً، ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتَل وبعد ثلاثة أيّام يقوم (الإنجيل بحسب مرقس 8: 31 ، متّى 16: 21 ، 17: 23 ، 20: 19 ، لوقا 9: 22 ، 18: 33).

  2. كثرة الشهود الذين عاينوا المسيح حيّاً، بعد موته على الصليب وأهليّتهم لتأدية الشهادة، وكونهم من الذين يُركَن إليهم من كلّ جهة.

  3. إخلاص إقتناعهم الثابت ممّا خسروه في الدنيا، حتّى حياتهم، بسبب شهادتهم للحقّ، الشهادة التي أدّت بهم إلى الإستشهاد.

  4. إثبات الله شهادة أولئك القدّيسين بشهادته معهم بآيات وعجائب وقوّات متنوّعة ومواهب الروح القدس حسب إرادته (الرسالة إلى العبرانيّين 2: 4).

  5. حفظ المسيحيّين يوم الأحد على نوع دينيّ، فإنّ ذلك ذكر لقيامة المسيح متّصل من وقت حدوثها إلى يومنا هذا.

  6. عدم إمكان تعليل ما أحدثه الإنجيل في العالم من النتائج والتغييرات تعليلاً يقبله العقل إلاّ بحقيقة موت المسيح وقيامته.

  7. أنّ المسيحيّين كافّة ومنذ البدء، اعتبروا قيامة المسيح أساساً لإيمانهم المتين، ولم يشكّ فيها أحد من المؤمنين، ولا جرى عليها جدال ولا خلاف بين الفرق المسيحيّة، مع أنّ تلك الفرق قد جرى بينها نزاع على تعاليم أخرى.

  8. إن لم يكن المسيح قد قام فلا يمكن تعليل وجود الديانة المسيحيّة وثباتها إلى الآن. بل كان يُنتَظَر أن تتلاشى، وأن يقع كلّ الذين آمنوا به في اليأس وخيبة الأمل.

أهمّيّة قيامة المسيح

  1. إنّ كلّ ما صرّح به المسيح، وكلّ نجاح أحرزه، مبني على قيامته من الموت. فإن كان قد قام، فإنجيله صادق، وإلاّ فهو باطل. وإن كان المسيح قد قام فهو ابن الله، ظهر في الجسد مخلِّص الناس. وهو المسيّا الذي أنبأت به الأنبياء. ونبيّ شعبه وملكهم وكاهنهم العظيم، الذي قد قُبِلَت ذبيحته إيفاء للعدل الإلهيّ. ودمه قد سُفِك، فدية عن كثيرين. وبُنيت رسالة الروح على قيامته، التي بدونها يكون عمله باطلاً.

  2. إنّ قيامة المسيح ضمانة وتحقيق لقيامة المؤمنين به، الذي مات عنهم بإعتبار كونه مخلِّصاً ونائباً لهم. فكما أنّه حيّ، سيحيون هم أيضاً (الإنجيل بحسب يوحنّا 14: 19). ولو بقي المسيح تحت سلطان الموت ما بقي مصدراً للحياة الروحيّة في البشر. لأنّه كما قال، هو الكرمة والمؤمنون به هم الأغصان. فأِن كانت الكرمة ميّتة كانت الأغصان بالضرورة ميّتة.

  3. لو لم يكن المسيح قد قام، لخاب كلّ تدبير الله بالفداء، ولثبت أنّ كلّ ما سبق من النبوّات والآمال بشأن نتائج الفداء المجيدة في الدنيا وفي الآخرة إنّما هو أوهام. ولكن شكراً لله لأنّ الأمر كما قال الرسول: «وَلٰكِنِ ٱلآنَ قَدْ قَامَ ٱلْمَسِيحُ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ ٱلرَّاقِدِينَ» (كورنثوس الأولى 15: 20). ولذلك يكون الكتاب صحيحاً من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا. ويكون قد ثبت نصرة الحقّ على الباطل، والحياة عى الموت، والخير على الشرّ، والسعادة على الشقاوة إلى الأبد.

تعليم الأسفار المقدَّسة في ماهيّة الجسد الذي قام به المسيح:

1 - إنّ الجسد الذي قام به المسيح، هو نفس الجسد الذي مات على الصليب. ومن الأدلّة التي لا تدحض ذلك:

  1. آثار المسامير التي نفذت في يديه وقدميه، والحربة التي طُعِن بها في جنبه.

