العودة الى الصفحة السابقة
الكتاب المقدس

الكتاب المقدس

دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس

القس. أبو داود


Bibliography

الكتاب المقدس. دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس. القس. أبو داود. Copyright © 2007 All rights reserved Call of Hope. الطبعة الأولى . 2003. SPB 4004 ARA. English title: The Bible. German title: Die Bibel. Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 70007 Stuttgart Germany http: //www.call-of-hope.com .

الكتاب المقدس

دراسة موجزة في معرفة ووحي وعصمة الكتاب المقدس

الفصل الأول: الكتاب المقدس

الكتاب المقدّس هو مجموع الكتب التي أوحى بها الله، وتحتوي على إعلان الله عن نفسه وعن إرادته للجنس البشري وسائر الخليقة. إنّه كتاب السَّماء للأرض في كل زمان ومكان منذ بدء الخليقة وحتى نهاية العالم. وهو سجلٌ حيٌّ وخلاّق لعمل الله في التَّاريخ من أجل خلاص العالم وفداء الجنس البشري. وبالنسبة للإنسان المسيحي المؤمن، فالكتاب المقدّس هو كنز الكنوز، والغذاء الروحي اليومي، وكلمة الله المليء بالتعزيات والوعود، ونبع الحياة، والحق المطلق. وهو نور السبيل والمرآة التي من خلالها يرى المؤمن نفسه والعالم، وهو الطريق لمعرفة الله ومشيئته ووعوده.

الكتاب المقدّس هو كتاب الكتب، فهو إلهي وسماوي، وقانوني ومقدّس. وفي العهدين يُشار إليه بالكتب (دانيال 9: 2، مرقس 12: 10؛ متّى 21: 42؛ لوقا 4: 21؛ يوحنّا 20: 9؛ ويعقوب 2: 8 ). وفي هذه الكتب وحدة في التّعليم والمصدر والغاية، ولذلك يُسمَّى أيضاً بالكتاب. ففي كلا عهديه نجد صورة واحدة عن طبيعة وعمل الله الخالق والفادي في الخروج من مصر أولاً، وفي قيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات أخيراً.

الكتاب المقدّس حيويّ وفعّال، ومنطقيّ، وواضح، وجليّ، ومفهوم، ومعصوم، وأزلي. (راجع إشعياء 40: 8؛ وإشعياء 55: 11؛ وعبرانيين 4: 12).

أسماء الكتاب المقدّس

  1. الكتاب: كلمة الكتاب ( باستخدام أل التعريف ) هي إسم الكتب الموحى بها من الله، وكلمة الكتاب في اللغة العربية يعادلها Bible في اللغة الإنجليزية، والكلمة مشتقة أصلاً من الكلمة اليونانية «بِبْلِيا» بصيغة الجمع ومفردها «ببليون» أي كتاب، وكلمة «ببليون» هي صيغة التَّصغير لكلمة «بيبلوس»، أي كتاب أو مجلَّد أو مخطوط. وأصل الكلمة مشتق من ورق البَرَدِيّ Papyrus، حيث تمّ استخدام ورق البرديّ كأول نوع ورق للكتابة، بعد استخدام جلود الحيوانات. وجُمعت هذه الأوراق معاً بشكل كتاب. وتطلق كلمة «بِبْلِيا» على كل الكتابات المقدّسة الموحى بها من الله، ولذلك يُسمّى: الكتاب المقدّس، أو Bible.

  2. الكتابات أو الكتب أو الكتاب المقدّس: يُطلق أيضا على الكتابات الموحى بها من الله اسم «جرافي» في اللغة اليونانية التي وردت خمسين مرة في الكتاب المقدّس، وهذه الكلمة مترجمة إلى اللغة الإنجليزية بلفظة Scriptures وفي اللغة العربية تعني: كتابات، أو الأشياء المكتوبة، أو أدب. والترجمة المعروفة للكلمة هي: الكتب أو الكتاب المقدّس.

    إنّ لفظة الجمع «بِبْلِيا» تؤكد حقيقة أنّ الكتاب المقدّس هو مجموع من الكتب. وإطلاق لفظة الكتاب بصيغة المفرد على هذه الكتابات، هو إشارة إلى حقيقة وحدانية الروح والرسالة والغرض لهذه الكتابات. ووضع «أل» التعريف أمام كلمة كتاب جاء ليدلّ على كون الكتاب المقدّس فريداً من جميع النواحي والوجوه والرسالة.

  3. العهد القديم والعهد الجديد: يُسمّى العهد القديم في اللغة العبرية «تناخ»، وكلمة عهد في العبرية هي «بريت» وتعني عقداً أو اتّفاقاً بين الله والناس بإرسال المسيّا ليفدي الجنس البشري. أمّا العهد الجديد فيشير إلى العهد الذي قطعه المسيح مع الكنيسة بسفك دمه على الصليب لإتمام الخلاص.

  4. الإنجيل: وردت كلمة إنجيل 76 مرة في العهد الجديد، والكلمة يونانية الأصل، وقد نُقلت حرفياً إلى اللغة العربية وتعني الأخبار السارة أو البشارة المفرحة أو الكلمة أو الأفراح.

كلمة الإنجيل في اليونانية «إوانجيلون» مشتقة من الفعل «إوانجلدزو» وتعني: يعظُ أو يُبشّر أو يُخبر أو يُحْضِرُ أخباراً سارة أو يكرز...الخ، ومن هذا الفعل اشتق اسم الفاعل «أوانجلستيس» أي مُبشّر.

لنلاحظ هنا أنّ كلمة إنجيل تعني الخبر أو البشارة، ولا تعني كتاباً أبداً. وملخّص هذا الخبر هو أنّ الله محبة، وقد ظهرت محبة الله للعالم في المسيح الذي تجسد وجاء إلى عالمنا واختار طوعاً أن يموت على الصليب حتى يفدي العالم من الخطايا، وليعطي الخلاص والحياة الأبدية لكل من يؤمن به. أي أنّ هذا الخبر المفرح يتجسّد في رسالة وعطية الله الخلاصية من خلال عمل المسيح الكفاري على الصليب. والكنيسة المسيحية مدعوة إلى التبشير بهذا الخبر المفرح، أي بالإنجيل للخليقة كلها. قال الرب يسوع المسيح له المجد: «ٱذْهَبُوا إِلَى ٱلْعَالَمِ أَجْمَعَ وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا» (مرقس 16: 15).

وهذا الخبر أو الإنجيل أصبح أساس رجاء الكنيسة المسيحية، وقد أوحى الله بروحه القدوس إلى أربعة من رسل وتلاميذ المسيح ليدوّنوا هذا الخبر المفرح حتى يكون مصدر المعرفة والصلاة للمؤمنين على مرّ الأجيال، وهكذا كُتِبَ الإنجيل في أربعة أقسام أو أجزاء، والكُتّاب الأربعة هم متّى ومرقس ولوقا ويوحنّا، وقد استخدم الله هؤلاء الرجال القدّيسين ليكتبوا سيرة المسيح وتعاليمه بصورٍ مختلفة تكمل بعضها البعض، لذلك وكي يحصل الإنسان على صورة كاملة عن سيرة المسيح وتعاليمه وموته الكفاري على الصليب وقيامته من بين الأموات فإنّه يجب عليه أن يقرأ الإنجيل بأقسامه الأربعة.

نقرأ في الترجمة العربية المتداولة: إنجيل متّى، وإنجيل مرقس، وإنجيل يوحنّا، وإنجيل لوقا، وهذا ما يؤدّي كثيراً إلى سوء فهم كبير، فيظن القارئ أنّه يوجد أربعة أناجيل، عِلماً أنّ كلمة إنجيل لم ترد بصيغة الجمع مطلقاً في الكتاب المقدّس، وقد تمّ تدارُك هذا الخطأ في بعض الطبعات الجديدة للكتاب المقدّس، حيث تمّت الترجمة كما يلي: إنجيل المسيح بحسب البشير متّى، أو مرقس، أو لوقا، أو يوحنّا، وهذا يطابق الأصل اليوناني الذي يستخدم كلمة «كاتا» اليونانية والتي تعني «بحسب».

ورغم أنّ الإنجيل يُشكّل فقط القسم الأول من العهد الجديد، فإنّ الاسم يُطلق على كل الكتاب المقدّس من باب تسمية الكل باسم الجزء، وأيضاً لأنّ كلمة إنجيل أو بشارة سارّة تعبّر بصدق عن حقيقة الكتاب المقدّس.

أقسام الكتاب المقدّس

يتكوّن الكتاب المقدّس من ستّة وستّين سفراً موزَّعة في قسمين رئيسيين:

أولاً: العهد القديم: وهو مجموع الكتب المقدّسة الموحى بها من الله قبل مجيء المسيح، وتحتوي هذه الكتب، وعددها 39 كتاباً، على عهد الله مع شعب العهد القديم.

وأسفار العهد القديم مرتبة في خمسة أقسام رئيسية هي:

  1. التوراة: أي الناموس أو الشريعة، وتحتوي على الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدّس، وهي الكتب التي أوحى بها الله إلى كليمِه موسى، وهي أسفار التكوين والخروج والعدد واللاويين والتثنية.

  2. كتب التاريخ: وعددها اثنا عشر سفراً وهي سفر يشوع، القضاة، راعوث، صموئيل الأول، صموئيل الثاني، الملوك الأول، الملوك الثاني، أخبار الأيام الأول، أخبار الأيام الثاني، عزرا، نحميا وأستير.

  3. كتب الشعر والحكمة: وهي أيوب، المزامير، أمثال، الجامعة ونشيد الأناشيد.

  4. كتب الأنبياء الكبار وهم: إشعياء، إرميا (مع المراثي)، حزقيال ودانيال.

  5. كتب الأنبياء الصغار: وهم اثنا عشر نبياً، وهم النبي هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجي، زكريا وملاخي.

وهذا التقسيم الخُماسي للأسفار التسعة والثلاثين يستخدمه المسيحيون، أمّا اليهود فقد قسموا العهد القديم إلى ثلاثة أقسام هي:

  1. التوراة (توراة).

  2. الأنبياء (نفيئيم).

  3. الكتابات (كتْوفيم) وتشمل كتب التاريخ وكتب الشعر والحكمة. ومن هذه الأقسام الثلاثة، نحصل على كلمة «تناخ» وهو الاسم الشائع للعهد القديم بين اليهود.

ثانياً: العهد الجديد: ويحتوي على كتابات رسل وتلاميذ الرب يسوع المسيح الذين كتبوا بوحي من الله وتحت إرشاد وقيادة الروح القدس. وتشير كلمة العهد الجديد إلى العهد الذي قطعه المسيح بدمه مع المؤمنين، فقد قال له المجد: «هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا». (متّى 26: 28 )، وأسفار العهد الجديد التي تبلغ 27 سفراً مرتبة في خمسة أقسام مثل العهد القديم، وهي:

  1. الإنجيل: بأقسامه أو أجزائه الأربعة: متّى ومرقس ولوقا ويوحنّا.

  2. التاريخ: ويشمل كتاب أعمال الرسل الذي يتحدّث عن نشأة الكنيسة وانتشارها.

  3. رسائل بولس الرسول: وعددها أربع عشرة رسالة.

  4. الرسائل العامة: وعددها سبع رسائل.

  5. سفر رؤيا يوحنّا اللاهوتي.

لُغات الكتاب المقدّس

كُتب معظم العهد القديم باللغة العبرانية، وهي اللغة التي تكلّم بها بنو إسرائيل قبل السبي إلى بابل سنة 586 ق.م. وتوجد أجزاء قليلة جداً مكتوبة باللغة الآرامية مثل عزرا 4: 8 و7: 12 و18 و26، وإرميا 10: 11، ودانيال 2: 4و7: 28.

أمّا العهد الجديد فقد كُتب باللغة اليونانية التي كانت لغة الحضارة والفلسفة والعلم في أيام المسيح، حيث انتشرت الحضارة الهلنستية في كلّ العالم القديم.

كتابة وجمع الكتاب المقدّس

اختار الله عدداً كبيراً من الأنبياء والرسل وأوحى إليهم أن يكتبوا كلامه وإعلاناته ووعوده للبشرية في مدة تبلغ حوالي 1600 سنة، أي أنّ الفترة الزمنية التي تفصل بين كتابة سفر التكوين، الذي هو أوّل أسفار العهد القديم، وكتابة سفر الرؤيا، الذي هو آخر أسفار العهد الجديد، هذه الفترة تمتد على مدى خمسة عشر قرناً، أي منذ أيام كليم الله موسى الذي عاش في القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى أيام الرسول يوحنّا الذي عاش حتى نهاية القرن الميلادي الأول.

وبالرغم من طول هذه الفترة الزمنية، والظروف التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية المختلفة التي مرَّ بها العالم خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة، فإنّ الله القدير حفظ كتابه المقدّس كما سبق ووعد على ألسنة أنبيائه القدّيسين.

ومنذ أن سُطر أول سفرٍ في الكتاب، حرص الشعب اليهودي قديماً، ثم الكنيسة في العهد الجديد، على توفير نُسَخٍ كافية منه في كل هيكل ومجمع «كنيس» وكنيسة وتجمُّع وبيت من بيوت المؤمنين. ولذلك يوجد لدينا اليوم آلاف المخطوطات القديمة من الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، وأهمّها المخطوطة الفاتيكانية والسينائية والإسكندرية والأفرامية وبردية بُدمِر وغيرها، ويعود تاريخ هذه المخطوطات إلى القرون المسيحية الأولى. وتُعتبر المخطوطات من أهم الأدلّة على عصمة الكتاب المقدّس لأنّ نصوصها تتّفق تماماً مع نص الكتاب المقدّس الذي لدينا اليوم.