  2. حين جزع التلاميذ وخافوا، وظنّوا أنّهم نظروا روحاً، أمّنهم الربّ المُقام، وسكّن خواطرهم، قائلاً، ما بالكم مضطربين، ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟ انظروا يديّ ورجليّ، إنّي أنا هو! جسّوني وانظروا، فإنّ الروح ليس له لحم وعظام كما ترو لي.

  3. وبينما هم غير مصدّقين من الفرح ومتعجّبون، قال لهم: أَعندكم ههنا طعام؟ فناولوه جزءاً من سمك مشويّ، وشيئاً من شهد عسل. فأخذ وأكل قدّامهم (الإنجيل بحسب لوقا 24: 37-43).

2 - إنّ ذلك الجسد بقي على هذه الحال مدّة الأربعين يوماً بعد قيامته، ثمّ انتقل إلى الحال المجيدة، التي ستكون عليها أجساد المفديّين يوم القيامة (فيلبّي 3: 21). بيد أنّ الصورة البشريّة لم تفارقه وقد رآه استفانوس في ساعة استشاده (أعمال 7: 55)، ورآه بولس فيما هو في الطريق إلى دمشق (أعمال 9: 1-7).

مسابقة كتاب المسيح قام حقاً قام

عزيزي القارئ،

إننا نرحب باستلام أجوبتك على الأسئلة التالية، وجائزة لك، فإننا سنرسل كتاباً قيماً من كتبنا. الرجاء كتابة اسمك وعنواك بكل وضوح.

  1. ما هو المقياس الصحيح لك لدين أو مذهب أو حزب أو تعليم؟

  2. هل كان موت المسيح على الصليب موته الخاص أم موتنا نحن؟ أوضح.

  3. ماذا تعلمنا موعظة المسيح الفريدة من نوعها، للأموات؟

  4. إلى ماذا يدعوك المسيح شخصياً؟

  5. من دحرج الحجر عن باب القبر ولماذا؟

  6. هل كان المسيح روحاً بلا جسد؟

  7. ما هو البرهان القاطع للخلاص التام والمصالحة مع الله؟

  8. توسع في شرح مفهومك لمعنى عيد الفصح الحقيقي؟

  9. كيف يتم حلول المسيح روحياً فينا؟

  10. كيف استطاع المسيح أن يحررنا من سلطة الخطية وشبح الموت ومكر الشيطان وغضب الله؟

  11. كيف نستطيع كمؤمنين أن نبرهن حقيقة حضور المسيح بين الناس؟

  12. ما هو الطريق الوحيد للاتحاد الروحي مع المسيح؟

  13. ما هو الامتياز الذي أوجده لك موت حمل الله؟

  14. ما هي الحياة الأبدية، ومتى تبتدئ في الإنسان؟

  15. كيف تساعدنا دراسة سيرة المسيح، في فهم المعنى الصحيح للحياة الأبدية؟

  16. كيف ينظر المسيحي المؤمن الذي نال الحياة الأبدية، إلى الموت الجسدي؟

  17. لماذا لا نعرف كثيراً عن الحياة بعد الموت؟

  18. ماذا تعني لك عبارة «في المسيح» من حيث الحياة على هذه الأرض والحياة بعد الموت؟

  19. ماهي حالة الأموات بدون المسيح؟

  20. ما هي أهمية مجيء المسيح الثاني بالنسبة للعالم ككل؟

  21. لماذا ظهر يسوع بعد قيامته لتلاميذه وليس لأعدائه؟

  22. كيف اقتنع يوحنا بأن جسد يسوع لم يؤخذ من القبر بالعنف؟

  23. لمن ظهر يسوع بعد قيامته؟ اذكر ذلك حسب الترتيب الزمني؟

  24. اذكر عدداً من الأدلة تؤكد قيامة يسوع؟

  25. ما هي أهمية قيامة المسيح؟

  26. ماذا تعلمنا الأسفار المقدسة بخصوص ماهية الجسد الذي قام به المسيح؟


Call of Hope  P.O.Box 10 08 27
D-70007
Stuttgart
Germany