ومخطوطات قمران التي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد هي من أقدم المخطوطات التي عُثر عليها حتى الآن للعهد القديم، أمّا أقدم نسخة من العهد الجديد، فهي أجزاء من الإنجيل بحسب البشير يوحنّا التي يعود تاريخها إلى بداية القرن الميلادي الثاني ( حوالي سنة 110- 115م) وقد اكتُشفت في نجع حمادي في مصر.

ترجمات الكتاب المقدّس

تمّت أوّل ترجمة للعهد القديم من اللغة العبرانية إلى اللغة اليونانية، تحت رعاية بطليموس فيلادلفوس بمصر (247 - 285 ق.م)، وقد أُطلق على هذه التّرجمة اسم الترجمة السبعينية Septuagint أي LXX، وما تزال هذه الترجمة متداولة ومستخدمة حتى يومنا هذا، وهي غاية في الدقة وتُعتبر عملاً أدبياً عظيماً.

في بداية القرن الميلادي الأوّل، تمّت ترجمة أجزاء كبيرة من العهد القديم إلى اللغة السريانية، وفي بداية القرن الثالث تُرجم العهد القديم إلى اللغة القبطية أو المصرية القديمة.

أمّا العهد الجديد فقد تُرجم أوّلاً من اللغة اليونانية إلى السريانية سنة 150م، وإلى اللغة القبطية سنة 200م. وخلال القرنين الثالث والرابع تمّت ترجمة الكتاب المقدّس بعهديه إلى اللغات الآرامية والإثيوبية والعربية والفارسية والسلافية والقوطية واللاتينية.

واليوم، تمّت ترجمة الكتاب المقدّس، أو أجزاء كبيرة منه إلى حوالي 2500 لغة. والواقع أنّ كثيراً من اللغات غير المكتوبة أصبحت مكتوبة نتيجة للنشاط التبشيري بين الشعوب الناطقة بهذه اللغات، حيث وضع المرسلون المسيحيون قواميسَ لهذه اللغات وقاموا بترجمة الكتاب المقدّس إليها.

ويجب التنبير هنا إلى أنّ ترجمة الكتاب المقدّس لا تؤثّر قطعياً على رسالة الكتاب وعصمته، بل إنها تساعد شعوب العالم المختلفة على قراءة كلمة الله بلغاتهم الخاصّة.

رسالة الكتاب المقدّس

يحتوي الكتاب المقدّس على 66 سفراً مختلفاً كُتبت في ظروفٍ مختلفة على مدى 1600 سنة، وقد اشترك أربعون كاتباً في كتابة هذه الأسفار على مدى هذه الفترة الزمنية الطويلة. وبالرغم من تعدّد الأسفار وطول المدة، وعدم معرفة الكُتّاب لبعضهم البعض، واختلاف الظروف والأماكن التي عاشوا فيها، إلا أنّ هذه الكتب تمتاز بوحدة عضوية فريدة ورائعة، وسبب هذه الوحدة هو أنّ مصدرها واحد وهو الله الذي أوحى إلى الأنبياء والرسل بكتابة إعلاناته للبشرية جمعاء. ويمكن تلخيص رسالة الكتاب المقدّس في عهديه في جملة بسيطة هي: «فداء الجنس البشري».

يتحدّث العهد القديم عن خلق الإنسان وسقوطه في الخطية، ويُبيّن لنا عمل الله في التاريخ لحل مشكلة الخطية والشر في العالم، وذلك بإعطاء الوعود وإرسال الأنبياء الذين تحدّثوا عن مجيء المخلّص، أو المسيّا المنتظر، الذي سيتمّم وعود الله. ويتحدّث العهد الجديد عن إتمام وعود الله في الفداء الذي تمّ بواسطة الرب يسوع المسيح الذي سفك دمه على الصليب من أجل خطايا العالم.

يشكّل العهد القديم والعهد الجديد جزأَين لكتاب واحد، ويكمّلان بعضهما البعض، فقد جاء المسيح وأعلن أنه سيتمّم الناموس والأنبياء، لذلك لا نستطيع فهم أيّ عهد دون العهد الآخر. فالعهد القديم فيه رموز وظلال ونبوّات وعهود ووعود، وفي العهد الجديد فُكَّت الرموز وظهر النور وتمّت النبوّات والوعود، وأصبح لدينا الإعلان الكامل والشامل لمشيئة الله للبشرية جمعاء في كل زمان ومكان.

عصمة الكتاب المقدّس

وعد الله بحفظ كتابه المقدّس على مدى التاريخ البشري. أي أنّ الكتاب المقدّس بقي كما هو منذ أن أُوحِيَ به حتى اليوم. فالله الذي أوحى بالكتاب المقدّس، وعد بالحفاظ عليه، كما وطلب من جماعة المؤمنين العمل بأحكامه ووصاياه وإعلاناته على مدى الأجيال. ومن الأمثلة الكثيرة على وعد الله بديمومة كلمته نقرأ:

أولاً من العهد القديم:

تثنية 4: 2 «لاَ تَزِيدُوا....وَلاَ تُنَقِّصُوا».

تثنية 12: 32 «لاَ تَزِدْ عَلَيْهِ وَلاَ تُنَقِّصْ مِنْهُ».

مزمور 119: 89 «إِلَى ٱلأَبَدِ يَا رَبُّ كَلِمَتُكَ مُثَبَّتَةٌ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ».

مزمور 119: 151-152 «كُلُّ وَصَايَاكَ حَقٌّ...إِنَّكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ أَسَّسْتَهَا».

مزمور 119: 160 «وَإِلَى ٱلدَّهْرِ كُلُّ أَحْكَامِ عَدْلِكَ».

أمثال 30: 5-6 «كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ ٱللّٰهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ».

إشعياء40: 8 «وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلٰهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى ٱلأَبَدِ».

إرميا 1: 12 «لأَنِّي أَنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لِأُجْرِيَهَا».

ثانياً: من العهد الجديد:

متّى 5: 17-18 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ ٱلنَّامُوسَ ...لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ ٱلنَّامُوسِ».

متّى 24: 35 «اَلسَّمَاءُ وَٱلأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلٰكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ».

مرقس 13: 31 «اَلسَّمَاءُ وَٱلأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلٰكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ».

لوقا 16: 17 «وَلٰكِنَّ زَوَالَ ٱلسَّمَاءِ وَٱلأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ ٱلنَّامُوسِ».

لوقا 21: 33 «اَلسَّمَاءُ وَٱلأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلٰكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ».

يوحنّا 10: 35 «وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ ٱلْمَكْتُوبُ».

بطرس الأولى 1: 23-25 «...بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْحَيَّةِ ٱلْبَاقِيَةِ إِلَى ٱلأَبَدِ... وَأَمَّا كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى ٱلأَبَدِ».

رؤيا 22: 18-19 «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هٰذَا يَزِيدُ ٱللّٰهُ عَلَيْهِ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلْمَكْتُوبَةَ فِي هٰذَا ٱلْكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ يَحْذِفُ ٱللّٰهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ ٱلْحَيَاةِ، وَمِنَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ ٱلْمَكْتُوبِ فِي هٰذَا ٱلْكِتَابِ».

الفصل الثاني: وحي الكتاب المقدّس

تعريف كلمة «وحي» لغوياً

يقدّم لنا ابن منظور في معجمه «لسان العرب» معانٍ عديدة للفعل «وحى» وهي: أشار إلى، أرسل إلى، كلّم بالسِّر، ألهم، وضع في قلبه، أَمَرَ، وحَى إليه وأوحى تعني كلَّمه كلاماً.

الوحي يعني: الإلهام، الإشارة، الكتابة، الإيماء، الرسالة، الكلام الخفي، كل ما يلقيه الإنسان إلى غيره.

تعريف كلمة «وحي» لاهوتياً

توجد عدة تعاريف للوحي، وهذه التعاريف تتفاوت في عمقها ودلالتها، مع أنها تتفق في الجوهر على ما هو الوحي:

  1. العملية التي حرّك الله بها أناساً وجعلهم يكتبون رسالته.

  2. عملية حفظ إعلان الله للبشرية وذلك بتدوينه وجعله معروفاً على نطاقٍ واسع.

  3. عملية إشراف الله على كُتَّاب الكتاب المقدّس البَشَرِيّين، بحيث أنَّهمُ دوّنوا وحفظوا بدون أخطاء رسالة الله للبشرية كما وردت في المخطوطات الأصلية.

  4. هو التأثير الفائق للطبيعة للروح القدس على أشخاص اختارهم الله نفسه، بحيث أنّ ما كتبوه أصبح مصدر ثقة وذا سلطان.

  5. هو تأثير الروح القدس الفائق للطبيعة على كُتّاب الكتاب المقدّس بحيث أن جعل من كتاباتهم سجلاً دقيقاً للرؤيا التي أعلنها الله عن نفسه، أو الذي جعل ما كتبوه عبارة عن كلمة الله.

  6. هو نتيجة عمل الروح القدس الفائق للطبيعة في عقل ووجدان كُتّاب الكتاب المقدّس بحيث أنَّ إنتاجهم الكتابي لم يكن عملهم، بل في جملته هو كلمة الله. فالكتاب المقدّس لا يحتوي فقط على كلمة الله، بل هو كلمة الله بذاتها.

من جملة هذه التعاريف نستنتج ونلاحظ الأمور التالية:

إنّ المُوْحي هو الله العامل بالروح القدس.

أنّ عملية الكتابة نفسها تمت بإشراف وقيادة الله.

أنّ عملية الوحي هي عملية تفوق الطبيعة، فالوحي من الله.

أنّ أناساً عاديين ومختارين من الله قاموا بعملية التدوين، وبالتالي فالعامل البشري لم يكن سلبياً بل إيجابياً، فطاعتهم وتجاوبهم مع الله جعلهم يكتبون.

أنّ الوحي المكتوب هو بلا أخطاء، أي معصوم.

أنّ النَّسخ من الأصل أو الترجمة من المخطوطات الأصلية ليست وحياً، فالكتابة الأصلية هي ما أوحي به.

أنّ أسفار الكتاب المقدّس هي في مجموعها تشكّل وحياً من الله، وهي كلمة الله المكتوبة بعينها.

طبيعة الوحي

وحي الكتاب المقدّس هو وحي لفظيٌ (كتابيٌ) وتامٌ (مطلقٌ) ومعصومٌ عن الخطأ وخلاقٌ وفعالٌ. أي أنّ الكتاب المقدّس بجملته هو من الله، ولكن، وفي نفس الوقت، قام بخطّه بشر مثلنا، أي أنّ الكتاب المقدّس إلهي بالكامل وبشري بالكامل. ومع ذلك فهو معصوم. لقد قام الروح القدس بقيادة كُتّاب الكتاب المقدّس أثناء الكتابة، ولكن كل كاتب كتب بحرّية وبأسلوبه الخاص، ولذلك فإنّ التنوّع في الكتاب هو بشري والوحدة إلهية.

لم يكن كُتّاب الكتاب المقدّس مجرد آلات في يد الله. فمثلاً لوقا عمل بجدّ واجتهاد في جميع المواد التي قام بكتابتها، وبولس الرسول كتب رسائله إلى جماعات وأفراد معيّنين آخذاً وضعهم الروحي والأخلاقي والاقتصادي والاجتماعي بعين الاعتبار.

إنّ قولنا بوجود عنصر بشري في كتابة الكتاب المقدّس لا يعني أبداً أنّ به أخطاء. فالله، الذي هو رب الجميع، قد عمل على تشكيل صفات وظروف الأشخاص الذين استخدمهم لكتابة وحيه، وقد زوّدهم بما يحتاجون إليه من حكمة ومواهب روحية وخلقية حتى يتمّموا بكفاءة فائقة مقاصد الله في تدوين الوحي.

كذلك فإنّ قولنا إنّ الكتاب المقدّس بكامله موحىً به من الله لا ينفي حاجتنا إلى بذل جهود روحية وعقلية من أجل فهم كلمة الوحي.

حقيقة الوحي

من خلال قراءتنا للكتاب المقدّس نلاحظ بأنّ مصدره هو الله، وأنّ ما نقرأه هو كلام الله بعينه. وشهادة الكتاب المقدّس هذه عن نفسه بأنّه من وحي الله، هي شهادة أساسية وأوّلية ويجب أخذها بعين الاعتبار وذلك قبل النظر في مصادر خارجية أو إثباتات مختلفة في مصداقية الكتاب المقدّس، سواء أكانت هذه المصادر والبراهين علمية أو تاريخية أو فلسفية أو أثرية أو اجتماعية. فاللجوء إلى المصادر الخارجية فقط لن يثبّت أبداً ما يصرّح به الكتاب عن نفسه بأنّه من مصدر إلهي، رغم أنّ هذه المصادر تبرهن لنا صدق ما في الكتاب وسمو أفكاره.

توجد في الكتاب المقدّس طرق عديدة تخبرنا أنّه من وحي الله القدير، ومن الأمثلة على ذلك:

وردت كلمة الوحي في العهد القديم في أيوب 32: 8 وهي كلمة «نشما» في اللغة العبرية والتي تعني نسمة أو نَفَس الله.

في العهد الجديد وردت الكلمة في 2تيموثاوس 3: 16 وهي كلمة «ثيوبنوستوس» في اللغة اليونانية والتي تعني متنفس به من الله.

ويمكن تلخيص الطرق التي يعلن بها الكتاب المقدّس أنّه من وحي الله في النقاط التالية:

شهادة العهد القديم عن نفسه:

في أكثر من 3800 مناسبة في العهد القديم يعلن كُتّابَهُ أنّ ما قالوه وكتبوه هو كلام الله. وكثيراً ما نقرأ أنّ كلامهم قد ابتدأ بأقوالٍ مثل «هٰكَذَا يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ» (إشعياء 10: 24)، «فَكَانَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ إِلَيَّ» (إرميا 1: 4). ويستخدم حزقيال النبي كثيراً عبارة «فَقَالَ لِي يَا ٱبْنَ آدَمَ» (حزقيال 2: 1، 3، 6، 8) وفي هوشع 1: 1: «قَوْلُ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي صَارَ إِلَى هُوشَعَ بْنِ بِئِيرِي»، ويوئيل 1: 1: «قَوْلُ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي صَارَ إِلَى يُوئِيلَ بْنِ فَثُوئِيلَ». كذلك في أسفار موسى كثيراً ما نقرأ كلام الله للآباء الأوّلين مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب، وكلامه أيضا إلى موسى ويشوع وغيرهم. كذلك نقرأ في الأسفار التاريخية عن كلام الله مع الملوك والكهنة والأنبياء، وكيف أنّ وعظهم وخُطَبَهُم وأحاديثهم مع الشعب كانت مستمَدّة من الله.

نقرأ أيضاً في العهد القديم أنّ أنبياء مثل إيليا وإرميا وعاموس قد دفعهم الله حتى يخبروا بكلمته للشعب، رغم أنّ ذلك قد جلب عليهم الملاحقة والإضطهاد. في إرميا 20: 9 نقرأ أنّ إرميا النبي أراد أن يبقى صامتاً بسبب تعرّضه للسّخرية والاضطهاد إثر مناداته بكلمة الله، ولكنّه لم يستطع ذلك فيقول: «فَمَلِلْتُ مِنَ ٱلإِمْسَاكِ وَلَمْ أَسْتَطِعْ». وفي عاموس 3: 7-8 نقرأ «إِنَّ ٱلسَّيِّدَ ٱلرَّبَّ لاَ يَصْنَعُ أَمْراً إِلاَّ وَهُوَ يُعْلِنُ سِرَّهُ لِعَبِيدِهِ ٱلأَنْبِيَاءِ. ٱلأَسَدُ قَدْ زَمْجَرَ، فَمَنْ لاَ يَخَافُ؟ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ قَدْ تَكَلَّمَ، فَمَنْ لاَ يَتَنَبَّأُ؟»، (انظر أيضاً ميخا 4: 4؛ إرميا 30: 4؛ إشعياء 8: 11، 2 صموئيل 7: 21و22؛...إلخ). وفي 1 ملوك 22: 14 نقرأ قول نبيّ الله ميخا: «إِنَّ مَا يَقُولُهُ لِيَ ٱلرَّبُّ بِهِ أَتَكَلَّمُ».

شهادة العهد الجديد للعهد القديم

أشار كتّاب العهد الجديد إلى العهد القديم على أنّه كلمة الله وذو سلطان، فلا يوجد في العهد الجديد أيّ نقاش حول وحي وسلطة العهد القديم، بل يوجد موافقة وقبول وتسليم تام بأنّ العهد القديم هو فعلاً كلمة الله. فلم يكن العهد القديم بالنسبة لهم مجرد سلسلة من القصص ومجموعة من الشرائع، بل كان رسالة الله الموجَّهة للعالم بلغة بشرية، ومن الأمثلة الكثيرة على ذلك نورد ما يلي:

في 2بطرس 1: 20-21 يؤكّد لنا بطرس الرسول أنّ نبوّات العهد القديم ليست من أصل بشري، وأنّه لم يتم كتابتها بناء على مشيئة بشر، بل أنّ أناس الله القدّيسون تكلَّموا وهم مسوقين أو محمولين من الروح القدس.

في 2تيموثاوس 3: 16 يقول بولس الرسول إنّ تيموثاوس يعرف الكتب المقدّسة التي ذكرها في الآية رقم 15، ولذلك يطلب منه أن يستمر في استخدامها لأنها جميعاً من وحي الله.

في أعمال الرسل 1: 16 نجد أنّ الكنيسة الأولى ومنذ بداية تكوينها قد فهمت وقبلت العهد القديم على أنّه من وحي الله، وأنّ ما ورد فيه من نبوّات يجب أن تتم لأنها قيلت وكُتبت بوحي الرّوح القدس على فم داود حيث نقرأ: «...كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هٰذَا ٱلْمَكْتُوبُ ٱلَّذِي سَبَقَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ...». ونفس الفكرة بأنّ الله تكلّم واستخدم ألسنة الأنبياء موجودة في أعمال الرسل 3: 18، 21؛ 4: 25؛ 28: 25، أي أنّ ما كُتِبَ في العهد القديم هو ما قاله الله.

في كتابات بولس الرسول نجد أنّه يقول عبارة «يقول الكتاب» قاصداً بها «يقول الله» كما ورد في رومية 9: 17، وغلاطية 3: 8.

يقول بطرس الرسول إنّ الأنبياء أحياناً لم يفهموا ما عَلَّموه للناس لأنّ ما قالوه كان من خارج أنفسهم. فالمصدر في الحقيقة كان الروح القدس أو روح المسيح الذي فيهم (بطرس الأولى 1: 10- 12).

شهادة المسيح للعهد القديم

إذا كنّا نؤمن بسلطان الرب يسوع على اعتبار أنّه الله الذي ظهر في الجسد، فإنّنا بالتالي نقبل موقف يسوع من الكتاب المقدّس وسلطانه، وهذا يعني قبول كلا العهدين. فالعهد الجديد هو مصدر معرفتنا عن حياة وتعاليم الرب يسوع المسيح، والعهد القديم يحتوي على الإعلانات السّابقة عن المسيح القادم، بالإضافة إلى احتوائه على التعاليم والنبوات والوصايا التي قبلها المسيح على اعتبار أنها كلام الله. إنّ التعاليم السابقة للمسيح وإتمامه لنبوّات العهد القديم، والاقتباسات الكثيرة من العهد القديم في العهد الجديد، كلّها تبرهن على أنّ المسيح والرسل قد قبلوا سلطان ووحي العهد القديم باعتباره كلام الله. والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها:

في متّى 5: 17-18 قال يسوع بأنّه «لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ ٱلنَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ ٱلْكُلُّ». ونفس الفكرة ذكرها في يوحنّا 10: 34-35 «...وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ ٱلْمَكْتُوبُ». وفي لوقا 24: 44 «قَالَ لَهُمْ: ...أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَٱلأَنْبِيَاءِ وَٱلْمَزَامِيرِ».

في حواره مع الفرّيسيين والصدوقيين والكتبة، كان المسيح دائماً يشير إلى ما ورد في العهد القديم على اعتبار أنّه كلام الله الموحى به، ومن الأمثلة على ذلك متّى 12: 3-5و7؛ و21: 16؛ و22: 32و44. كذلك في مواجهته للشيطان استخدم يسوع كلمات العهد القديم ( متّى 4: 4و7).

وأخيراً وهو على الصليب، نطق المسيح بكلمات وردت في العهد القديم كما نقرأ في مرقس 15: 34 «إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟»، ولوقا 23: 46 «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي» (مزمور 31: 5).

وأما عن تعاليمه ووصاياه وأمثلته، فإنّ الرب يسوع المسيح كرّر مراراً أنّ ما يقوله هو كلام الله لدرجة أنّ من رفضوه شهدوا قائلين إنّه كان يعلّم بسلطان وليس كالآخرين.

شهادة العهد الجديد عن نفسه

في الواقع أنّ سلطان المسيح وكذلك سلطة الرسل التي استمدّوها من المسيح للتبشير والوعظ والتعليم بقيادة الروح القدس، تشكّلان الضمانة الأكيدة على أنّ العهد الجديد هو كلام الله الموحى به للعالم، ولكنّ كُتّاب العهد الجديد لا يتوقفون عند سلطان المسيح وسلطانهم ليدِلّوا على وحي كتاباتهم، بل إنهم يصرّحون مراراً كثيرة بأنّ ما كتبوه وعلّموه هو كلام الله، ومن الأمثلة على ذلك:

يقول بولس الرسول بكل وضوح إنّ ما يعلّمه هو من الروح القدس كما ورد في كورنثوس الأولى 2: 12-13 «وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ ٱلْعَالَمِ، بَلِ ٱلرُّوحَ ٱلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ، لِنَعْرِفَ ٱلأَشْيَاءَ ٱلْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ ٱللّٰهِ، ٱلَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً، لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، قَارِنِينَ ٱلرُّوحِيَّاتِ بِٱلرُّوحِيَّاتِ». وفي تسالونيكي الأولى 2: 13 «...لأَنَّكُمْ إِذْ تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَلِمَةَ خَبَرٍ مِنَ ٱللّٰهِ، قَبِلْتُمُوهَا لاَ كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَلْ كَمَا هِيَ بِٱلْحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ ٱللّٰهِ، ٱلَّتِي تَعْمَلُ أَيْضاً فِيكُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُؤْمِنِينَ». ويعلن بولس الرسول أيضاً بأنّ الإنجيل الذي يبشر به قد أُعلن له من الرب يسوع المسيح نفسه كما ورد في غلاطية 1: 12 «بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ». ويقول بأنّ تعاليم العهد الجديد هي إعلانات جديدة أعلنها الله بالروح القدس (أفسس 3: 3-5).

في رسالة يوحنّا الأولى 1: 5 يؤكّد لنا الرسول أنّ ما كتبه جاء من المسيح نفسه: «وَهٰذَا هُوَ ٱلْخَبَرُ ٱلَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ...».

ولعلّ أوضح تعليم عن وحي العهد الجديد هو ما يقوله بطرس الرسول في رسالته الثانية 3: 15-16 حيث نجده هنا يضع رسائل بولس مع بقية كتب العهد القديم، مما يدل على أنّه زمن كتابة بطرس لرسالته أصبح لرسائل بولس الرسول نفس سلطة كتب العهد القديم، وعلى أنها تُقرأ في أماكن العبادة مثل العهد القديم.

شمولية الوحي

نقرأ في رسالة تيموثاوس الثانية 3: 16 قول بولس الرسول بالوحي: «كُلُّ ٱلْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ ٱللّٰهِ». وهذا يشمل الأسفار الستة والستين الموجودة معنا اليوم. كذلك فإنّ هذا القول يشير إلى أنّ كل الكتاب، وليس فقط مقاطع محدّدة منه، موحى به من الله نافع للبشرية جمعاء.

الفصل الثالث: هل الكتاب المقدّس كلمة الله؟

تعرّض الكتاب المقدّس، وعلى امتداد العصور التاريخية المختلفة إلى هجمات كثيرة، ومع ذلك فقد صمد هذا الكتاب، وتحطّمت أمامه كل الآراء والنظريات التي تهاجم سلطانه ووحيه وعصمته، ويستطيع الباحث عن الحق أن يتأكّد من أنّ الكتاب المقدّس هو إعلان الله الأزلي من خلال الأدلّة التالية التي تبيّن أنّه كلمة الله، علماً بأنّ هذه الأدلّة ليست البرهان الوحيد على أنّ الكتاب المقدّس هو بالحقيقة كلمة الله:

الله حي، وهو الخالق الأزلي (مزمور 90: 1-2)، والله يريد أن يعرفه العالم ويعرفوا مشيئته ووصاياه وإعلاناته وخطته للعالم، وبالتالي لا بدّ من وجود إعلان سماوي من الله للناس لمعرفة طبيعته وإرادته وعلّة وجود الناس وقصد الله النهائي من الخليقة. وإعلان الله للناس تمّ أولاً بالطبيعة، ثم بالكلمة الموحى بها في الكتاب المقدّس، وأخيراً جاء الرب يسوع المسيح وأعطانا الإعلان الكامل عن الله.

يجسّد الله كل ما هو كامل وصالح وقدوس ومجيد وجليل ومهيب وجميل، وبالتالي فإنّ كل ما يخرج من الله سيعكس بالتأكيد طبيعة الله. وإذا كان الكتاب المقدّس في عقل وفكر الله منذ الأزل، أي قبل أن يوحي به للعالم (راجع مزمور 119: 89، 152؛ وأعمال الرسل 15: 18؛ وعبرانيين 8: 2) فلا بدّ إذًا أن يعكس الكتاب المقدّس طبيعة الله الكاملة من جميع الوجوه، وهذا بالضبط ما نجده فيه. فكل إنسان يدرس الكتاب المقدّس بدون تحيّز أو مواقف مسبقة، سيكتشف في إعلاناتِه وتعاليمه مطلق القداسة والخير والكمال والجمال، لأنّه كتاب الله القدوس.

يتحدّث الكتاب المقدّس عن ذاته باعتباره كلمة الله، بطريقة تُبيّن بوضوح وجلاء أنّ الله فقط قادر أن يتحدّث بهذه الطريقة. فالكتاب يتحدث بسلطانٍ وقوّةٍ وثقةٍ عن الله وعن خليقته بطريقةٍ لا يتحدّث بها إلاّ الله. ومن الملاحظ أنّ الكتاب المقدّس لا يحاول أبداً إثبات أنّه كتاب الله، فهو كتاب الله بالتأكيد.

كُتّاب وحي الكتاب المقدّس يؤكّدون لنا أنّ ما كتبوه كان بوحيٍ وسلطانٍ من الله. فهؤلاء الرجال القدّيسون أمثال موسى وصموئيل وعزرا وداود وإشعياء ويونان وزكريّا ودانيال وإرميا ومتّى ومرقس ولوقا ويوحنّا وبولس كانوا رجالاً أتقياء ومثالاً للفضيلة، ولم يكونوا مدَّعين أو غشاشين، وذلك بعد دعوة الله لهم وتوبتهم عن خطاياهم، ولذلك كان لديهم الاستعداد الكامل حتى الموت من أجل إيمانهم.

حضَّر الله الرّجال الذين سيوحي بواسطتهم كلمته لنقلها إلى العالم أجمع، كما فعل مع موسى وداود وإشعياء حيث حضّر الله ظروفهم وتجاربهم ومشاعرهم، وبالتالي عبّر الكُتّاب عن إرادة الله كما أعلنها لهم (راجع إشعياء 49: 1-5، إرميا 1: 4-9، غلاطية 1: 15-16، فالله يعرف مُسْبقاً المعيَّنين، ويعرف بالتالي كُتّاب الوحي والظروف التي سيعيشونها.

شهادة وحدة الكتاب المقدّس: على مدى فترة زمنية تمتد حوالي 1600 سنة، استخدم الله أكثر من أربعين رجلاً عاشوا في مناطق مختلفة وأوضاع تاريخية وسياسية واجتماعية وثقافية ودينية متباينة، وأوحى الله إلى هؤلاء الرجال بالكتاب المقدّس، ورغم امتداد الفترة الزمنية وكثرة الكُتّاب واختلاف أوضاعهم، فإننا نلاحظ ما يلي:

انسجام تام ورائع وفريد في الرسالة، فالكتابات متصلة ومتناسقة ومتكاملة.

إنعدام أيّ تناقض في الكتاب ، أي بين أسفاره المختلفة.

عظمة وقدسيّة وعمق وغنى وروعة وبلاغة ما جاء في الكتاب المقدّس بواسطة أفراد بسطاء مثل داود الراعي وبطرس ويوحنّا اللذين كانا معروفين بأنهما جاهلان، ومع ذلك فقد كتبوا عن مجد الله والطبيعة والإنسان والمصير الأبدي.

وأنّ الكُتّاب أقرّوا واعترفوا مراراً وتكراراً أنّ ما كتبوه هو كلمة الله ووحيه، وليس كلمتهم هم، أي أنّ الكتاب المقدّس يشهد عن نفسه أنّه من الله (تيموثاوس الثانية 3: 16، بطرس الثانية 1: 21، تسالونيكي الأولى 2: 13، بطرس الأولى 1: 23-25). حتى أنّ بعض أنبياء العهد القديم لم يفهموا ما نطقوا به (بطرس الأولى 1: 10-12).

يخاطب الكتاب المقدّس كلّ إنسان في أيّ زمانٍ ومكانٍ وظرفٍ، وعندما يقرأه الإنسان يكتشف حقيقة البشرية، الحقيقة المفرحة والحقيقة المرة، وإنجازات الإنسان، وسقطاته. فالكتاب المقدّس يُشبع الجوع الروحي والنفسي، ويرشد البشرية لطريق الحياة الأبدية.

شهادة عمل الكتاب المقدّس في حياة البشر على اختلاف أصولهم وأعراقهم ولغاتهم: يقدّم لنا الكتاب المقدّس نظرة ثاقبة إلى الطبيعة البشرية ويظهر حقيقتها، وفقط الله يعرف حقيقة الإنسان لأنّه خالقه. لقد عمل الكتاب المقدّس، وما يزال يعمل في حياة ملايين الناس، وقادهم من ظلام الخطية وبؤس الشر إلى حياة الغفران والمحبة والسلام والحياة الفضلى. ففيه تعلن قوة الله المخلِّصة والمقدّسة، والله حيّ وما يزال يعمل في التاريخ بواسطة كلمته المقدّسة لإتمام مقاصده في حياة كل إنسان في الوجود، وهذا من أعظم البراهين على أنّ الكتاب المقدّس هو كلمة الله الأزلية. فجميع شعوب العالم تجد حاجتها فيه، ومن يؤمن بشخص الرب يسوع المسيح، كما أعلن عنه الكتاب المقدّس، يتغيّر كلياً إلى إنسان جديد.

شهادة الوعود في الكتاب المقدّس: يوجد في الكتاب المقدّس وعود كثيرة جداً جداً، والله وحده القادر أن يعطي هذه الوعود لأنّه قادر على إتمامها، وهذه الوعود صادقة ومقدّسة. وهي وعود متنوعة منها ما يتعلّق بعمل الله في حياة الإنسان المؤمن، ووعود تتعلق بالعالم والكون والتاريخ والمجتمعات البشرية المختلفة، وهذه الوعود تتمّ في حياة المؤمنين يومياً، كذلك فإنّ تتابع أحداث العالم والتاريخ يكشف لنا عن صدق هذه الوعود، وأنّ معطيها هو الله. ومن أهم الوعود في الكتاب المقدّس هو وعد الله بحفظ الكتاب المقدّس وحمايته إلى الأبد. فمثلاً قد تمّ جمع الآيات المقتبسة من العهد الجديد في كتابات آباء الكنيسة، باستثناء إحدى عشرة آية.

شهادة نبوّات الكتاب المقدّس: يحتوي الكتاب المقدّس على نبوّات كثيرة ومتنوعة تتعلق بمسيرة التاريخ حتى نهاية العالم، لقد تمّ بعض هذه النبوّات وبعضها يتمّ في أيامنا وبقيّتها سيتمّ حتماً في المستقبل القريب وحتى مجيء المسيح مرة ثانية والقيامة ويوم الدين والحياة الأبدية. وبديهيٌ أنّ الله وحده ربّ وسيد التاريخ، ويعرف كل شيء، وهذا دليل قاطع على أنّ الكتاب المقدّس، الذي هو كتاب النبوّات، هو كلمة الله. ومن نبوّات الكتاب المقدّس:

كل التفاصيل المتعلقة بتجسّد المسيح وأعماله وعجائبه وموته وقيامته وصعوده وعودته ثانية.

نبوّات عن حروب واضطرابات وكوارث وزلازل وبراكين وأمراض جديدة. (راجع متّى 24: 3-14، ومرقس 13: 7-10، ورؤيا يوحنّا اللاهوتي).

نبوّات عن ازدياد مظاهر الفساد والخطية والشر وما يرافقها من ازدياد مظاهر التديّن الزائف في نفس الوقت. (راجع تيموثاوس الثانية 3: 1-9، ومتّى 24: 37-39، ومرقس 13: 19-23، ويهوذا 18-19).

نبوّات تتعلّق بتفاصيل نهاية العالم، ورجوع الرب يسوع المسيح، والدّينونة الأخيرة، والحياة الأبدية.

شهادة سموّ تعاليم الكتاب المقدّس وعظمتها وتفوّقها على أية تعاليم موجودة في العالم، تثبت أنّ هذه التعاليم هي كلام الله بالتحديد. فعمق الكتاب المقدّس غير متناهٍ. وكلّما درس الإنسان الكتاب المقدّس بعمق أكثر اكتشف به كنوزاً أكثر.

شهادة الروح القدس الساكن في قلوب المؤمنين تؤكد لنا أنّ الكتاب المقدّس هو كلمة الله.

شهادة أخلاق وميزات الأشخاص الذين يقبلون الكتاب المقدّس بالإيمان واليقين بأنّه كلمة الله الحية والفعالة. فأخلاق وميزات المؤمنين به شهادة حيّة للكتاب المقدّس، وكلّما نما الإنسان في حياة القداسة والتقوى والمعرفة كان نموّه بواسطة الكتاب المقدّس.

شهادة تاريخ الكتاب المقدّس وانتصاره على جميع الهجمات التي تعرّض ويتعرّض لها.

شهادة الآثار والاكتشافات والحفريات والمخطوطات والتاريخ وسجلاته، كلّها تؤكد صدق رواية الكتاب المقدّس.

شهادة علم الكتاب المقدّس: يحتوي الكتاب المقدّس على حقائق علمية عديدة جداً تتّفق تماماً مع اكتشافات العلم الحديث، ومن الأمثلة على ذلك:

إشعياء 40: 22 «ٱلْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ ٱلأَرْضِ».

أيوب 26: 7 «يُعَلِّقُ ٱلأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ».

لاويين 17: 11 «نَفْسَ ٱلْجَسَدِ هِيَ فِي ٱلدَّمِ».

أيوب 25: 5 «هُوَذَا نَفْسُ ٱلْقَمَرِ لاَ يُضِيءُ».

فلسفة الكتاب المقدّس تفوق أية فلسفة وضعية وفلسفة أي كتاب آخر يدَّعي أنّه ديني.

تعاليم الكتاب المقدّس الأخلاقية لا مثيل لها في الكون. فمثلاً الموعظة على الجبل لا تضاهيها أيّة تعاليم من حيث إعجازها وعظمتها وشموليتها.

التأثير الأخلاقي للكتاب المقدّس في حياة الشعوب: فهو يكشف الخرافات ويقضي على الجهل ويبطل الوثنية وعبادة الأرواح، أي أنّ فيه قوّة خلاقة تؤكد على أنّه كتاب الله.

الكتاب المقدّس هو كلام الله بالفعل، وهذا يعني أنّ على كل إنسان يريد الخلاص والحياة الأبدية أن يؤمن بكل ما فيه من حقائق تتعلّق بالله وطبيعته وإرادته ووحيه، وعن الإنسان وطبيعته وسقوطه، وعن الطريق التي رسمها الله للبشرية من أجل إتمام الفداء والخلاص. أي أنّ عصمة الكتاب المقدّس تلزم الجميع بقبوله وقبول الحقائق والعقائد المتعدّدة التي يعلنها وخاصة وحدانية الله في الثالوث، وسقوط الإنسان، وتجسّد الله في الرب يسوع المسيح لفداء الإنسان، والنبوّات المتعلّقة بالأيام الأخيرة، وملكوت الله الأبدي.

إنّ خبرتنا اليومية، واستجابة الصلاة، والشفاء، والبركات الكثيرة، والفرح الدائم. كل هذه الأمور تؤكّد لنا أنّ الكتاب المقدّس هو كلمة الله.

كذلك لا يحتاج الناس إلى جميع الإجابات للأسئلة التي تجول في عقولهم حتى يتأكّدوا أنّ الكتاب المقدّس هو الحق وبأنّه كلمة الله. وبكلمات أخرى: ستبقى معرفة الإنسان محدودة، ولكنّ ذلك لن يغيّر من حق الله.

إنّ من لا يطلب الخلاص، ولا يقبل المسيح رباً لحياته، لن يقبل الكتاب المقدّس. فغير المؤمن الذي لم يتب عن شروره وفساده وخطاياه، أي الشخص الذي لم يولد من جديد، لا يستطيع أن يفهم الكتاب المقدّس، وبالتالي لا يقبله باعتباره كلمة الله (كورنثوس الأولى 2: 14).

ومن الملاحظ أنّ العداء لكلمة الله أساسه في الحقيقة مطالب كلمة الله لحياة الطهارة والقداسة والابتعاد عن شهوات الجسد الرديئة. لذلك نجد أنّ الشخص الذي لا يؤمن بالمسيح، يأتي دائماً لقراءة الكتاب المقدّس ولديه موقف عدائي مسبق، فهو لديه اعتقاد معيّن، ويأخذ في البحث عن أيَّة إشارة أو كلمة ليثبت إدِّعاءَه الباطل، ولا يرى كل الروعة والجمال والحق والقداسة التي يزخر بها الكتاب المقدّس.

أسئلة للدراسة الفردية والجماعية

يمكن استخدام الفصول الثلاثة في هذا الكُتَيِّب للنقاش في حلقات دراسية في البيوت أو الكنائس، بقصد التعمق أكثر في المواضيع المطروحة أو الإجابة عليها وإرسالها لنا.

  1. ما هو الكتاب المقدّس؟

  2. ما هو في رأيك الدور الذي يمكن أن يلعبه الكتاب المقدّس في حياة الأفراد والجماعات والشعوب المختلفة في العالم؟

  3. عدّد أسماء الكتاب المقدّس، وما هي دلالات هذه الأسماء؟

  4. ما هي رسالة الكتاب المقدّس، وكيف يمكنك أن تعيش هذه الرسالة؟

  5. هل تعدُّد الترجمات العربية أو الترجمات باللغات الأخرى يؤثر على صحة ورسالة الكتاب المقدّس؟

  6. كيف نفهم ونتأكد من عصمة الكتاب المقدّس؟

  7. ما هو مفهوم الوحي من الناحية اللغوية واللاهوتية؟

  8. كيف نستطيع أن نثبت وحي الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد؟

  9. هل تحتاج الكنيسة المسيحية إلى البراهين القاطعة لإثبات أنّ الكتاب المقدّس هو حقاً كلمة الله للبشرية جمعاء؟

  10. ما هو في رأيك أكبر دليل على أنّ الكتاب المقدّس هو حقاً كلمة الله؟

  11. كيف يمكنك أن تشهد للآخرين عن وحي وسلطان وعصمة الكتاب المقدّس؟

  12. كيف يجب أن يكون تجاوب كل إنسان يؤمن بوحي ورسالة الكتاب المقدّس؟

عنواننا:


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D-70007
Stuttgart
Germany